السكونُ يلتَف حَولَ المَكَانِ ولا صَوتَ يتردَد عَدَا عن خرِير المِيَاه ..
إرتَفت عَينَاهَا الواسِعتان إلى الأعلَى وإنعَكست على حدقتيّها حرَكة الغيوم القليلَة في السمَاء ، كَانَت صبيحَة بـ نسماتٍ بَارِدَة وشعاعُ الشَمسِ الدافئ لا يكادُ يصِلُ إليّها هنا.
كَانَت أورجآنيت قد إرتَشفت مِن مِيَاهِ النهر قبل أن تَجلِسَ قِبالتهُ على العشبِ الأَخضَر .. لا أحدَ يعلمُ عن إختبائِها في هَذِهِ البقعَة عَدَا عن مَن تنتَظره ، هُوَ مكانُها المفَضل وقد تقضُي الليالِي وَحدَهَا فيه ~ لا تدرِي لما تشعرُ بـ أمانٍ مَع حقلِ الزهورِ المُنتشرِ حَولَها مِن كُلِ جِهَة ومن ثمَ أشجارٌ كثِيفة لم تمنَع رؤيتَها من لمحِ القَريَة في الأفُق.
النهرُ يستَهل من شلالٍ جَمِيل على بُعدِ خطوَات .. إنمَا كانت تفضلُ سكوتَ هذهِ البقعَة ، حَيثُ تنشدُ الوِحدة والهُدوء بعيدًا عَن أجوَاء شوارِع القَريَة المُزدحِمة ، مُتجنبَة جدالَها مع الأَطفَال هناك ، مررَت يَدَهَا على طولِ خصِلها البيضاء الطَوِيلَة .. وأطلَقت تَنهِيدَة تستمرُ في مراقبةِ السمَاء.
- أجِدكِ هنا كـ المُعتَاد ، أورجآنيت.
وبعدَ أنّ ملأَ التجَهم وَجهِهَا الجميل ، إبتسَمت مَعَ سَمَاعِهَا لـ صوتِه .. وأدارَت رَأسَهَا لِلخَلفِ تَنظرُ إليه ، إِلَى شابٍ يكبُرها بـ ثمانِ سنين رُبَما ولم يمنَعها ذلك من الوقوعِ عِشقًا بِه ~ خصلهُ بُنيَة تَناثَرت على رأسهِ بَينَمَا تمتَع بـ مقلتيّن عسليتيّن إمتلَأت رزَانة جذَبتها دومًا :
- كنتُ أنتَظرك ، ليروي - نِي.
قالَتها وَهِيَ تنهضُ واقفَة ، فـ نَفضت تنورَتها السَودَاءِ القصيرَة التي وصلَت لـ منتَصفِ فخذَها ، بـ قَمِيص أبيض طَوِيلُ الكُميّن أغلَقت كل أزرَاره وخبأت ساقيّها بـ جواربَ سَودَاء طَوِيلَة وحذاءين أسوديّن ، تستدِير إليه بـ إِبتِسَامَة مُبتهِجة ، غَبطَة وَحدَهُ من يبثهَا إِلَيهَا بـ مُجردِ أن ترَاه :
- ما إن إستيّقظت أتيتُ إِلَى هنا .. رَغِبتُ بـ أنّ تَكونَ أول من أراهُ اليوم.
- وقد فَعلت! والدتكِ كَادَت تَمُوت قلقًا حِينمَا رأَت الرِسَالَة على سرِيرك.
قَالَهَا مبتسمًا قَبلَ أن يقَهقهَ بـ خِفة ، يتابع :
- أوجبَ عليكِ حقًا تركُ كلمَة وَاحِدَة كـ 'سأذّهب' ؟
بـ خجلٍ إحمَرت وجنتيّها قليلًا ، تداعبُ الأرّض بـ قدمهَا :
- كنتُ مُستعجِلة ، لم أوفِي الأمرَ إهتمامًا.
ربَت على خصَلِها فـ أغفَت مقلتيّها تستمتعُ بـ كَفه ، سُرعَانَ ما تقدمَ نحو النهرِ يَجلِسُ عَلَى ضفته :
- أحضرتُ لكِ شيئًا.
جاورَته فـ وضعَ بـ جانبهِ عِلبَة سَودَاء مرَبعة .. فتَحها ومدَ إليها بـ ملعقةٍ بلاستيكية صَغِيرَة شابَهت التي مَعَهُ ، كَانَت قد إمتلأت بـ شوكولاة سائِلة مقسومَة لـ بُنيَة وبيضَاء ، تشاركَا في حبِها.
أنت تقرأ
حِيرَة سُرمدِيَة!
Fantasyيُقال : أنهُ وحينَما تدقُ الساعةُ الأبديَة لـ تُضحِي الثانيَة عشر ، فإن نهَايةَ العالمِ سـ تحين! لم أُصدِق هذا الهُراء يومًا .. فـ منذُ قرونَ طَوال ، لم تتحركِ الدَقِيقَة الواحدة التي تفصلُنا عن النهاية ~ إسمي أورجآنيت لورين ، بلغتُ عامِيَ الـ 14...