part1

57 1 0
                                    


((( بداية ظهور الحب )))

هيوري الفتاة الخجولة التي لا طالما تعلق تفكيرها بنيرو , بدأت قصة إعجابها به منذ المرحلة الابتدائية حينما هربت هيوري من المدرسة و أضلت الطريق و لم تستطع العودة .
في هذه الأثناء كان نيرو يبحث عنها و حينما وجدها كانت الجروح تغطي اغلب جسمها من الأغصان الحيوانات التي كانت موجودة هناك , قام نيرو بنقلها إلى احد المستشفيات خارج المدرسة و انتظر حتى تم إسعافها و عندما وصلا إلى المدرسة كان المدير بانتظارهما بغضب أمام الباب , وقف نيرو بثقة أمام المدير قائلا : أنا من قام بإخراج هيوري خارج مبنى المدرسة رغماً عنها و أنا السبب في هذه الجروح التي تراها عليها .
فقام المدير بمعاقبته بأشد العقوبات التي لم تصدر لغيره و هي تنظيف الصالة الرياضية و ترتيب كتب المكتبة و تنظيم غرف الطلاب الذين يقيمون في جناحه لمدة سنة كاملة و غيرها من الأعمال الشاقة .
الذي أزعج هيوري كثيراً هو أنها لم تساعده أو حتى على الأقل لم تقم بشكره , كان نيرو يتألم و يئن طوال الليل من شدة التعب و الإرهاق الشديدين لأن المدرسة كانت كبيرة جداً و كل ما كانت تفعله هيوري هو النظر إليه من بعيد دون الاقتراب منه حتى , بعد تلك الحادثة أرادت هيوري شكره على مساعدته لها لكن لم تفعل لأنها كانت شديدة الخجل و الخوف .
و مرت الأيام و السنين حتى جاء اليوم الذي يكرم فيه الطلاب على إتمامهم المرحلة الإعدادية , قبل الحفل أتى بعض الطلاب الذين كانوا يكنون الشر لهيوري و سرقوا ملابس التخرج التي يجب على كل الطلاب استلام الشهادة بها .
بحثت هيوري و بحثت حتى أيقنت أن التخرج سوف ينتهي بدونها , لكن في اللحظات الأخيرة من التكريم طرق نيرو باب غرفتها و أعطاها ملابس تخرجها رغم أن ملابسه كانت مغطاة بالدماء و وجهه كان مليء بالجروح و الخدوش و آثار اللكمات , لم ترغب هيوري في ترك نيرو لوحده و هو بهذه الحالة لكنه أصر عليها حتى ذهبت و استلمت هيوري شهادتها التي بها يمكن أن تذهب إلى القسم الثانوي الذي ذهب إليه جميع الطلاب ,و أيضا مرت هذه الحادثة بدون شكرها له .
و في القسم الثانوي تم الجمع بين هيوري و نيرو في نفس الفصل حيث تم تعينهما رئيسين للفصل , أي إنهما يجتمعان كل يوم لمناقشة أمور و شؤون الطلاب , و لكن كالعادة , لم تظهر هيوري أي بادرة تشعر نيرو بإعجابها به , حيث مرت السنة الأولى من الثانوية بلا جدوى
.................................................. .................................................. ..............

______________ من هنا تبدأ القصة ______________

الآن نحن في السنة الثانية من المرحلة الثانوية , لكن هذه المرة أصرت هيوري على الاقتراب من نيرو و تعويضه عما فات من الخدمات الجليلة التي قام بها .
في حصة الكيمياء كانت هيوري من الطالبات اللاتي يتصدرن المقاعد الأولى دائماً , و في أثناء الحصة قام نيرو و بعض الطلاب في المقاعد الخلفية بفتح أنابيب الأكسجين دون علم معلم المادة بالطبع , و أنتم تعرفون أن الأكسجين من الغازات سريعة الاشتعال , كل ما جرى انه حين أشعل المعلم القداحة لكي يحرق شرييط المغنيسوم الذي كان في يده , لم يشعر إلا بلهب يحيط بوجهه من كل مكان , رأى المعلم الجحيم قبل موته .
بدأ المعلم بالصراخ لكن جميع الطلاب بادروه بالضحكات العالية , بعد ذلك احظر نيرو اسطوانة من الاسطوانات القريبة منه و قام بفتحها في وجه معلم المادة , و من سوء الحظ أنها كانت اسطوانة أكسجين أخرى مما زاد النيران في شعر المعلم , هنا زادت الضحكات أكثر فأكثر , لكن من حسن الحظ أن أحد المعلمين كان يمشي بالقرب من المكان فعندما رأى نار تخرج من المعمل ألقى بإبريق الشاي في وجه المعلم دون تفكير مما زاد الحروق على بشرته .
انطفأت النيران التي كانت على وجه المعلم لكن بعد أضرار لا تذكر , بعد هذه المأساة تم نقل مدرس الكيمياء إلى مستشفى المدرسة و بعد أسبوع من العلاج المتواصل حضر إلى الفصل و هو كالمومياء , الضمادات تلف جميع أطرافه , لم يستطع الطلاب السكوت عن هذا المنظر فأسمعوه ضحكات تكفيه عمره كله , غضب المعلم عند سماعهم فحمل إحدى أنابيب الاختبار و قام بكسرها , صدر منها صوت انفجار و تصاعدت بعض الأبخرة ثم قال : يا حثالة المدرسة بعد الذي فعلتموه لازلتم مستمتعين لكن اسمعوا جميعكم , على كل طالب إعداد بحث مكثف عن الغازات ....... لم يكمل المعلم كلامه حتى قال احدهم من الخلف : الم يكفيك ما رأيته قبل أسبوع ؟
هذه الكلمة زادت غضبه و أخذ يبحث عن قائلها فوقفت أنظاره على نيرو لأنه سيد أعمال الشغب في المدرسة , فقال المعلم عندها : هل أنت يا نيرو من قالها ؟ عندما سمعت هيوري هذه الكلمة خافت على نيرو فوقفت دون تفكير و قالت : لا , أنا التي قلتها يا معلمي .
استغرب كل من في الفصل , كيف لهيوري أن تفعل شيءً كهذا , قفز نيرو من فوق الطلاب إلى معلمه رافعاً يده ثم قال بكل فخر : أنا الذي قلتها يا معلم , لم يعرف المعلم ماذا يفعل فقام بطردهم الاثنان خارج الفصل , و عندما خرجا مرت الدقائق و الثواني دون أن يلتفت لأمرهم احد .
نيرو : لماذا فعلتي ما فعلته قبل قليل ؟
هيوري : ..........................
نيرو بحدة : هل أعيد السؤال ؟
هيوري : لا , أنا قمت بهذا العمل لأني اعرف انك لست من قالها
نيرو : لماذا أنت واثقة ؟
هيوري : لأني أعرفك , إذا فعلت شيء لا تخشى من احد
نيرو : دعي عنك هذا الكلام الفراغ و أيضا أرجو أن تهتمي بأمورك و حسب , لا تدخلي في شؤوني أبدا , أنا وحيد و سوف أظل وحيدا حتى نهاية حياتي
هيوري بغضب : لا تقل هذا الكلام لابد من وجود احد يهتم بك , أو انك تهتم لأمر احد ؟ , لا يكمن أن تكون وحيداً
نيرو : هه , ليس لي أم و أبي في فرنسا منذ ولادتي و المدرسة لا تسمح بدخول أي طالب لديه إخوة و أصدقائي مجرد تحف لا أكثر
أحست هيوري بهزة في كيانها , هل أنا تحفة كما يقول ؟ , كيف يضحي من اجلي طيلة تلك السنين و يقول الآن انه لا احد يهتم به أو انه لا يهتم لأمر احد ؟ .
بعدها سمعا صوت معلم الكيمياء صارخاً باسميهما يطلب منهما العودة إلى الفصل , بعد دقائق قال لهم المعلم : لديكم أسبوع أيها الفصل اللعين لإنجاز بحث مكثف يتكلم عن تاريخ الكيمياء في اليونان لكن لن يكون البحث أوراق مقدمة فقط سوف تكون هناك مناقشة بيني و بين معد البحث فإن اجتاز الاختبار فسوف يسلم الفصل من لعنتي و إن لم ينجح أي احد فسوف ترسبون جميعكم , و أيضاً اعتبوا كل حصصي القادمة فارغة لأعداد البحث , أريد فقط بحثاً واحداً ناجحاً لا أكثر , لكن مميز على أن يكون مجرد بحث , و إلى لقاء قريب .
و ما إن خرج من الفصل حتى بدأت الفتيات بالبكاء لأنهم كلهم مهتمين بالدراسة أكثر من الفتيان و لأن الكيمياء أصعب المواد , أما الفتيان فكأنه قال لهم : سوف اذهب في إجازة مرضية مدتها أسبوع فلم يلقوا له بال .
لكن هيوري الوحيدة التي فكرت بأسلوب مغاير للجميع , فكرت في نيرو و كيف سوف يجتاز هذه المحنة , لأنه لو رسب طالب في الثانوية سوف يحرم من ممارسة أي نشاط طلابي و سوف يُحتقر من جميع الطلاب , لاسيما أن نيرو هو رئيس نادي الفيزياء في المدرسة و إذا أٌحيل منه سوف يتحطم نفسياً لأنه سعى جاهداً للوصول لهذا المركز , و بعد لحظات معدودة سمع الطلاب جرس انتهاء الدراسة و جاء الوقت الخاص بالأنشطة الشبابية أو ما تسمى بـ (( فترة الاندية )) .
ذهبت هيوري إلى صديقتها ميكا , من المعروف عن ميكا أنها فتاة جريئة جدا و قوية الشخصية و هي التي كانت تترأس النادي الفرنسي و هو المهتم بالتقاليد و العادات و الإتيكيتات الفرنسية كافة , قدمت ميكا لهيوري الشاي المعد على الطريقة الفرنسية و أخذت في الحوار معها
هيوري : ميكا أصبح النادي أفضل من ذي قبل , زاد عدد الأعضاء و ارتفعت مكانته بين باقي الأندية
ميكا : شكرا على هذا الإطراء لكن لماذا أراك متعبة ؟
هيوري و هي نتظر الى الاعلى سابحةً في خيالها : لا ادري هل أنا متعبة أم مغرمة أم معجبة لا ادري ماذا أنا بالتحديد ؟
ميكا : أخيرا قررت أن تري العالم من وراء هذه النظارات التي حجبت عنك المشاعر
هيوري : أنا أرى المشاعر لكن لا استطيع التعامل معها
ميكا و هي تتخيل : الأمر بسيط امشي مع التيار فقط , التيار سيقودك إلى هدفك
هيوري : حسناً لو كنت أنت و أحد فتيان المدرسة في غرفة واحدة و في الليل و لا يوجد احد يمكن أن يدخل عليكم ماذا سوف تفعلين ؟
ميكا باستهزاء : سوف ادع القدر يأخذ مجراه , و لا مانع من البقاء أكثر من ليلة
هيوري بانفعال : يا حمقاء هل ستكونين طبيعية و غير متوترة ؟
ميكا بكل برود : جدا جدا
هيوري بغضب طفيف : أنت لا تفهمين ما أمر به , سوف اذهب إلى أومي , هي التي ستعرف ما بداخلي
ميكا : حسناً إلى اللقاء
خرجت هيوري من النادي غاضبة جدا لأن ميكا لم تحاول حتى فهم ما تريد قوله , بعد المرور بحديقة المدرسة و بعض الأندية وصلت هيوري إلى أومي التي كانت مديرة النادي الرياضي المختص بكرة القدم , جلست هيوري على المدرجات حتى انتهت أومي من إعطاء الفريق التعليمات و الأدوات اللازمة للتدريب الفريق ثم جلست بجانبها
هيوري : أنت مديرة عظيمة للفريق لا شك أن بطولة هذه السنة في حوزتكم ؟
أومي : أتمنى ذلك
هيوري : لما لا ؟ أنت تملكين خطط تكفي لغزو دولة و ليس اختراق الفريق الخصم و أيضا لديك عيون زرقاء تجذب إليك أوسم الفتيان
أدارت أومي وجهها بخجل و قالت : شكرا
هيوري : اشتم رائحة عواطف وردية , هل أنت معجبة بأحد أعضاء الفريق الذي أنت مديرته ؟
أومي بانفعال : و أنت ما دخلك في كوني معجبة بأحد أو لا ؟ أنا مديرة فريق لا أكثر
هيوري باستهتار : آه سوف اذهب إذاً , كنت سوف أساعدك في الوصول إلى ذلك الشاب لكن لا بأس , إن رأيتني أرافق احدهم لا تغضبي مني
أومي بغضب : المدرسة تكتظ بالطلاب و لم تجدي إلا فريق كرة القدم ؟ ابحثي عن غيرهم
هيوري : حسناً بعد أن تنهي تدريباتك مع الفريق أريد التكلم معك أنت و ميكا في موضوع هام يخصني
أومي : لا بأس سوف انتهي بعد ساعة من الآن
هيوري : أنا انتظرك هناك , إلى اللقاء
أومي : إلى اللقاء
خرجت هيوري من الصالة الرياضية متجهة إلى ميكا لكن عند مرورها بالحديقة رأت نيرو من بعيد فقررت مراقبته عن بعد , بدأت تتجسس عليه أينما ذهب مر بمطعم المدرسة ثم إلى غرفته بعد ذلك توجه إلى سور المدرسة .

الحب المستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن