طيف الذكريات

608 12 5
                                    

استندت على كرسي انتظار الحافلات , ورمقت الساعة المعلقة أمامها كانت تشير إلى السادسة وست دقائق , مازال هناك الكثير من الوقت قبل أن تصل حافلة الساعة السابعة والربع ! أخرجت مشغل الموسيقى وإختارت موسيقها المفضلة ثم ارتدت سماعة أذنيها واسندت رأسها على الكرسي ..
عادت بها ذاكرتها إلى الوراء قبل حوالي 12 عامًا : في أعالي جبال ال(مارجيتا) وداخل غابة كثيفة كان هناك عدة أكواخ صغيرة وجميلة , وعلى ضفة النهر كان هناك كوخ يبدو منعزلًا قليلًا , وتصدر منه ضوضاء عالية !
آلن : تعالي بسرعة !
آلما : أنا آتيه .. , آلن : أمسكي ساق آسترو بقوة ! واحذري أن تفلتيه ! سأعطيه الحقنة الآن !
آلما : حسنًا .. حسنًا ولكنه يتحرك كثيرًا ( وهي تمسد شعر المهر الصغير ) إهدئ.... إهدئ , كل شيء على مايرام !
آلن (وهو يمسح عرق جبينه ) أخيرًا , لقد انتهى كل شيء ! لقد ضمدت الجرح وأعطيته حقنه مهدئه سيأخذ يومين على الأكثر وتعود ساقه كما كانت !
(ضمت آلما آسترو بقوة ) وقالت (وهي تمسح رأس آسترو ): أنت بطل يا آسترو ! أنا أحبك كثيرًا !!
( ضحك آلن ) وقال : حسنًا حسنًا , ترفقي به فهو مصاب ! و الآن سأعيده لإصطبله الصغير حتى يرتاح , لا نريد منه أن يتحرك أو يلعب اليوم ! و الآن قومي واغسلي يديك ووجهك واستعدي للأفطار !
آلما : مسكين يا آسترو لن تلعب اليوم ! ولكن لاتخف سأجلس معك كي لاتكون وحيدًا ! والآن سأذهب !!
خرجت الصغيرة وهي تركض بسرعة آلن : احذري أن تسقطي في الماء !! ,
آلما : حاااااضر ....

الشخصيات :
آلما الصغيرة
عمرها 5 سنين ذكية جدًا ومرحة , تحب الحيوانات كثيرًا , ذات ابتسامة جميلة .
آلن
أخٌ ل(آلما) شاب في الخامسة والعشرين يشبه أخته جدا, وسيم وطويل , نحيل ذو شعر أشقر يصل إلى كتفيه ويرتدي نظارات طبية , حنون جدًا ويعتني بأخته آلما بعد فقدانهم لوالديهم , عبقري للغاية و يعمل كطبيب وهو عالم وله معمل يجري به أبحاث وتجارب , له ابتسامة جميلة كأخته .

انتهت من غسل يديها ووجهها وأسرعت إلى الكوخ وهي تضحك
آلما : أخي ي ي ,, لقد انتهيت !أنا جائعة جائعة أريد الطعام أريد الطعام !
ضحك آلن ورفعها عاليًا ثم ضمها إليه وقال : حسنًا ..حسنًا .. يجب أن تأكل آلما كي تكبر وتكبر ! (ثم أجلسها على كرسيها )
وقال : الآن لنأكل ! ( وجلس يأكل مرة ويطعمها مرة )
وعنما إنتهيا من الإفطار أمسك آلن يد أخته الصغيرة وقال : أختي الصغيرة ! سأذهب اليوم إلى المدينة ! لأحضر بعض الأغراض لمعملي ! أريدك أن تكوني طفلة مطيعة ! سيأتي (كيوشي ) إلى هنا ليعتني بك في غيابي وسيدربك بدلًا مني على الجودو , وعند عودتي سأحضر لك شيئا جميلا من هناك ! اتفقنا ؟!
آلما : آتفقنا , ولكن هل ستبقى طويلًا ؟
آلن : لا , سأعود بعد أن تقلبي ثلاث صفحات من الدفتر الموجود في الزاوية , ( وهو يشير إلى التقويم ) ولكن يجب أن تقلبي صفحة واحدة عندما يصيح الديك في الصباح ! حسنًا ؟
آلما ( وهي تجعد وجهها بطريقة مضحكة وهي تفكر ) صفحة عندما يصيح الديك في الصباح ! ( ثم لمعت عيناها ) حسنًا أنا موافقة !! ضحك آلن وقبلها بين عينيها : أنت طفلة مطيعة ! والآن سأتجهز للخروج ! ( قفزت من كرسيها) وقالت : هل أستطيع الذهاب لرؤية آسترو الآن ؟ آلن : نعم , ولكن كوني حذرة ! , آلما : حسنًاااااااا .
جلست تداعب شعر آسترو ( كان فرسا صغيرًا بعمر الستة أشهر فقد والدته عند ولادتها له , أصرت آلما أن تربيه عندهاومن يومها وهي لا تفترق عنه إلا عند النوم )
آلما : آسترو .. سيذهب أخي إلى المدينة اليوم وسيجلب لي شيئًا جميلًا من هناك , سأتقاسمه معك !
آلن : آلما سأذهب الآن ! آلما : آه ,, سأنتظرك ! ضمها آلن إليه وهمس يخاطب نفسه: سأعود بالتأكيد سأعود ! آلما : هاا ؟؟ هل كنت تحدثني ؟ آلن : لا يا طفلتي ! كوني بخير ! وداعًا !!
(صوت الحافلة )
استيقظت من تأملاتها , كان الموقف مزدحمًا والحافلة قد وصلت ! تمطت في جلستها ثم حملت حقيبتها واستعدت لتركب الحافلة ,
كانت تحدث نفسها : آلن ,,, قلبت الثلاث صفحات , والصفحات التي تليها , انتهى الدفتر ولكنك لم تعد .. أبدًا !
صعت إلى الحافلة لم تستغرق وقتًا طويلًا في الحافلة وهاهي وصلت لمدرستها .
.... : آلماااااااا (إلتفتت آلما وهي تتنهد ) آلما : آه ... نعم كايا ( ضمتها كايا وتحسست وجنتيها ووجبينها ) كايا : ماذا ؟ ماذا بك اليوم تبدين شاحبة ؟ آلما : آه لا شيء مجرد أشياء قديمة ! ,كايا : أممممم .. حسنًا س .. , ... : صباح الخير أيها الفتاتان ! , الفتاتان : صباح الخير تارو ! ,كايا : أين ريو ؟ , ريو (وهو يسير لهم ) : أنا هنا , صباح الخير جميعًا !

أرجوك كفى !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن