ألم/الجزء الاخير

105 3 2
                                    

ج /ه
هند في سريرة نفسها تعلم حق العلم ان خالد رجلا متقلب المزاج .. متسرع القرار.. برغم ماوصل اليه من عمر يناهز الـ ٤٠ عاما الا انه يتصرف بطيش شاب في مقتبل العمر ..هي تراقب بصمت وتترقب قنبلة الانفجار الأخيرة لقتل ولادة العلاقة الحديثة بينهما..  أحبته وتعلقت به لكنها تعتلي الاتزان في كل أمرا يتعلق بالحياة ..تنظر وتقيس قبل الغطيس ..امرأة علمتها الحياة كيف تكون ذات قوة في عالم الذئاب ..وكيف تجتنب سقوط الهاوية ..لانها نشأت بين عائلة كريمة العفاف ..شديدة الحرص حسب الركيزة الدينية  وقوانين العادات والتقاليد .

وبينما هي في عمق معمعة التفكير ونظريات العقل بعيدا عن تسلل العاطفة لتعطيل مهام الحكم الأخير تتصل بها صديقة حميمة قد غابت لسنوات لأتعرف من أخبارها شيئا لتعاقب الظروف واحداثياتها في الانقطاع .
.مساء العبير هنوده .. مساء الورد ..عفوا من المتحدث فالصوت ليس بغريب .. الا تعرفين من اكون .. هل كنت في خانة النسيان
هند : عرفتك وخالق السماء عرفتك ..وداد .. ياااا الله  اين ايامك ياشقية تركتي فراغ كبير كجرح لا يلتئم .. اهذا حق الصداقة ..ما أجرمك واقساك.
وداد: مهلا علّي ياصديقتي ..الحياة لآ تخلو إطلاقا من بهارات المشاكل .. ونكهة الظروف الفاصلة بين التقاء الأرواح المحبة ..
اخبريني عنك فأنا في اشتياق لسماع ما انتي عليه من حال .

هند :آه ثم آه ياوداد  يطول الشرح في حالي واحوالي .. ففي غيابك تعرضت لأقسى الظروف القاهرة ..لا احد يستطيع مساعدتي سواك .. إذا  لم يكن لديك مايشغلك فزيارة خاطفة منك للقائي  بك مهم جدا .. فماذا قلتي .

وداد: حسناً غدا بعد الساعة الرابعة عصرا تجديني امام الباب ..عُلِم  ام أعيد مالم  يُعلم .. وترتفع نبراتها ضاحكة وتبادلها هند نفس النبرة بضحكة يبدو عليها مرارة الحزن .

هند: سانتظرك ي صديقة عمري  فلا تتاخري .

وداد: حسنا ..الى لقاء قريب وتطبع قبلة الإخوة كالعادة قبل المغادرة  وتبادل هند قبلتها بقبلة

اغلقت الهاتف وهي تتأمل الأيام الجميلة بينها وبين وداد.. وماكانا يفعلان من شقاوة ايام الدراسة ..من لعب واستهتار بالحصص ..وووو..... تنفست الصعداء .. وهي تتمتم بكلماتها .. قربت ساعة الصفر ي سيد خالد ..وستنكشف امامي حقيقة الوفاء في الاستعجال المريب .. هاهي وداد تعود ويعود معها نبض الحياة من جديد ،، تُوقع ولا تٓقع  .. تشهر اداة القتل رعباً ولا تقتل بها ..اعتمادي بعد الله عليها فهي اخت بمرتبة صديقة .

يراودها الصداع فتتناول مهديئا وتخلد للنوم .
أتى الصباح ويتلوه الظهر والعصر وهند في ملل الانتظار لقدوم وداد ..
يدق جرس الباب فتسرع هند بعد ان تأكدت من ثقب الباب انها وداد اخذتها بالاحضان في عناق طويل يبرهن الاشتياق ..سحبتها هند مرحبه بها ..قدمت لها العديد من واجبات الضيافة .
وداد : اصبحتي طاهية ماهرة .
هند: لابد ان اكون كذلك فمطالب الحياة ترغب فالمهارة ..فتلك وظيفة كل ست لديها اسرة تهتم وتعتني بهم .
وداد: كنتي رائعة ولا تزالين في المكانة التي غبت عنك لسنوات فيها.
المهم مالامر الذي يتوقف على مساعدتي ..هيا اخرجي تلك اللؤلؤة من فاك .
هند: تعرفت على شخص غريب الأطوار او بالاصح هو من سبق بالتعارف ..أحببته وربما تقولين تعلقت به قليلا .. ومع هذا اشعر بخوف شديد شكوكي وظنوني لا يفتر هاجسهما .. يغيب لايام بل لشهور  ومن ثم يعود مما جعلني ارتاب كثيرا بان هناك امرا أجهله .
وداد: والمطلوب مني؟
هند: المطلوب يا أعز صديقة ان تقومي بالاقتحام في حياة الخالد كمعجبة او كمصادفه ..والخيار لك ،، لإعرف مدى الوفاء والمصداقية لدية .
وداد : لعبة مسلية تروق لي فأنا احل محل رجل الانقاذ في المهام الصعبة .. لا عليك فالامر بسيط سآتيكِ بخيره الاكيد ..سجلي رقمه وفي غضون ايام سيقع ان كان من اياهم .
وتنصرف وداد بعد ان ودعت هند وهي تربت على كتفها بكفً حنون .. ابتسمي فالحياة لاتستحق ي صديقتي. ألقتها على مسامع هند وانصرفت.

مرت الايام كدهر على هند .. محبطة ..قلقة .. تسرح الافكار بها وتعود .. الهاتف يرن وإذا بوداد .. تبادرها هند مالاخبار .. وتوبخها وداد ماهذا ي امرأة .. اين التحية .. اين السلام ..هكذا هجوم مباشر .. هند تنزعج قليلا من وداد فوضعها لايحتمل اي نوع من العتاب .. ولكنكِ تعرفين المنتظر وحاله الذي عليه .

وداد: اعرف ي صديقتي وأقدر وضعك بل وأشفق عليه.. تتلهفين  لمعرفة مايبدو عليه السيد خالد من صدق العاطفه او كذبها .. اذا اسمعي التقرير الوافي .. رجل لعوب ليس مؤهلا  للوفاء .. فقد جاريته فاستجاب .. ولم اكتفي بهذا الحد بل استعنت باخرى أثق بها  ومضى معها ..يبوح لها بمشاعره ويقضي وقته ويتذكرني ليبوح بما باح به من شعور لما قبلي .. هذه حقيقته ولدي تسجيلات سآتيكِ بها مساء اليوم .

هند: لم تتأثر او انها تكابر عنفوان المٌ ينخر أحشائها  فقد لمست من امره مالمست ..  ضحكت وبكت .. جلست ونهضت .. وتجولت في انحاء منزلها الصغير .. تنتظر اتصاله .. لتبترهُ من حياتها .. مر أسبوع .. شهر .. شهرين .. وهند لم تحاول ان تتصل به ..وبينما هي مندمجة في اشغالها يرن هاتفها مرارا وتكرارا .. هاهو يتذكرها ليسرد عليها قصص الغرام الزائفه والأحاسيس الكاذبة .. والمشاعر المجردة من الضمير الحي .. ترد وفي ردها برود اهلا بالسيد الانيق خالد .. اهلًا بك هند .. يزداد شوقي إليك بل يمزقني إربا إربا .. آه ما اصعب البعد عن من نحب ي هند .
استوقفته بحزم  ..  سيد خالد  لاداعي لكل ما تفوهت به من شعور فربما الاقدار تحكم بالفراق ..والاكتفاء من حد هذه العلاقة ..  فزواجي بعد اسابيع .. يندهش خالد مما سمع اقلتي زواج .. نعم زواج .. فالمنطق والعقل يقولان رجاءاً عدم الاتصال  بي .. أستودعك الله متمنية لك التوفيق  ..وتغلق الهاتف دون ان تنتظر منه اجابة او تعليق وتسدل الستار على قصة ولدة وماتت في مهدها قبل ان ترى النور.
بقلم /الملتاعة-شاعرة مكة
انتهت

تهمني آراءكم وتعليقاتكم ودعمكم لاستمرارية النزف الفكري
محبتي وتقديري للجميع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 09, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن