* يخبر أوس ليلى بأنه لا يحبها و لكنها لا تتقبل الأمر.
أوس : ريما !؟ أين أنتي ؟.
تحركت ريما من سريرها الذي أوشكت على التمدد عليه لتغط في نوم عميق لصباح آخر و دفعت قدميها متثاقلة ، حينما سمعت ذلك الصوت الذي مازال بغيضا بالنسبة لسمعها الثاقب.
- يبدو أنك مصر على إزعاجي ، ماذا الآن .؟.
لم تكمل ريما سؤالها حتى شعرت بيده تتشبث في كمها ، كان يبدو خائفا جدا.
- وجدتك أخيرا ، هل تنقطع الكهرباء كثيرا في منزلكم يبدو الأمر مخيفا.
- أبعد يدك عني أيها المعلم الجبان .
- لكنني لا أرى .
- و هل أبدو لك كفتاة ترى .
أبعد يده بعدما شعر بإهانة فهي تصفه بالجبان ، و حاول إخفاء ارتعاشه خوفا ، و لكن عبثا ...
- كف عن الارتعاش صوت احتكاك عظامك واضح جدا .
- يا إلهي لديك حاسة سمع ثاقبة و لسان ثرثار.
- لا بد أن يعوضني الله عن بصري ، أليس هذا ما يسمى عدلا؟.
- انتبهي ..!
- ماذا؟،أقوم بالنزول و الصعود على الدرج أكثر من عشر مرات في اليوم ، ما الجديد في الأمر الآن ؟.
- حسنا إذا انتظريني..."تبعتها من دون دراية باتجاهي المتعلق باتجاهها ، اليوم و منذ لحظات فقط ، تفهمت صعوبات حياتها و عرفت أن البصر نعمة يجب أن نشكر الإله عليها في كل طرفة عين....
تبعتها إلى أن فتحت باب المنزل و تخلل ضوء القمر عيناي النصف مغلقتين .""كان يتبعني بهدوء ممسكا طرف ثوبي ظانا بأنني لا اشعر بأنامله المرتجفة توصل قشعريرة لجسدي ، كنت أراه ضعيفا في تلك اللحظات شعرته يشبهني حينها."
أخذت ريما تسير و تضرب بعكازها الأرض إلى أن اصطدمت عكازتها بقدم أقرب كرسي لها ، فتوقفت و جلست على طرفه ، فجاورها أوس بلا تفكير ....
قال لها بشكل مفاجئ : أتمنى أن تتمكنين من الرؤية يوما لترين جمال القمر في الظلمة .
- و من أخبرك بأني لم أره ؟، يبدو جميلا جدا في الليالي التي تكون فيها سماء باريس أرجوانية قاتمة ، ثم تتناثر حوله النجوم بشكل عشوائي انيق ، و بعدها ينسجون معا حكاية بداية مساء بصورة فاتنة .صمت يتفكر بوصفها الدقيق ، و يحاول أن يجد طريقة يسألها بها عن كيفية معرفتها بذلك..
- إذا هو حادث....
انحنى وجهها الملائكي الأسمر الجميل المكحل بجمال عربي نحو الأسفل ، وأخذ لسانها يدفع الكلام بمرونة غير آبه إن كانت تريد إخباره عن الحادث أم لا : كان حادثا مؤلما ...
بل لم يكن مجرد حادث هو نهاية حياة بالنسبة لي، فقدت بعده أمي و سلبني عيناي بعدها ، لا أعلم بأي طريقة توقفت تلك السيارة فجأة أثناء قيادة أمي لها على الطريق العام ، و لم يكن هنالك سبيل للوقوف بالنسبة للسيارات الأخرى فالظلام كان حالكا جدا ، حينها كنت في العاشرة من عمري ، لم أشعر بعد ذلك الحادث بشيء ، إلى أن استيقظت على سرير المستشفى أبكي ظنا مني بأنهم يطفئون الأضواء في غرفتي، و لكن كلام الممرضة المباشر أعلمني بأنه لا مجال للنور منذ ذلك اليوم ، وحينما سألتها عن أمي ارتبكت ....
فماذا ستخبر فتاة صغيرة تسأل عن والدتها التي دفنت صبيحة ذلك اليوم ؟...
أجب على هاتفك ،..
-آه ؟، أجل كنت منسجما لدرجة أني لم أسمع رنينه ، عن إذنك قليلا ....
أوس : آلو
ليلى : مرحبا ، لماذا لم تتصل بي إلى الآن ؟، ثم لماذا لم تعايدني بوساطة اتصال و بدل ذلك اكتفيت برسالة مختصرة ؟، ثم ألا يجب عليك أن تطمئني عن حالك فأنا منشغلة التفكير بك منذ سفرك إلى باريس.......
بدأت تنهال عليه بوابل من الأسئلة و العتابات التي بدأ يملها ....
أوس : أنا بخير ، لا تقلقي
ليلى : ألا يهمك حالي أنا ؟ أخبرني ...
أوس : تعرفين بأني منشغل في هذه الأوقات لذا كفي عن إزعاجي رجاء ، أقفلي الآن سأتكلم معك لاحقا.
ليلى : لا لن أقفل الخط..
أوس : إذا أنا سأفعل.
.....
ريما : هل هي حبيبتك ؟.
- لا خطيبتي ..
- لماذا تكلمها بهذه الطريقة القاسية إذا ؟
- لأنها لا تتفهمني ...
- يبدو أنها أزعجتك .
- لم أتوقع إتصالا منها الآن ، لذلك أنا متفاجئ لا أكثر.
- متفاجئ ؟، أو ليست خطيبتك عليك توقع اتصالا منها في أي وقت.
- هذا صحيح ، أتعلمين ؟
- ماذا ؟
- لم أشعر يوما أنها خطيبتي و..
-( مقاطعة ) و ما شأني انا لتخبرني بشعورك ، أريد الدخول ...
-انتظري ساقك تنزف .
- أوه ! حقا ؟.
- انتظري هنا سأحضر المعقم من الداخل .
- لا داعي لذلك أستطيع تعقيمها بنفسي.
- لست أريد ذلك و لكن والدك طلب مني الإعتناء بك .
- ألا تخاف الدخول وحدك .؟.
بينما كانت ريما تتحدث عن نفسها كان أوس سعيدا جدا بذلك فلم يخبرها أن الكهرباء أتت..
- لا لم أعد أخاف لقد تعلمت من تلميذتي..
- هذا ليس مضحكا لم أقبل كونك معلمي إلى الآن فلا تكن لطيفا معي بسبب تفكيرك ذلك .
- حسنا.
" تلك الفتاة تبا لها لماذا لا تحترمني على الأقل ، ماذا أفعل لتكون جيدة معي أيضا ؟"
دخل أوس المنزل باحثا عن علبة الإسعافات الأولية ، و بينما كان يمر بالرواق العلوي استهواه إلى غرفة ريما كانت المرة الثانية التي يدخل فيها إلى غرفتها ، قال بصوت خافت : واو ، جميلة .
فهو لم ينظر كثيرا للغرفة في المرة السابقة ،غرفة هادئة يملؤها اللونان الرمادي و الأزرق الباهت ، بستائر بيضاء منقطة بالأزرق و سرير يحتل وسط الغرفة سرير متوسط يناسب كينونتها الصغيرة .
قام بفتح الدرج الأول الذي يجاور سريرها فوجد صندوقا وردي جميل تردد في فتحه في البداية ، و لكنه أوس الذي لطالما لقب بالفتى الجريء ، كانت تملؤه الأوراق و المغلفات المغلفة إضافة إلى بعض الصور و الرسائل المعطرة ، لم يرد أن يفتح ما هو مغلق فلقد إعتبر ذلك خصوصية لا يجب انتهاكها ، وجد صورة لها أخيرا بين الصور الكثيرة لشخص مجهول الهوية ، وجد صورة لها و بجوارها سيدة تشبهها فعرف أنها والدتها المتوفاة ، لم ينظر كثيرا لوالدتها بل أحب أن يطيل النظر لوجهها الوسيم .
............
ريما : إذا هل وجدته ، ظننتك ستختبئ بجواري وتعود بعد فترة و تخبرني بأنك لم تجده ، فكيف لرجل جبان الدخول في العتمة؟.
..اترك أثرا و عبر عن رأيك في قصتي علقك بنقد أو مدحك سأتقبل الأمرين ♥
أنت تقرأ
The end of December
Romantikربما نعيش حياة واحدة.... فلنعتبر تلك الحياة فرصة واحدة لا تعوض ، و لا تكرر...