الفصل الثالث عشر

752 25 4
                                    

صوت المصعد يفتح ..

فأخرج منه مهرولةً  نحو تلك الغرفة التي هي سبب همومي كلها و، عندما اقتربت منها رأيت ملاك التي كانت تقف خارج الغرفة و ما إن رأتني حتى قفزت إلي لأحضنها بشدّة و استنشق رائحتها لأشفي بها جروحي التي ألمّت بي في غيابها  لطالما كانت هي علاجي ، صرخت ملاك بينما كنت لا أزال احضنها :

- اشتقت لكِ أمي كثيراً .

همست :

- أنا أكثر صدّقيني أنا أكثر

عندما ابتعدت عنها رأيته جالساً على كرسي متحرك كم آلمتني رؤيته كم فتحت بي من جراح كنت قد نسيتها بل تناسيتها ، كان يحدّق عاقد حاجبيه أعلم انّه متفاجئ لكنّه و كعادته لا يظهر ما يشعر به كعادته بارد لكن حذق ، لم أقل شيئاً حتى وصل آرثر و ابتسامته تشق وجهه و فقط عندما رأيته شعرت أن جراحي التئمت بالكامل و ابتسمت لا إرادياً فقط لأنّه كان سعيد أصبحت أنا مشاعره تجاهي انعكست علي و أصبحت لدي مشاعر جمّة تجاهه تمنّيت أنه يسى ما قد حدث قبل قليل و قد فعل فقد قال :


- ملاك ألن تحضنيني؟


ابتسمت ملاك و ركضت تجاهه و حضنته ثم هو أخرج من خلفه الهدية التي اشتريتها و أعطاها إيّاها و قال:


- يبدو أن والدتك قد نست هدّيتك بمناسبة السنة الجديدة في السيارة .

هنا شهقت ملاك و هي تقوم بحماس و سعادة بفتح الهدية و حينها تحدّث و هي المرة الثانية التي أسمعه فيها بعد أكثر من سبع سنوات :


- ليست والدتها .


رفع آرثرنظره و لأول مرة أراه ينظر بغضب و قال :
- و من تكون أنت ؟


لا أنكر أن كلامه كان كالخنجر في قلبي رغم أنّه حقيقة و لكن لأنه خرج منه ، رد هو :

- أنا أكون والدها .


أشعر بعينا آرثر و كأنهما ترسلان الشرار فقال:


- و هي والدتها رضيت أم لم ترضي !


لا آرثر لم يفعل هذا للتو آرثر لم يقم بمحاولة استفزازه  إغضابه للتو هو لا يعرفه لكن أنا أفعل هو لن يجعل هذه الكلمات أن تمر بسلام حتى و إن لم تستفزه أو تغضبه .


حدّق رونالد بعيني آرثر بحدّة و قال :


- صدّقني إن لم أرضى أنا لن تكون قادرة على رؤيتها بعد الآن لذا إن لم تصن لسانك يا هذا سأجعلك تقصّه ندماً .


تقدّم آرثر بيد منقبضة و بفك منقبض ، و كانا سيتقتلان لولا أنّي أمسكت معصمه و التفت نحوي يريد مني أن اتركه فهززت رأسي له بـ لا فأخذ نفس عميق و هو يرجع بخطواته و قمت أنا بحضنه لأني أعلم انّه يغلي الآن و أريد أن اخفف عنه


و كانت تنظر ملاك لوالدها و لم يمكنني رؤية عينيها و بعدها ذهبت نحوه و همست بشئ في اذنه مع فمٍ ملتو تظهر له أنّها حزينة لما حصل ، نعم هي ذهبت لوالدها و لم تلتف نحوي حتى ، هي أصبحت لا تعطي لوجودي أهمية كبرى ليس مثل السابق ، هي الآن تلتصق بوالدها لا أنا ، هي تغيّرت .


بعد أن قامت باحتضان والدها مع الدمية التي لا تزال بيدها نطقت :

- أبي هذه أمي نوره انّه لمن الغريب قول ذلك لكنها أمي بالفعل .

نظر لي و لم استطع أن أخمن بما يفكر فيه أو يشعر فقلت :

- مرحباً رون حمداً لله على سلامتك .

أزاح نظره من علي و نظر لملاك و قال بصوت خافت :

- مرحباً...............نوره .

نظر بعدها إلي و من ثم إلى آرثر بنظرة حادة و قال بهدوء :

- عرّفينا على صديقك .


قاطعتني ملاك قائلة بحماس وهي تعدّل من جلستها في حضن والدها :

- لا أبي انّه حبيبها هما يتواعدان .

عقد حاجبيه و كان لأول مرة أستطيع أن أقول كان مصدوم و بعدها نظر لي و كاد أن يتكلّم لولا أن آرثر ثاطعه :

- إنّها خطيبتي الآن .

قالها و هو يمسك خصري و يقرّبني إليه و عندها ابتسمت إليه مما يجعل وجهه العبوس يبتسم أخيراً و عندما ابتسم قبّل وجنتي و هنا أنا احمررت خجلاً ، فقال رون و قد عاد وجهه الخالي من المشاعر :

- يبدو أنّنا نزعجكم اعذرونا سنذهب إلى حديقة المستشفى .

قاطعته بسرعة :

- لا لم تفعلوا أقصد

علِم آرثر أنني لا أريد أن أرحل بل أن التصق بملاك قدر الإمكان و لهذا هو دعمني رغم أنّه يكره رونالد بشدة إلا أنّه قال و بابتسامة :

- سنرافقكم

ويلومني عقلي على حبّه .


 

The Virgin Mother | الأم العذراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن