اخذت جوالها تدق عليه تسمع رده : انتي للحين حيّه !
هزت راسها : شرايك
صرخ بغضب : وينك ، وين يعني اسبوع وين كنتي !
لفت لمرام اللي تلعب باغراضها : مو اسبوع خمس ايام
هز راسه : ولعنه ، وين بتكونين !
ميّلت شفايفها : لا تصارخ ، موجوده
هز راسه : بجي الشقه لو مااحصلك ياويلك !
عقدت حواجبها : مابتحصلني لا تتعب نفسك !
رفع حاجبه : وينك طيب !
دخلت اركان : من ذي اللي بتروح لها الشقه ومختفيه اسبوع وبتموت !
سكنت ملامح لهيّب تعض شفايفها والتفت سيف : من وين دخلتي ؟
عقدت حواجبها: جاوبني اول من ذي !
مارد سيف ونطقت لهيّب : دبر نفسك بقفل
قفل ينزل جواله وتقدمت اركان : سيف !
ناظرها : وش ؟
وقفت قدامه تحط يدها على خصرها : مين ذي !
شتت نظراته : محد
ناظرته بحُنق : ماني صغيرة عقل تلعب علي ، لو تعرف شيء عن لهيّب وساكت والله ياسيف احرقك ولا يرف لي جفن !
هز راسه بذهول : كيف شكيتي اني وصلت للهيّب ؟
كشرّت بوجهه : شفت ؟ اني داريه علمني ! اللي بالحادث ذي انا نص شكي بانها هي لو طلعت هي وانت تدري بدفنك !
رفع حواجبه : انا شدخلني ؟ وش دراني وينها اصلاً ولو دريت وش فايدتي من الموضوع لما اخبي عليكم ؟ ليه دايم شاكين اني اكلمها واعرف وينها قلنا توامها بس حالي من حالكم تعبت ترا !
عضت شفايفها : بس ماقصدي !
هز راسه وهو يضيع الموضوع: بطلع انا انتبهي لنفسك
وقف يطلع وجلست تهز رجلها بتوتر تهمس : احسن انا كنت منتظره كذا اصلاً ! اخ بس !عند سيف اللي حرك يتوجه لمكان بعيد ووقف سيارته يمسك راسه يشد عروقه من الصداع وسند راسه على الدركسون
بينما لهيّب اللي تسمع مرام : لهيّب وش قلتي ليه ماتكلمتي عن الحادث !
ميّلت شفايفها : لانه ماسال انا ماتكلمت ، ممكن تطلعين بنام !
وقفت مرام بتحذير : صدقيني بس تصحين بتشوفين الويل
هزت راسها : الله يقويك حبيبي
طلعت مرام تقفل الباب وانسدحت لهيّب ياعتدال تحس بألم رجلها الا انها قاومته لاخر حد تنزل دموعها بألم ، ماتدري هو ألم جسدي ولا نفسي ولا حنين ولا كُره ماهي قادره تحس بشعورها تنزل دموعها بصمت تحبّس شهقاتها لجل ماتعلى وشهقت بصوت ماتدري وتكره الضعف وانها ماتتحرك الا بشخص وتكره حالتها الحين ، وتتوعد باللي دبروا لها الحادث وماتدري هل اخوانها يعرفون ، عضت شفايفها بالم : اخ !
ماتداري تمسك تداري نفسيتها ولا تداري جسدها الا انها صدت من دق الباب ماتقوى الرد الا ان ام مرام دخلت بيدها علاجات تحطها على الطاوله اللي جنب سرير لهيّب تنطق : الله يهدي بالك يامي !
سكنت ملامحها من شافت دموع لهيّب ومن مخدتها المُبلله ترفع حاجبها وتقدمت تمسح على شعرها وتمسح وجهها وعضت شفايفها لهيّب تمنع دموعها من النزول وتحاول انها تتوارى عن نظر امها الا انها لمحتها تنطق : النايم مايعض شفايفه ، والنايم جفنه مايتحرك ! افتحي عيونك يالهيّب المخده ماهي اولى بدموعك من حضني
ميّلت شفايفها تفتح عيونها بورطه وابتسمت بذبول : لبيه ؟
هزت راسها : ليه ؟
شتت نظراتها ونطقت امها : ناظريني ، وش يبكيك ؟ في شيء يوجعك ؟ وين اللي يوجعك ؟
ماردت لهيّب تنطق امها : وينه ؟
اشرت لهيّب على صدرها تطلع شهقاتها وتقدمت امها تجلس جنبها وانسدحت لهيّب بحضنها : كل الدنيا ذي على ظهري ، هل انا استاهل ؟ وش سويت بدنياي ؟
ابتسمت امها : ماسويتي شيء وكله مكتوب قبل لا ننخلق ، و الله اذا احب عبداً ابتلاه
ناظرتها تهمس : بس البلاء اخذ مني طفولتي ومراهقتي وحياتي وسلب مني كل شيء ! وش بقى لي من ذي الدنيا ؟
ناظرتها امها تمسك يدها المتعافيه ونزلت اصبع : باقي حنا
نزلت الاصبع الثاني : باقي اخوانك
نزلت الاصبع الثالث : باقي لك عُمر
نزلت الرابع : وباقي لك تعيشين حياتك ، ومابعد العُسر الا اليُسر !
نزلت الاصبع الخامس تقرب يد لهيّب من شفايفها تبوسها : وياحلو اليد وراعيتها !
ابتسمت لهيّب : احس لو ماما موجوده بتكونين تشبهينها
ابتسمت بحزن تلمع عيونها : من الصداقه ياماما انتي
سحبت جوالها تطلع صوره : ماقد شفتي امك ؟
هزت راسها بالنفي : دايم اذكر مازن كان مايخلينا ندخل مكتبه ومايخلينا نشوف صورها ودايم يقول اني سبب وفاتها وذي اكثر الاشياء الا اعرفها عنها
ابتسمت بحزن عليها : معليك حبيبتي انتي مالك ذنب وانتي حلوه وحياتك حلوه وافعالك حلوه بس لو تهجدين شوي
مدت الجوال : ذي امك
مسكت الجوال لهيّب تنزل دموعها : ذي ماما ؟
هزت راسها : ذي نوري وصحبتي واختي وامك وبالاخير هي المها
شهقت لهيّب : تشبهني ! وتشبهك وتشبه سيف وعيون اركان نفسها !
هزت راسها : ماقد سمعتي انك المها المُصغره ؟
هزت راسها بالنفي : اسمع من مين ؟ محد يعرفني
ابتسمت بحزن وبكت لهيّب : ليه عشت بدون ام ! وش فيها لو ماما كانت موجوده الحين ومحتويتني ! ليه عشت عند مازن اللي شردني ! ماعدت اتحمل شيء ! محد يبيني عنده ؟
ناظرتها ام مرام : انا ابيك ؟ ابوك يبيك واخوانك وخواتك !
هزت راسها : لو سمعتوا عني شيء ؟ بتتخلون ؟
هزت راسها بالنفي : لو اشوفك بعيوني اكذب عيوني
بكت لهيّب بحزن وبضيق : والله ماعدت اتحمل اتمنى الموت ولا حياتي !
ناظرتها وهي اول مره تبكي كذا ! ومسحت على شعرها تمسح خدها وصرخت لهيّب بضُعف : ماعدت اتحمل انا ، تغيرت كبرت سنين اكبر من عمري ! انا مو لهيّب ! انا شر بحياة كل شخص كلهم ينفرون مني تدرين ؟ محد بقى لي بحياتي الا انتوا ؟ بالمدرسه كانوا يهربون مني ويقولون لمرام بعدي عنها ! تدرين وش كثر اللي تحملته بحياتي انا ؟ ماتدرين محد يدري اصلاً انا لو اموت محد بيمشي بجنازتي ولا احد بيبكي ! بالعكس بيكتبون افراح على عزاء ميتنا ! يعتبروني كافره ! والله ماعاد ابغى الحياه ولا اقواها كلها على ظهري كل شيء اتحمله انا !
توسعت محاجر عيون امها بصدمه : لهيّب !
صرخت لهيّب بتعب : الله ياخذ لهيّب وتنبسطون بحياتكم بدوني
دخلوا كلهم وتوسعوا عيونهم وصدت لهيّب ورفع نظره ابوها يشوف عيونها المليانه بدموعها وتتوارى بحضن امها عنهم وناظرته ام مرام تحبس دموعها من كلام لهيّب وناظرتهم مرام تصد ونزلت دموع هيام من شافت لهيّب وهي ماتعودتها كذا ابداً ماتعودت لضعفها والان تشوفها باضعف حالاتها ورغم ذا ، كانت تتوارى وتصد عنهم لجل مايلمحون حزنها وعقدت حواجبه تشوف امها توقف وتتخطاهم تطلع وطلعت خلفها وعقد حواجبه صقر : لهيّب في شيء يوجعك ؟
ماردت لهيّب وهي صاده وتقدمت مرام تنحني لمستوى سريها تشوف دموعها وزمّت شفايفها ورفع حواجبه صقر بمعنى ايش ؟ وهزت راسها بالنفي والتفتت هيام لابوها المصدوم اولاً من صراخ لهيّب ومن تخطي ام مرام لهم ومن عدم رد لهيّب ومن صدودها عنهم وتقدم وهو يمسك وجهها : وش يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي : تحركت بلغلط وتعورت بس
ناظرها بعدم تصديق : بس ؟
هزت راسها تشتت نظراتها وطلع وجو اخوانها وجلست مرام بجنبها وجلس صقر ومعاذ وهيام واقفين عند طرف السرير وناظرتهم باستغراب تشوف نظراتهم الخايفه المتوتره المصدومه وابتسمت : ماقد شفتوني ابكي ؟
هزت راسها بالنفي : من وانتي صغيره كنتي ماتبكين عندنا ، الحين فجاه تنفجرين ؟ والله يخوف ترا
هز راسه معاذ : اتفق معها
ابتسمت : عادي تعورت وصرخت بس
هزو راسهم والتفتت لصقر اللي يصغر عيونه باتجاهها ينطق : ابي اتكلم مع لهيّب لحالنا ؟
رفع حواجبه معاذ : سلامات ترانا اخوانها زيك زينا ! نبي نسمع
التفت له بحده : بتطلع ؟
طلع معاذ اللي يسحب هيام وينطق : الله عطاكم خمس دقايق وبعدها بندخل !
عضت شفايفها لهيّب وهي تعرف الموضوع وين بيروح وبأي اتجاه وبأي مشاعر الا انها نطقت : تكفى !
رفع حواجبه : تكلمي الله عطاك خمس دقايق ولا وقتها بسحب الكلام من بطنك غصب
التفت لمرام : اظن قلنا لحالنا ؟
ناظرته بطرف عينها : انا ولهيّب واحد ومانخبي عن بعض تكلم خلصنا
رفع حاجبه وابتسمت لهيّب : خلها ، وش عندك ؟
نزل نظره لها : انتي اللي وش عندك ووش فيك ؟ ولمحت اسم بجوالك امس ؟
عقدت حواجبها : اسم مين ؟
عضت شفايفها مرام تذكر انها سحبت الجوال عشان مايلمحه الا انه لمحه تنطق : صقر !
رفع نظره لها : ماابي اضغط عليها وهي بذي الحاله بس ماينسكت وش جاب الاسم بجوالها اصلاً ؟
صدت لهيّب تناظر عيون مرام الحاده تجاه صقر : صقر قم معي قم خلها تريح بياذن الظهر وهي صارلها يومين قايمه ، تعال بعدها حقق معاها بكيفك
ناظرتها لهيّب بامتنان ووقف مرام تسحب صقر بالغصب اللي رفع حواجبه من شاف هيام ومعاذ واقفين عند الباب : وش عندكم هنا ؟
نطق معاذ : الباب حلو قلنا بنتوقع كم سعره
ضحكت مرام بذهول : ماتتترقع كذا لو انكم معترفين افضل لكم
ناظرهم صقر : عيب ترا !
هزت راسها هيام : ياخي شفتوا قلت لكم عيب بس ماتسمعون لا حول ولا قوة الا بالله ماتسمعوني اصلاً !
ناظروها بذهول تتعالى ضحكاتهم ونزلوا يتركون لهيّب اللي مجرد ماطلعوا اخذت نفس براحه من انهم ماحاولوا يضغطون عليها تغمض عيونها تحاول النوم

أنت تقرأ
كنت أنا في لهيّب القيض مرّمي واليوم أنا تحت صبّة سحّابته
Misterio / Suspensoألا ليتَ جُرحًا قد أصابكَ صابنَيّ وتسلَمَ من كيدِ العدى والمصائب وأحملَ عنكَ الهَمَّ والسُّقْمَ والأسّى فتّحيا قريرَ الَعينِ