اسوار الضوء

راس الافعى

لا ادرى ماذا يحدث لي كلما نظرت اليه...
اشعر اننى تائهة ......
عيناه الزرقاوتان ... تأخذنى الي عالم بعيد
هيييييه بثينه.... اين ذهبت ؟
استفاقت على صوته يناديها .ً..
لماذا تلاحقنى فى احلامى ويقظتى...؟؟
(ماذا تريد منى ....ً..).؟
"عذرا ان قاطعت خلوتك " حسن يقول بعد ان لاحظ نظرات بثينه الحائره والمتسائله عن سبب نداءه عليها
بثيتة وقد رسمت على شفاها ابتسامه خفيفة
" لاعليك ........ماالامر؟"
حسن وهو ينظر الى عيناها الساحرتين فيتعلثم في الكلام
" وااالدك بانتظارك..."
لاحظت بثينه ارتباكه وهو ينظر لعينها فاحست بالخجل
ونظرت الى الارض مبتسمه وهى تغادر الى داخل المنزل
# داخل المنزل...
الشيخ على يتحدث الى الحاضرين
" سنبدأ ان شاء الله رحلة البحث عن الكهف...هل انتم مستعدون...ً"؟
الجميع فى صوت واحد " بالتأكيد يامولانا"
فيتسائل الشيخ" هل يملك احدكم اى معلومه عن مكان ذلك الكهف...."؟؟
نظر الجميع الى بعضهم يلتمسون الاجابة عند احدهم لكن ساد الصمت الغرفة ولم يجب احد
قال الشيخ بصوت يملاه الاحباط
" يبدو اننا نحتاج الى جهد كبير لمعرفة مكان الكهف"
قاطعت بثينه حديثه قائله
"لابد ان يكون هناك خيط نتبعه...."
قال الشيخ وهو يخطو بضع خطوات حول الاريكة التى يجلس عليهاوهو يضم حاجبيه وكأنه تذكر شيئ
" قرأت فى احد كتبى القديمة التى تحكى عن الكهف ان ذلك الكهف يقع فى جبل وسط صحراء تبعد ثلاثة آلاف قصبة شرق رأس الافعى وهو يشكل قاعدة مثلث مع جبلين آخرين
على خط مستقيم مع قرن الشيطان"!!!!!!
حسن فى تعجب " رأس افعى و......قرن شيطان....ماهذه الاسماء "!!!!!!
احمد ضاحكا فى سخرية " يبدو ان رحلتنا ستكون كلها مع الوحوش والشياطين"
الحاج عبد المقصود"اول الخيط هى رأس الافعى لابد ان نعرف ماذا تكون"
بثينه " لنبحث فى المدن والقرى عن اى مكان بهذا الاسم"
الشيخ على " حسنا وليكن بحثكم سريعا فليس لدينا وقت"
#بعد يومين،
اجتمع الرفقاء من جديد
الشيخ على " هااااا هل عرفتم رأس الافعى هذه"
الجميع " بحثنا فى كل مكان ....المدن والقرى حتى النجوع
لم نجد مكان بهذا الاسم"
بثينه وهى تفكر وقد لمعت عيناها
"قد تكون رأس الافعى هذه ليست مكانا.....ابحثوا فى كل الكتب عن اى شيئ يتحدث عن رأس الافعى"
أومأ الجميع بالقبول ثم انصرفوا
#بعد يوم
الكثير من الكتب المكدسة على طاولة كبيره
احمدوقد بدا عليه التعب والارهاق
"جمعنا كل الكتب التى تتحدث عن رأس الفعى....هذا كتاب عن الصفة التشريحيه لرأس الافعى ....ٌوهذا كتاب عن شكل رأس افعى الاناكوندا....ً..وهذاااااا كتاب رأس الافعى والتنين الطائر ..روايه صينيه....وهذا كتاب عن.." وقبل ان يكمل انتزعت بثينه الكتاب من يده بعد ان لفت عنوانه نظرها
(رأس الافعى فلكلور شعبى مصرى)
وبدأت تقلب صفحات الكتاب وتغوص فى الحكاية
يحكى انه كانت هناك قرية فى منطقة نائيه لايدخل او يخرج منها احد .......كان يعيش اهل هذه القريه فى بيوت بدائيه مبنية من الخوص ويعتمدون فى معيشتهم على تربية الماشيه
وزراعة بعض المحاصيل الزراعية على مياه الامطار التى تنحدر من الجبال التى تحيط بقريتهم..
كانت حياة هذه القرية رتيبه ...الى ان حدث شيئ ازعج اهل القرية .........كانت اعداد الماشية تتناقص وتفقد القريه
كل يوم رأسا من الماشيه....دون ان يعرفوا السبب
اجتمع اهل القريه وقرروا ان يراقبوا مدخل القريه
قد يكون بعض اللصوص يسطون على الماشيه
او.....ًقد يكون الذئاب قد اكتشفت مكان القرية وما بها من ماشية.......
شكل اهل القريه مجموعة من الشباب للمراقبة
حمل هؤلاء الشباب الفئوس والعصي وبعض الادوات التى قد يحتاجونها في الدفاع عن انفسهم اذا حدثت مواجهة بينهم وبين اللصوص او الذئاب
جلست هذه المجموعة فى اماكنهم فى ترقب وظلام الليل يلفهم كعباءة سوداء
كان احد هؤلاء الشباب يجلس فوق هضبة من الهضبتين اللتان يمر بينهما الطريق المؤدي للقرية عندما شاهد شيئا يلمع فى الظلام.اقترب الفتى بحذر ثم ......ًالقى بفأسه هاربا ناحية القرية وهو يصرخ شيطان .... شيطان
وصل ذلك الفتى الى القرية وهو يلهث.والرعب قد نال منه
تجمع الناس حوله وهم يتسائلون بينهم عن سبب هلع ورعب الشاب....فال الفتى وهو بالكاد ياخذ نفسه " رايت راسا ضخما عيناه الواسعة تكاد تقذف باللهب .....اسود اللون يتلوى بجسده الطويل كالافعى .....انه الشيطان فالشياطين تتجسد فى صورة افاعى........
قال احدهم " او هو افعى بالفعل...ً "
ظل اهل القرية يتجادلون طول الليل حول طبيعة هذا المخلوق هل هو افعى ام شيطان؟؟؟؟؟؟
قال احد حكماء القرية " على الاقل قد عرفنا سبب نقص الماشية ليس اللصوص او الذئاب ..وايا ما كان هذا الشيئ.......لابد ان نواجهه."
فى الليلة التاليه تجمع الشباب المكلفين بالحراسة وقد تعاهدوا على مواجهة هذا المخلوق ايا كانت النتائج وبقى كل منهم فى مكانه انتظارا للقادم.....
بعد فترة من الانتظار الممزوج بالاثاره
جاء ذلك الشيئ يزحف من بعيد .....استعد الفتيان للمواجهة
بدت ملامحه تتضح ......انه ثعبان ضخم لم يشاهدوا مثله من قبل ......دخل الثعبان الى الممر المؤدى للقرية ...والفتيان يترقبون اللحظة المناسبة للهجوم وباشارة متفق علها انقض احد الفتيان من اعلى الهضبة على الثعبان بفأسه فاصابه فى رأسه ولكن اصابته لم تكن قاتلة .....وفى حركة سريعة التف الثعبان بجسده حول الفتى وبدأ يعتصره
صرخ الفتى من الالم .... ولكن قبل ان يتمكن منه الثعبان انقض شاب آخر على الافعى بفأسه فاصابه اصابة قاتله
فخفت قبضته على الفتى وبدا يتلوى وهو يحتضر
تشجع باقى الشباب وانهالوا على الافعى بالفئوس والعصى حتى اصبحت جثه هامدة......هلل الشباب فرحا بالانتصار وهم يرفعون ايديهم ويقفذون فى الهواء.
قطع الفتيان رأس الافعى وذهبوا بها الى القرية
استقبلهم اهل القرية بالزغاريد
والتفوا حول رأس الافعى المقطوعة وهم فى دهشة من ضخامة هذه الرأس
امر كبار القرية بدفن رأس الافعى فى مكان قريب من القرية ووضع نصب تذكارى فوقها وفى كل عام فى ذات التوقيت يجتمع اهل القرية للاحتفال بهذه المناسبة فى هذا المكان حتى اشتهر ذلك المكان برأس الافعى
ظل الاحتفال بهذه المناسبة فترة طويله حتى بدأ
اهل القرية ينسون هذه المناسبة وبمرور الايام
اندسر ذلك المكان واصبح ذكرى او حكاية فى كتاب
ويذكر ذلك الكتاب ان هذا المكان يقع فى منطقة قريبة من مدينة.ال... وتبعد عنها سبعون ك متر شمال شرق باتجاه الصحراء
انتهت الحكاية واغلقت بثينه الكتاب
قال الحاج عبد المقصود " نعم تذكرت هذه الحكاية فقد كانت تروى لنا فى الصغر "
قالت بثينه وقد بانت عليها علامات الارتياح
اذا استطعنا تحديد مكان هذه القرية فاننا نستطيع بعد ذلك تحديد مكان الجبل الذى يقع فيه الكهف