الفصل الأول

4.2K 68 15
                                    

بدأ كل شئ منذ زمن طويل ، كان كل شئ مُقدَّر منذ البداية ، الكثيرون يؤمنون بالقدر لكن القليل فقط من يرضى به ، و ها أنا الآن أحمل هذه الطفلة البريئة التي ليس لها أي ذنب و هي الجملة التي نعتاد على سماعها ، لا أعلم ماذا سيحدث لاحقاً لكن الآن هذه الطفلة بعهدتي ، الناس تخاف المستقبل لأنها تخشى الموت ، لكنّني أخشى المستقبل لأَنِّي أخاف أن يكون حياة ، كنت قد بدأت أشعر بالأمان بعد مرور سبع سنوات لكن جاءني ذلك الخبر كالصاعقة ، لطالما علمت أنّه سيأتي لكنني تعايشت مع تجاهل هذه الحقيقة لم أفكّر لحظةً ما الذي سيحدث لو استيقظ لأنني لو فعلت كنت سأنهار و هذا ما حدث أنا حرفياً انهرت ، و لكي تفهموا قليلاً إليكم ما حدث قبل سبع سنوات :

كنت أركض و أركض في هذه الممرات البيضاء ، لا أعلم ما الذي حدث و لكنّها مكالمة لا تبشّر خيراً ، وصلت إلى تلك الغرفة حيث كانت الممرضة ترفع الغطاء لتغطّي رأس من هو على السرير و جهاز تحليل نبضات القلب يظهر صوت غير منقطع و رسماً لخط متّصل و أرى الدكتور يرمقني بنظرات حزينة و قد تكون مملوءة بقليل من الشفقة ، اقتربت ببطء و أنا أستشعر قلبي في حنجرتي و يداي لا تكفّان عن الإرتجاف ، اقتربت أكثر و ببطء أزلت الغطاء ليتّضح لي وجهها الملائكي ، لا أصدِّق أنها تستلقي على فراش الموت ، ابتعدت بسرعة حتى اصطدم ظهري بالحائط فانزلقت حتى جلست على الأرض لا أستطيع الشعور بشئ عيناي لا تدمعان ، فمي مفتوح و أريد الصراخ لكنّني أشعر به جافاً متجمد ، يداي لا تكفّان عن الإرتجاف ، لما هما لا تكفّان عن الإرتجاف ؟ أريدهما أن يتوقفا عن الإرتجاف ، أحتضن نفسي لا أستطيع أن أعي ما حولي لكن هناك ممرضات يساعدنني على الوقوف و فم الدكتور يتحرك لكن لا صوت ، فجأة بدأ يخرج من فمه صوت و لكن ما زاد هذا الصوت إِلَّا من همّي ، زوجها في غيبوبة حالته مستقرّة لكّنه غير متوقع أن يستيقظ في أي وقت قريب ، لكن هذا لا يمكن انتظروا هي كانت حامل ، التفتت نحوها لا يمكن للحادث أن يكون قد قتل طفلها أيضاً لا انتفاخ تحت الغطاء لكن ماذا يعني هذا ؟ ، يد على كتفي فالتفت فإذا بالدكتور يحمل طفلة تبدو كالملاك و كل ما وعيته منه هو : "أنتِ هي الوصّية القانونية عليها حالياً بكونك الأم الروحية لها و لكن متى ما استيقظ الأب يستلم الوصاية"
بعدها كبتُّ الدموع لأجلها و لأجلها لن أسمح للضعف يأكل عظامي أو للعواطف أن تعتصر قلبي و اسميتها ملاك يكفي أن قدومها إلى هذه الحياة كان معجزة بحد ذاتها ..

The Virgin Mother | الأم العذراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن