الفصل الأول *2

17 1 0
                                    

الخادمة : فطورك جاهز آنستي ...
السيد عمران : ( مقاطعا ريما بعد دخوله غرفتها )
لكنها ستتناول فطورها معنا في الأسفل .
الخادمة : حسنا كما تريد سيدي.
السيد عمران : أيقظي المعلم أوس رجاء.
ريما : لم تنعته بالمعلم ؟ ، إنه مجرد عامل هنا ثم إنني لا أريد تناول فطوري في الأسفل معه.
السيد عمران : هيا ريما عليك النزول ، كفي عن الثرثرة..
...............
" أبي دائما هكذا ، هو من علمني التسلط و لكنه لا يحب أن أمارس التسلط بوجوده....."
ارتدت ريما ثيابا بسيطة بمساعدة خادمتها و نزلت متثاقلة للأسفل ، جلست على كرسي يقابل ذلك الذي يجلس عليه أوس ، دون أن تختار ذلك .
تناول الجميع الطعام صامتا ، و قبل أن تحرك ريما كرسيها تريد القيام أوقفها والدها قائلا :
- ريما ! اجلسي قليلا يا ابنتي ...
ريما : ما الأمر...
السيد عمران : أريد إخبارك بأن السيد أوس سيكون معلمك منذ اليوم...
" ما الذي يفكر في أبي بحق السماء ؟!، هل سيجعل هذا الرجل يعلمني ؟."
ريما : و هل سيعلمني كيف أدخل إلى غرف الآخرين بلا استئذان ؟.
أوس : ما الذي تقصدينه آنستي ؟.
ريما : أيا يكن أنت لن تكون معلمي..
حركت بعد قول جملتها كرسيها و همت بالصعود على الدرج حينما أوقفها والدها صارخا : ريما !.
ولكنها لم تبالي و أكملت الصعود متجهة لغرفتها.
أوس : لا تقلق سيدي سأتعامل معها بطريقة أخرى.
السيد عمران : عليك أن تكون صارما معها يا بني ، و لا تظنها فظة هكذا ، فهي تحمل في قلبها الكثير من الآلام.
أوس : أنا أتفهم ذلك سيدي ...
.......................
"ما الذي علي فعله مع غريبة الأطوار تلك؟ "

صعد أوس إلى حمام السباحة حيث ذهبت ريما ، فقد كان يظن بأنه بحديثه معها قد تثق به ، و ترتاح لتواجده معها.
ريما : من هنا؟
أوس : اخرجي من البركة ، أريد التحدث إليك قليلا.
ريما : أهذا أنت أيها ال...معلم ؟ ( مستهزئة ).
أوس : أجل إنه أنا المعلم....
ريما : لست متفرغة لتلقي الدروس الآن ، فكما ترى أنا أسبح.
أوس : اخرجي رجاء .
ريما : حسنا، لنرى ما يريده السيد متكبر الآن .
أوس : أوه ، تبا للسانك الثرثار .
أمسك أوس بذراعها ضاغطا بقوة قائلا : أنت ، لماذا لا تريدينني أن أكون معلما لك ؟.
ريما : لأنني لا أثق بك ...
أوس : و هل تثقين بنفسك حتى؟. ( صارخا )
ريما : لماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟
أوس : هل تبكين؟.
ريما : آآه...أجل فأنت تؤلمني ،أفلت يدي.
أوس : حسنا ، منذ الغد ، سوف تستيقظين في الصباح الباكر و ستبدئين تعلم الدروس مني...
ريما : و ما الفائدة من كل تلك الدروس التي سأتلقاها من حضرتك ؟
أوس : ستفيدك في إكمال حياتك بنجاح ...
ريما : و هل سأعمل بعد تلقيي الدروس ، أجبني هل سأستطيع العمل ؟ ، ثم من قال لك بأنني سأكمل حياتي ، و من أخبرك بأنني حية لست ميتة ؟ .

" آلمني كلامها كثيرا ، إنها في أوج صباها و تفكر في الموت ....
أي لعنة تعيش هذه الفتاة المسكينة."

- لم قد صمت ؟، أنت من المستحيل أن تكون معلمي،لأنني لا أظن أنني أريد تعلم أي شيئ منك تحديدا...
أوس :توقفي أيتها المتغطرسة...

ربما قام أوس بتذكيرها بواقعها المؤلم ، ربما كانت على حق في إظهار جانبها اللئيم لكي تخفي جانبا ضعيفا لم ترد أن يكون ظاهرا لأحد.....
ومن وجهة نظر أوس فالأمر يحتم عليه أن يكون شديدا في تعامله معها لكي يؤدبها.
" حتى الآن لا يمكنني تصديقه أو الوثوق به ، لا يحق له أن يوبخني و يصرخ علي هكذا ، فقط لأنني لا أرى ، تبا لذاك المتكبر."
بعد مضي ساعتين على خروج أوس للقاء سالم فقد يسافر قريبا إلى تونس للاطمئنان على والده .
طرقات باب قوية و متسارعة اجفلت ريما ، وجعلتها تتجه مسرعة مما جعلها تتخبط ببعض أثاث غرفتها الحاد......
- ماذا هناك؟
- آنستي والدك ....
- ما الذي جرى لوالدي ( صارخة )
- لقد أغمي عليه و هو مرمي على الأرض قرب غرفته .....
- لماذا لم تطلبي المساعدة من أوس ....( قالت تلك الجملة راكضة ، ممسكة بيد الخادمة. )
- إنه ليس هنا ، و لا يجد أحد غيري هنا.
- اتصلي بالإسعاف، ثم أحضؤي لي شيئا قوي الرائحة من المطبخ أسرعي.
- حسنا، حسنا سأفعل ...
أخذت ريما تتحسس معصم والدها لترى إن كان نبضه سليما كانت تتعرق و ترتجف خوفا ، فإن خسرت والدها أيضا ، فلا أنها ستفقد عقلها ، و تفكر في طريقة للانتحار.
أوس (فاتحا باب المنزل ): أوس؟!.
أوس: قولي لي ما الأمر ؟، ما الذي حصل ؟(بصوت مرتجف ).
ريما : (باكية ) كنت في غرفتي حينما صرخت سينا بأن والدي مغمى عليه هنا...
ريما (تمسك بذراع أوس) : هل ترى أنه بخير؟
سينا : آنستي خذي زجاجة ماء الزهر هذه...
أوس :أعطني إياها.
أخذ أوس يضرب وجه السيد بخفة مقربا زجاجة ما الزهر من أنفه ،مما جعل السيد يستجيب لرائحة الزهر الفواحة .
ريما : ماذا هل هو بخير؟.
أوس : هدئي من روعك ريما لقد استجاب للرائحة.
أخذ السيد عمران يتأوه فيما قام أوس بإقامته حاملا إياه إلى غرفته ....
ريما : أبي ، ما الذي حصل أخبرني .
" كنت أقف بجانبها ، لقد كنت محقا إنها تحتفظ بجانب رقيق طيب بداخلها...
كانت الدموع تنبثق من عينيها ،بينما كانت يدها تحاول جاهدة الوصول لوجه والدها."

الخادمة : سيدي وصلت سيارة الإسعاف .
أوس : سيدي ، علينا نقلك إلى المستشفى للإطلاع على حالتك الصحية .
السيد عمران :لم يكن عليك الاتصال بالمستشفى .
ريما : بلى أبي علينا الاطمئنان عليك.
أوس : هيا ! هل بإمكانك السير سيدي ، أم علي حملك على ظهري ؟.
السيد عمران : يمكنني السير يا بني .
ريما : سأذهب برفقتكم ..
أوس : لا أظن أنه عليك القدوم ، فنحن لن نقضي الليل هناك.
ريما : لكنني أود الذهاب .
السيد عمران : لا أظن أن هناك فائدة من ذهابك معنا ريما.
ريما : لكنني أخاف البقاء وحدي .
السيد عمران : أوس ، سأذهب برفقة المسعفين ، ابق معها هنا رجاء.
أوس : لكن سيدي...
السيد عمران : سأكون بخير ،اعتني بريما.
ريما (تتمتم): لكانت حالتي أفضل لو بقيت وحدي هنا.
أوس : هل تقولين شيئا ؟.
ريما : و إن كان ، فما أقوله ليس من شأنك.

رحل السيد عمران ، ودخلت ريما غرفتها وأوس أيضا فعل الشيء ذاته.
"ذلك الأحمق ،لو أنه ذهب مع والدي لكنت بخير تبا لفمي الكبير ،أخبرت والدي بأني أخاف لأذهب معهم للمستشفى ، و لكن بسبب قولي ذلك حلت علي لعنة من نوع آخر "
و ما هي إلا دقائق بعد ذهاب السيد عمران حتى سمعت ريما صوت أوس الصارخ : ريما ! أين أنتي يا فتاة ؟
...........................................
انتهى الفصل الأول ..
ما الذي دفع أوس للصراخ هكذا يا ترى شاركونا إجاباتكم و ضعو تعليقا و صوتو رجاء ....
أحببت أن أخبركم عن مسابقة ستقام من أجل إشهار قصصكم على الواتباد..
كاتبون أو قارؤون كنتم ...
ليس عليكم إلا متابعة مجلة الواتباد الأسبوعية

Wattpad weekly magazine
تابعو حسابي على الواتباد....
وشاركوني نقدكم و تشجيعكم فأنا أثق بآرائكم.
سؤال أفيدوني :
هل أغير اسم الرواية أو الكوفر أم لا ؟

The end of Decemberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن