2- _وداعاً

10 2 0
                                    

السادسة مساءً **

في الملجأ :

كان هناك تجمعاً بغرفة في إحدى الغرف بالملجأ تضم تقريباً جميع البنات باستثناء «نورهان» اللتي انكمشت على نفسها في غرفتها تراسل ذاك الخبيث اللذي يبسها السم ويقنعها أنهم جميعاً يكرهونها لغرض ما يريده ".

في غرفة البنات وتحديداً في الغرفه المشتركه بین «سلمى وواحده من بنات الملجأ، كانت تضب أغراضها وهي تضحك وتتحدث معهم ، حتى قالت «إحسان » :

هتوحشينا أوي يابت يا« سلمى» ، متغيبيش عننا بقى وابقي تعالي زورينا ، كنتي مريحاني شويه والله كنتي عامله زي الأم للعيال الصغيره دي وحتى الكبار ."

قالتها بنبرة متأثره ، فردت «سلمی» :

وحضرتك هتوحشيني أوي والله انتي والبنات کلکو ، معرفش ممكن الاقي صحاب زيكو برة ولا لا ، ولا أعرف الدنيا هتبقى عامله إزاي بره الملجأ ، إحنا هنا في نعمة والله ، أنا بشوف الحاجات اللي بتحصل على النت بخاف من الحياة بره في الشارع ، بس برجع وبقول ربنا معايا ان شاء الله ".

ردت «فيروز» :

سيبك بقى من الكلام دا كله وخلصي اللي في ايدك وتعالي نتصور صورة جماعيه بقى للذكرى ".

ایوا يلا يا ابله « سلمى » انتي هتوحشينا أوي ، اتصوري معانا علشان لما توحشينا نفتح الصور".

قالتها إحدى الفتيات الصغيرات بنبرة طفوليه بريئه ، فردت «سلمی» :

_عنيا ليكي يا سرسوره".

التقطوا صورة للذكرى ، وجلسا يمزحان ويمرحان ، حتى قاطع صوت ضحكاتهم دلوف «نورهان» وهي تنظر لهم بحقدٍ من جلوسهم وهي تعمل بالخارج ، عقبت «إحسان» بتساؤل:

_اي يا نورهان ، خلصتي المواعين بتاعت الغدا ولا لسه ، لو خلصتيها تعالي اقعدي معانا عشان «سلمی» ماشيه كمان شويه ".

قالت بتأفف :

خلصت یا مس« احسان» ، انتو كلكو قاعدين هنا وسايبني بغسل المواعين وقاعدين تضحكوا وتهزروا يعني".

ردت «فيروز» بتعجب من الآخرى التي تتأفف من تأديتها واجبها على الرغم من أن هناك ادوار للعمل المنزلي:

ما انتي اللي عليكي الدور يا «نورهان» ، أنا كنت امبارح ، و «سلمى» أول امبارح ، الشغل كان منقسم علينا إحنا الاربعه ، بس «سلمی» ماشيه ، ف هنبقى تلاته بس ، أنا وانتي ومس« إحسان» علشان أكيد مش هنخلي البنات الصغيرة تشتغل".

تجاهلت حديثها بسبب جلوس «احسان» فلم ترد أن يتشاجرن أمامها ، جلست وسطهن ، كانو يتحدثون ويضحكون تارة ويحزنون عندما يتذكروا رحيل الآخرى ، تجلس«نورهان» وسطهن بعدم انجذاب لحديثهن ، تنظر لـ «فيروز» ببغضٍ ولم يلحظ احد نظراتها سوی «سلمى » التي لاحظت نظراتها الكريهه نحو «فيروز» ، وعندما لاحظت انتباه الآخرى لنظراتها ، قامت بالإبتسام لها بإرتباك ومن ثم ضحكت على شئ قالته احدي الفتيات الصغيرات ".

مُلتقىٰ الأغرابُWhere stories live. Discover now