دموعنا الصافية الطاهرة هي أنقى شيء متبق فينا تمسح خطايانا و تزرع فينا أملا غير بعيد . تسيل على وجنتينا بهدوء تريح قلبنا و تنير دربنا . تبعث فينا سعادة لا نهائية رغم أنها تندلع فور حزننا و غصرتنا المحفورة في داخلنا، انكشفت مرة فحيرت بركانا باردا يمطر قهرا. أو انفجرت هذه الدمعات من كثرة فرحتنا و دهشتنا و عدم تصديقنا لواقع قد يبدو أنه فاجئنا. دموعنا إذن ليست تعبيرا عن حزننا فقط بل تتعدى ذلك حتى أنها تعبر تارة عن فرحننا. فنجان الماضي مليء بكل ما فات أما الحاضر فلا نعلم ما الذي قد يجري ؟ دمعتنا تسيل مجددا و لكننا لا نعلم هذه المرة لما؟ أهي لفراقنا و بعدنا عن الأمس أم أنها تبقى دموع، قطرات ماء ...
ننظر إلى النهر من أمامنا فنرى كيف المياه تتغلغل فيه و تنثني في منعرجاته ثم تنحدر و تتسلل بين صخوره...مياه لا نهائية محفورة في تربة الأبدية... السماء من فوقنا بحتة و الأرض من تحتنا جنة... جنة ماذا؟ و جنة من؟
ننهزم و تنطلي علينا الحيل و ننجح و نستولي على القواعد و مع ذلك تبقى تلك القطرات تلاحقنا أين ما كنا و أي كان مصيرنا!
YOU ARE READING
أوراق متناثرة
De Todoأجزاء منا تتساقط و أجزاء أخرى تتلاحم. نسقط تارة و نرفع أشلاءنا تارة أخرى. أوراقنا تتطاير و أفكارنا تتبعثر مع فصل الخريف ...