يقول الملحد لورانس كراوس: الكون جاء من لاشيء فيزيائيًا كما يُقرر لورانس كراوس!
الرد:
قام الكاهن الملحد لورانس كراوس Lawrence M. Krauss بطرح كتاب كون من لا شيء A Universe from Nothing وافترض في كتابه هذا أن الكون جاء من لاشيء، وأن اللاشيء Nothing بمعناه الحقيقي هو مصدر الكون، وطار بأطروحته تلك في كل مكان.
وهذه الأطروحة لو كان فيرنر هايزنبرج Werner Heisenberg عالِم الفيزياء الألماني الكبير مكتشف مبدأ عدم اليقين أو مبدأ الريبة uncertainty principle حيًا لأصيب بذبحة صدرية بسبب هذه التصريحات المجنونة من لورانس كراوس.ومبدأ عدم اليقين الذي اكتشفه هايزنبرغ هو مبدأ فيزيائي من المباديء التي تحكم الكون، ويُعَّد أحد أهم أُسس الفيزياء الحديثة، ويَنُص مبدأ عدم اليقين على أنه: "يستحيل تحديد موقع وسُرعة أحد الجسيمات دون الذرية في وقتٍ واحد "، فنحن ممنوعون من معرفة موقع وسُرعة الجسيم في آنٍ واحد، ويُعَدُّ مبدأ عدم اليقين قانوناً صارماً من قوانين الطبيعة، ولا يرتبط بأي شكل من الأشكال ببعض القصور الموجود في أجهزتنا، أو بقدراتنا على الرصد، بل هو قانون كوني، فطِبقاً للقانون لا يمكن تحديد خاصيتين مُقاسَتين من خواص جملة كمومية quanta -جسيم دون ذري-، في نفس الوقت
وتأتي أطروحة لورانس كراوس في صدام مباشر مع مبدأ عدم اليقين، فلورانس كراوس يتجاهل المبدأ ويقرر اللاشيئية Nothing أو "العدم" ويجزم بأنها مصدراً للكون، مع أنه من المستحيل طبقًا لمبدأ عدم اليقين تقرير نفي وجود الجسيم مكانيًا وزمانيًا في نفس الوقت، فإما أن تعرف مكان الجسيم أو تعرف سرعته ويستحيل أن تجزم بنفي الخاصيتين أو إثباتهما معًا!
وبالتالي يستحيل أن تُثبت "اللاشيء nothing " يستحيل أن تُثبت "العدم Null "فيزيائيًا، فضلاً أن تؤسس من خلال هذا الإثبات لفلسفة كهنوتية تزعم من خلالها أن هذا العدم له دور، فضلاً عن أن تثبت أن هذا الدور هو إيجاد العالم بكل ما فيه!فالفضاء الفارغ من أي شيء -العدم- يخالف أسس الفيزياء، ويخالف مبدأ عدم اليقين، فضلاً عن كل هذا يستحيل الجزم بوجوده، فضلاً عن الجزم بأنه مصدر هذا الكون كما يزعم الكاهن لورانس كراوس!
بل إن الفراغ لا يمكن أن يخلو من أية تفاوتات كمومية -جسيمات دون ذرية-، وإلا لأصبح هذا الأمر انتهاكًا صريحًا لمبدأ عدم اليقين الكوني.وفوق كل ما سبق: يبقى الفراغ الكمومي موجودًا في إطار الزمان وإطار المكان، لكن في المقابل كوننا جاء من اللازمان واللامكان وبالتالي تصبح أطروحة كراوس الإلحادية وهمًا لا يقل عن أوهام كهنة الديانات الوثنية، لكنه يعلو عليها في تبجحه وافتراضه أنه هو العلم ونغمة أنا أذكى منكم الموجودة في أطروحاته والتي يقلدها الملحد العربي بنفس القدر من السذاجة والوقاحة لأبجديات العلم التجريبي.
أنت تقرأ
لمحبي الإستطلاع
No Ficciónهذه ليست قصة أو رواية إنها أحداث حقيقية حصلت في السابق تحكي عن علماء عاشوا الصعوبات لكن لم يستسلموا لها و أكملوا طرقهم في النجاح إن كنت من محبي المعرفة و الإستطلاع سوف تكتشف معي حياة العلماء أرجو أن تعجبكم فكرتي❤