ارواح معذبة

114 2 0
                                    

الحياة كلها اسرار ....واسرار القدر لا تنتهى....

كل مخلوق له كتاب معلوم....صفحاته مرآه تعكس
امتزاج الانسان بالمكان والزمان.....الا كتاب المدينة الملعونة
صفحات بيضاء لاتعكس حتى لون المداد على الورق . كتاب بلا احرف او كلمات ....ً

نظرت بثينه الى صفحات الكتاب البيضاء وقالت فى نفسها
"أى سر ذلك الذى يخبأه كتاب لاأحرف فيه ولا كلمات؟"
ثم تذكرت قول الجنى "انه كتاب بمداد الدماء " .....
ولكن الا تبقى الكلمات حتى ولو كتبت بالدماء ..

ظلت بثينه تفكر وقد عصفت بها الخواطر والظنون.....
"هل خدعنا الجنى ....لا لا فالخديعة من طباع البشر"
لكن كيف تبوح الاوراق البيضاء بالاسرار المخفية ...وهل تعكس المرآة الا صورة الاشياء المتجسدة امامها

اتعبها التفكير واستبدت بها الحيرة ....نظر لها ابوها فرآها على هذه الحال من الشرود فقال " اذا كان مداد الكلمات هو الدماء .فلنصنع من دماءنا مدادا نكتب به اقدارنا"

جلس الرفاق يصنعون قدرهم . بضع قطرات من الدماء قد تحفظ الحياة....جمعوا قطرات الدم فى قارورة ....
امسكت بثينه بها وسكبت تلك القطرات على صفحات الكتاب

وفى لمحة عين انتشرت تلك القطرات على الورق وتشكلت أحرفا تجمعت لتصنع تلك الكلمات" عندما تذوب الاجساد فى قلب المدينة النابض تتحرر الأرواح وتبوح المدينة بأسراها"

ماذا تعنى تلك الكلمات ...وماهو قلب المدينة النابض"
قال احمد وهو ينفث كأنما يخرج كل همه " يالهذه الالغاز الا تنتهى؟". قال الشيخ على وهو يلملم اغراضه "وجودنا فى هذا المنزل لاجدوى منه الآن.فلنبحث عن حل لذلك اللغز"

لملم الجميع اغراضهم ..وحملوها مع الامنيات الممزقة
وانطلقوا الى خارج المنزل على غير هدى .وقبل ان يتجاوزا الهضبة اطلت عليهم طيور النار تقذفهم بحمم بركانية

احتموا بصخرة كبيرة مجوفة من تلك الحمم .....من اين جاءت تلك الطيور ؟ تسائل الرفقاء وقد اذهلتهم المفاجأه
اخرجت بثينه سهما ناريا من جعبتها .اطلقته باتجاه احد تلك الطيور اصابه السهم لكن المفاجأة ان السهم زاده اشتعالا
وازداد حجم الحمم التى يقذفهم بها

قالت بثينه فى نفسها " ان كان ذلك هو اثر السهم النارى على الطيور فلأجرب الضد .فالنار لايطفئها الا الماء"

اخرجت سهما آخر وتلت بعض الكلمات فتحول رأس السهم من نار الى ثلج اطلقته باتجاه الطائر .ولما اصابه تحول الطائر الى تمثال ثلجى انفجر بعد لحظات ليتناثر فى الفضاء

ظلت الطيور المهاجمة تقذف بالحمم .وبثينه ترد بالسهام الثلجية ونالت منهم الكثير الا ان قررت الطيور الانسحاب والعودة من حيث جاءت

فى تلك اللحظة تذكرت بثينه قول الجنى " اتبعو اسراب النور والنار" قالت فى نفسها " ربما تدلنا هذه الطيور على حل اللغز"....

انطلقوا خلف اسراب النار يتبعون سيرها الى ان هبطت تلك الطيور فى بقعة مضيئه ربما تكون الوحيدة فى هذه المدينة التى يسودها الظلام

وصلوا الى تلك البقعة كانت حفرة عميقة تستقر فى قعرها حمم بركانية سائلة تعلو وتهبط كقلب انسان ينبض

قات بثينه وقد تهلل وجهها "نعم ذلك هو قلب المدينة النابض" ثم فكرت قليلا وقالت "عندما تذوب الاجساد فى قلب المدينة النابض .تعنى انه عندما تلقى الهياكل العظمية فى تلك الحفرة وتنصهر من الحمم ." عندها تتحرر الارواح المعذبة
وتنكشف اسرار المدينة....

قال الشيخ على" ذلك يعنى ان نستدرج تلك الهياكل الى هذه الحفرة ....كيف نفعل ذلك؟"
فكر الجميع فى طريقة واستقروا على خدعة قديمه!!!!
بدأت بثينه اول فصول الخطة .صنعت غطاءا من الظلام
وضعته على فوه الحفره واخفت معالمها
وذهبت الى الحاجز الذى يحجزعنهم تلك الهياكل وازالته واصبحت فى مواجهتهم ثم انطلقت فى اتجاه الحفرة والهياكل تطاردها وعندما وصلت الى الحفرة انحرفت عنها ثم اختفت
ُوفى ذات الوقت وقف حسن واحمد فى الجهة المقابلة من الحفرة يلوحون للهياكل باسلحتهم .فاندفعت الهياكل فى اتجاههم وسقطت فى الحفرة .وبعد لحظات تأججت النيران وازدادت اشتعالا حتى اندفعت الحمم البركانية خارج الحفره واخترقت قمة الكهف محدثة فيها ثقبا كبيرا خرجت منه تلك الحمم الى فضاء الأرض ودخل الضياء الى داخل الكهف
واندحر الظلام وانقشع عن جدران المدينة وانطفأت النار المتأججة فى الابواب. وفتحت تلك الابواب كاشفة عن اسرار الغرف المغلقة وكنوزها......

اخذ الرفاق يتجولون فى تلك الغرف يشاهدون ما حوته من كنوز ثمينة حتى توقف الشيخ على امام ماسة غريبه اخذ ينظر اليها ثم وضعها فى جيبه دون ان يخبر بأمرها احد

جمع الرفاق مااستطاعوا حمله من تلك الكنوز ثم توجهوا صوب مدخل الكهف للمغادرة .وعندما اقتربوا من مدخل الكهف وجدوا الرجل الغريب على المدخل يلوح لهم فرحا بعودتهم فلوحوا له بعلامة الانتصار وقبل ان يصلوا الى
مدخل الكهف فوجئوا بالرجل الغريب يطلق سهما باتجاه بثينه لم تتوقعه فاصابها فى صدرها وسقطت صريعة على مدخل الكهف




اسوار الضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن