مرض العجاب

72 4 0
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


                                **************************************************************************

بدأت ميرنوم حين بلوغ السن الرابع عشر بالتعامل مع المجتمع لاكن على طريقتها الخاصه على

حسب فكرها هيا ... كل الذي يشغل تفكيرها ماذا تفعل لتكون نهايتها جيده و ما هو الشئ الذي

يذكر بأسمها بعد الموت .. لم تجد شئ لتفعله لينسب لهاا فتركة الامور تسير كما هيا حتى تجد

ذالك الشئ ... كانت تجتهد في دراستها حتى تصبح مثل والدهاا ... و كان تريد ان تصل الى غايتها

بأقصى سرعه لكي تشعر بنشوة تشريح الجثث الميته بدم بارد ... كان تفكيرها مريض جدا و

غريب و قد كتبت في احدى صفحات مذكراتها اليوميه انها تعيش في عالم اخر هيا تصنعه

بتفكيرها و تتعايش فيه و تأكل و تشرب و تتعامل مع جميع الناس لاكنهم اشخاص مثلهاا مصابين

بالبأس و مجمل تفكيرهم كيفية انهاء حياتهم بطريقه جيده و هم يصطحبوون الموت و كانت من

عادة ميرنوم ان تكتب في نهاية كل صفحه كلمة ( موت _ death) و كأنها تنسب انها موت لاكن في

الحياه تنسب انها موت يتعايش داخل المجتمع العقيم التي تعيش فيه ... مجتمع كل من يعيشون

فيه بلا غايه و بلا هدف اي انهم يسعون للموت لاكن بطريقه بطيئه مثل انتشار السم في البدن

لاكن ببطئ .. كان كل من يتقرب من ميرنوم تحاول ابعاده عنها بأن تجعله يكرهها بطريقتها و هذا

هو المسمى بالموت البطئ التي تشعر هيا به ..

شعرت ميرنوم بأنها بحاجه لرؤية امهاا التي لم ترها منذ فترة طويله و كان الدافع الوحيد لميرنوم

لأكمال حياتها هيا رؤية امهاا ... اخبرة ميرنوم و الدها و سافرو بعد اسبوع من اخبار ميرنوم لوالدها

... ذهبو الى القبور و كان الجو رائع و السماء صافيه اتجهة ميرنوم الى قبر امها في خطوات ثابته

و هادء تختلف تماما عن المره السابقه وقفت امام القبر ثم جلسة على ركبتيها و هيا تنهمر في

البكاء و بعدها بدأت في التحدث لاحظ والدها من بعيد انها تتحدث بطريه غريبه و لكأنها تشكو

همهاا لأحد ... بدأ الاب من الاقتراب لميرنوم و كلما يقترب تبدأ الفيوم السوداء في التجمع و

الاقتراب من بعضها البعض حتى اقترب منها جداا و اذا فجأه هطلت امطار غزيره مع هواء شديد و

اهتزاز في الجبال التي وراء القبور ببعض الكيلومترات ..

كان الاب مذعور و خائف على ابنته و على نفسه بأن يحدث لهما شئ بسبب تلك العاصفه ...

امسك والد ميرنوم بها و بدأ بشدها الى الخارج لاكن لم يستطيع لكأنها هيا و القبر شئ واحد ...

ظلت جامده في مكانها فتره طويله , مطرقة الرأس , صامته, ... ولم يخطر ببالها ان تتحرك حتى

بعدما هبت ريح صرصره ابعدة كل تلك الغيوم التي في السماء و حملت المطر بعيداا ... ثم شدها

و الدها بقوة حتى تحركة معه .

و الدها : ما بالك لا تبكي ؟ يجب ان تبكي قليلا ؟

ميرنوم : انا لا اشعر بميل للبكاء !

ثم ركبو الى السياره و اخذو طريق العوده الى المنزل و كانت ميرنوم في اندهاش ان اباها طلب

منها البكاء .. فهي لا تبكي الا عند زيارة امها فقط .. واذا كانت تبكي فكانت تختبئ من جميع البشر

حتى و الدها و تبكي في صمت حتى لا يسمعها احد .. كانت الدموع تنزع الالم من جسمها و

ترهقها حتى تنام ... و كتبت ميرنوم في مذكراتها ذالك اليوم ( ان امها تأتي ا اليها و تأمرها بأن لا

تبكي مره اخره و تمنعها من البكاء و كانت تمشي هيا و امها في طريق كل المنازل التي تقع في

الجانبين ب اللون الاحمر و الاسود و يتحدثان طول الطريق حتى ينتهي برؤية ضباب رطب رمادي

اللون , يبدو كأنه خارج بلون المياه المتلوثه , وبين الفيئه و الفيئه كانة بقعه خضراء من الارض

تنبثق من بين الضباب , ثم لا تلبث ان تتلاشا في مكان ما على بعد سحيق , وكان كل شئ يهتز

حولنا بشكل واضح جلي ما عدا امي , التي تقف ثابته لا تأتي بحركه مستنده الى جدار ابيض كله

نبات شوكي يدخل في يديها , و مغلقه عيناها بشده و احكام , و يبدو و جهها اسود اللون , عابسا ,

خاليا من التفكير , و لم تكن تتحدث حتى اظن انها تتغير تماما الى شكل اخر , و تجدد كل شئ فيها

, حتى ثوبها التي ترتديه يتغير ) ..

و كانت كل يوم تعيش في عالم مختلف من واقع خيالها تصنعه هيا .. هذا هو القرب من المرض

العجاب الذي لا نعلم اين نهايته ...

و سنعرف ماذا ينتظر ميرنوم في الاجزاء القادمه



                                                                      (يـــــــــــــــــتــــــــــــــــــبــــــــــــــع)

عازفة الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن