!الفصل الثالث - ربما النهاية ، وربما لا

30 1 2
                                    

وللمرة الثانية ، حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أنسى أمر هذا الحلم ، فخفت أن يكون معناه هو فشلي في عملي ، ربما معناه فشلي في شيء أحبه ، ولكن عملي هو ما أحب!
ولكنني استبعدت فشلي في عملي ، فعلى الرغم من سطحية ما تخيلت حينها من تفسيرات لهذا الحلم ، كنت أعلم أيضا حينها أنا الأحلام لها تفسيرات مختلفة تماما عن كل ما نراه فيها.

كما قلت ، حاولت ألا أكترث لأمر هذا الحلم ، ومضيت في حياتي قدما.

جاء الشتاء ، وكان أول شتاء لي أمضيه هنا بعد الكثير من الأعوام التي غبت فيها عن وطني ، وقد كان باردا بالفعل!

وكنت حينها في دفء في هذا الشتاء ، فأحسست بأنني أحب ، بعد أعوام و أعوام شعرت بالحب مجددا ، و حاولت أن أطور علاقتي مع "هنا"
فكنت دوما أكلمها ليلا ، على الإنترنت ، تحدثني عن حياتها و ما دفعها إلى الدخول إلى الطب ، وأحدثها أنا أيضا عن حياتي ، أمازحها وتمازحني ، ولكنني حاولت إخفاء مشاعري ، فقد كنت خائفا ألا تقبل بي!
وكنت أحاول أن أكتم ما بقلبي حتى يأتي الوقت المناسب لأبوح بما فيه.
وكنت أسألها أحيانا بصراحة إذا جاء شاب مثلي ليتزوجها ، أتوافق عليه؟!
كنت أحاول حينها أن أجس النبض ، لأعلم أيمكنني أن أكمل أم لا.

كانت إجابتها مشوشة قليلا حيث قالت لي بأنها ستوافق إن كان في نفس أخلاقي و صفاتي ، وقد كان ذلك الجواب إشارة لأن أكمل في حبي لها.
ولكن بعد هذا السؤال ، أحسست بأن "هنا" قد شعرت بشيء ما ، شعرت بأنني أحبها أو أن هناك شيء في قلبي تجاهها ، ولكنني حاولت أن أنفي ذلك عن طريق غير مباشر ، لتظل علاقتي بها مستمرة.
وقد نجحت بالفعل ، ولكنني حينها خسرت خلقا ، خسرت صدقي ، الصدق الذي لا مثل له في إراحة القلب من همومه و سواده.
كذبت لأخفي الحقيقة ، وكنت أظنها كذبة بيضاء ، ومن هنا أعتقد أنني أخطأت و كان يجب أن أعلم ذلك.
فإذا كنت تريد شيئا فاسلك له من جميع المسالك الحلال ، التي لا شكوك و لا ظنون فيها.
أما كونك قد فعلت شيئا منكرا أو محرما من أجل أن تصل ، فأعتقد أنه يعتمد على ما فعلت ولم ، ولكن على الأرجح أن ما تحارب من أجله حينها لن يستمر.

ويا ليتني كنت أعلم تلك الحقيقة قبل ذلك!

أه لنعد إلى ما كنت أقوله ، نعم كذبت على نفسي و أمام الناس لأحافظ على علاقتي بها ، على الرغم أنني لم أشعر بالكذب حينها لأنني كنت أظن أنها كذبة بيضاء لا مشكلة فيها ، وأوهمت نفسي حينها بذلك ، وصدقت الكذبة.

لاحظ مصطفى ما فعلت ، ولم يشأ أن يتركني حينها إلا بعد أن يفعل ما عليه من واجب.

ففي يوم عمل عادي بدأ الحديث يسألني

"لم فعلت ذلك؟!"

"فعلت ماذا؟!" لم تكن لدي أي فكرة عما كان يسأل عنه حينها

التحدي الأخير - The Final Challengeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن