بارت 2

44 8 0
                                    



ناظرته بكُره ولف لها : عدلي نظراتك تراني ابوك !
هزت راسها بالنفي : ابو على نفسك والله ! ماعندي اب انا !
نطق بصوت مُرتفع - بظنّه - وضحكت بسخريه : حتى صوتك متبرّي منك يالمُدمن يالمُدخن حتى صوتك مايساعدك بأنك تفرّض حتى نص هيبتك !
ناظرها سلطان بهدوء يمسك يدها : أركان !
لفت له أركان بغضب تهمّس : حق لهيّب تعرف انه ماهو رايح صح ؟
هز راسه : مايروح والله وراسي يشّم الهواء ، بس خلي اليوم يعدّي على خير بدون مشاكل بس يوم الله يخليك !
ناظرته بغيّض تصد تسمع ابوها لازال يتكلم وبنظرّها - بدون فايده - ووقفت تصعّد لغرفتها واخذ سلطان بنته يتجه لغرفته يشوف زوجته تقرا كتاب وناظرته من نزل يد بنته ووقف عند الشُباك يطالع الظلام اللي برا وكأنه يدور عليها وسط العتمة ينطق بهمس : عشر سنين، يا رب ... عشر سنين وهي بعيده ، وهي مظلومة ، وأنا ما قدرت أرجع لها حقها ، لهَيّب... أنا ما نسيتك ولا لحظة بس ليه؟ ليه الدنيا قاسية لهالدرجة
حط يده على الشُباك وكأنه يحاول يمسك شي بعيد صوته كان مكسور ينطق بهمس من وقفت حنبه زوجته : أنا واثق فيها ، ما شكيت فيها أبدًا... لكن أنا اللي ضعفت كان المفروض أوقف معها  أحارب عشانها كل ليلة أنام وأحس بثقل ما يروح ... لهيّب سامحيني
حطت يدها على كتفه وكانها تطمّنه : قلبي ، عذابك ما راح يغير شي صار قبل سنين أنت ما خذلتها أنت سويت اللي تقدر عليه واللي كان بيدك مو كل الحروب تنربح من أول جولة
مسكته تجلسّه على الكنبه : لهيّب لو كانت هنا كانت بتقولك إنها ما تحتاج منك غير إنك تكون واثق فيها وأنت كنت كذا لا تعاقب نفسك على شي ما كان بإيدك اللي صار كتبته الأقدار لكننا ما نوقف هنا قدامنا عمر طويل وفي يوم من الأيام الحق بيرجع لها وتقابلها وتقول اللي بخاطرك ! ، وانت اول واحد بتوقف معاها وتسندّها ، هي تحتاجك قوي حتى لو انها غايبه وحتى لو ما تقدر تشوفها ، لهيّب جزء منك وتشتركون نفس الدم ، وأنت تعرف إنها قويه ، مثل ما أنت لازم تكون قوي !
نطق بهدوء : طيب لو ماكانت حيّه ؟ مُمكن ماتت من كم سنه مانعرف عنها !
مدّت يدها بهدوء تحضن راسه : حتى لو ... حتى لو لهَيّب راحت تبقى ذكراها عايشة وتبقى الحقيقة ما تموت ما تخلي أفكار مثل هذي تهدمك ولا تخليها تطفّي النور اللي أنت متمسك فيه لو لهَيّب موجودة هي محتاجة تصدق إنها عندها أخ ما نساها ولو راحت ... فهي محتاجة تكون فخوره بأخوها اللي ما خانها حتى وهي غايبة. لا تقتل نفسك بالأفكار لأنك مازلت عايش ولا زالت قدامك فُرص تدورها يمكن تحصلها لو عند باب البيت !
أحيانًا يا عُمري نعيش على أمل بسيط على خيط واحد بالكّاد نشوفه لكنه هو اللي يخلينا نقوم كل يوم لا تقطع الخيط هذا ، لهَيّب تحتاج إنك تعيش وتعيش لأجلها !
مارد بهدوء يسكت ومسحّت على شعره : عيني حبيبي - تفائلوا بالخير تجدوّه - لا تفكر بانها متوفيه ، ولو توفت ... توفت وهي شريفه عفيفه !

وقفت السياره بهدوء بعيد عن البيت المشؤوم بنظرها اللي من مُده تفكر بانها تحرقه من لهيّبها تشاركه بنارها وحرقتها المُستمره وسكنت ملامحها من ركبت السياره : وش تفكرين فيه ؟
لفت لها : الانسان الطبيعي يسلم ! شدراك اني هِنا !
رفعت اكتافها : عشرّة عشرين سنه ياقلبي ناقص اتلبسّك بس !
ضحكت لهيّب بطرف شفتهّا : يلا شهرين ونتلبّس بعض ، كيف شغل الكوفي ؟
كشرّت تنطق بقهر : حسبي الله انا وش شغلني باريستا لو اني صايره خبازه وش بيجيني ؟
ضحكت لهيّب : لو فتحنا محل فول وصرنا فوالين منجد وش بيجينا ؟
ضحكت ولفت لها بجدّيه : ليه جايه هِنا ! حنيّتي ؟
هزت راسها بالنفي : ماحنيّت بس افكر لو احرق قصورهم ذي وش بيصير ؟ مو صاير شي
ضحكت بسخريه : تحرقينهم ؟
التفتت بجدّيه وحدّه : والله منجد احرق اللي يتسمى ابوي واحرق اخوه وعياله واللي يتسّمون اخواني بحرق الدنيا زي ماخلوني لهيّب اخليهم منجد لهّب اقلب حياتهم جحيم اخليهم يشمّون ريحتي ومايدرون ويني ! واشوف قهرهم على املاكهم ويعرفون اني خلف الموضوع بس مايعرفوني بشكل كامل !
نطقت بحدّه مرام : اصحّك اصحّك تفكرين بذا الموضوع ! انسيّهم خلاص لهيّبي نارك انا اطفيّها !
هزت راسها بالنفي : محد يطفي ناري الا اللي شابهّا !
كشرت مرام : حركي بس وامحّي الافكار ذي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 7 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كنت أنا في لهيّب القيض مرّمي واليوم أنا تحت صبّة سحّابتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن