الفصل الأول قبل البداية

56 2 1
                                    

            إنه رجل أعزب يعيش وحيدا ، يعيش حياته على الروتين اليومي ، يعيد أيامه يوما بعد يوم ، اليوم تلو الآخر ، لا فائدة مما يفعل ، ولا جدوى من حياته.

يعيش بلا حلم ، بلا طموح ، بلا حب.
إنه أقرب إلى الأموات في داخله! فلا يحب أحدا ولا يثق في أحد...
ولا يعلم شيئا سوى أن حياته سيئة ولا يرى فيها إلا الأسوأ ، لقد اكتأب من كل شيء في هذه الحياة...

لا بد أن هناك أمرا حدث في الماضي...جعل منه ما هو عليه ، جعله ينظر للحياة بكره ، وينظر للأخرة بحب ، ظنا منه أنه يهرب من الدنيا كذلك ، ولكنه يجهل أن الأخرة لمن هو بعيد عن الله عذاب...
إنه يبحث عن مهرب من كل شيء...ظنا منه أنه سيستريح...

إنه يتوهم المأساة التي يعيشها...ليس فصاما ، ولكن يريد أن يصدق كذبته...

إن كل هذا يتلخص في كلمة واحدة...يظن نفسه فاشلا!

مما أراه من ملامحه أنه فعلا كذلك...ولكنه ليس كذلك

إنه يتوهم ذلك! بالفعل هذه الحقيقة...
لم لا يكون يبحث عن أمل جديد؟! تجربة جديدة؟!

ربما يريد أن ينسى ولكنه لا يستطيع؟ أم أنه يريد أن يتغير؟!

إنه يظن أنه فاشل! ولكنه ليس كذلك!!!
إنه حافظ للقرآن ، عالم بالأحاديث النبوية ، وكان متفوقا في دراسته ، إنه طبيب ناجح...
ولكن يأسه يخترم نجاحه و يعتصر قلبه...إنه يعاني ، ولكن يبدو أنه لا يتكلم عن معاناته ، إنه مسكين...يكاد أن يضيع نفسه...

ولكن الله لا يترك أحدا على هذه الأرض دون موهبة...أو حلم...أو حب لأي أحد
ولا يتركنا غارقين في أبحر همومنا ويأسنا...بل يساعدنا على أن ننتشل أنفسنا منها...

إنه بعيد عن الله ، فلقد هجر الصلاة ، وهجر القرآن ، وهجر ضميره...

إنه موهوب...إنه مبدع...
ولكنه ما زال يقتل موهبته و نجاحه و إبداعه...
إنه أعمى... أعمى القلب...

لقد كانت هذه معاناته التي حكاها لي...
ولكنني أعرفه...

إنه يحاول أن يتغير...بالفعل! لقد وعدني بذلك!

إنه يحب الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.
إنه يحب التحدي...ويحب أن يكون على صواب.
إنه يحب النجاح...
إنه يحب الطب ، ويحب موهبته و إبداعه.
إنه يحب كل شيء في حياته...ولكنه يطمح لتحسينه.
إنه يحب الجميع ، إنه يحبني!

ولا أقبل بأحد غيره ليحبني ، يكفيني حبه ولو قدر الله الفراق لنا يوما...
سأظل أحبه حتى موتي.
وأعلم أنه سيظل يحبني حتى موته.

إنه وفي...وطيب القلب

أنا لا أريد أن أتذكر مرارة ماضيه...
بل أريد أن أساعده على أن يرى جمال المستقبل.

إنني أنتظر عودته.
لأبوح بما في قلبي ، وأخبره أنني أحبه ، لقد كان يشعر دائما أنني أصده!

لقد طلب مني أن أكتب ما أشعر به تجاهه...

يكفيني أنني أحبه...ومن أجله سأفعل كل شيء لأساعده على نجاحه.

فلقد كان خائفا من الله في كل كلمة يقولها لي ، لقد شعرت بذلك...
لقد كان يحاول الإبتعاد عن كل موضع يظن أن الشيطان سيدخل بيني وبينه فيه.

إنه بالنسبة لي...لا أجد وصفا له
فالمحب لشخص دوما يحبه بلا سبب...ويحاول أن يبرر أسبابا لحبه.

سأنتظره بإذن الله حتى يعود ولو بعد ألف عام...
وإن كنت حية حينها سأتذكر دوما أيامنا معا...
ولن أنساه أبدا بإذن الله...



أنا.....


التحدي الأخير - The Final Challengeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن