(5)وجدت عمل و لكن..

353 6 2
                                    




انه اليوم الثاني لي في ايجاد عمل، يبدو انه يوم جميل و الشمس مشرقة، و اشعر ايضا اني مفعمة بالنشاط.. حسنآ لن اسمح لليأس و الحزن ان يدخلا حياتي ثانية.. فلن ينفعاني في شئ غير انهما سيرجعاني للخلف ، كلي تفائل اني ساجد عملا و اليوم! .. فلنذهب!؟
_________________________
في مكان آخر كانت تجلس شلة ماهي.
ماهي بضحك شديد : اما كان حتت موقف يا آدم كل مافتكره بجد مبقدرش ابطل ضحك علي منظرك، ثم اكملت بمزح: انت لازم تنتقم و تاخد بثأرك
ليضحكوا كلهم.. قال آدم ببرود : انا مش هشغل بالي ببت زي دي ، وبعدين انتوا ايه الي عرفكوا عليها؟
حكت لهم ماهي عن المشاجرة التي فقدت فيها رقية عملها..
ماهي : بس هو دا كل الي حصل ، لو كانت هي بس سابت التعقديات دي شوية كان زمانها لسة في شغلها!
مروان : بس شجاعة و جريئة!
ماهي : و انت ايه رأيك يا آدم؟
آدم ببرود : انتوا شاغلين بالكم بيها ليه!؟ ، فككم بقا من ام السيرة دي عشان قربت ازهق.
ماهي بحب و هي تقترب منه : لا عاش الي يزهقك يابيبي.
بينما ابتسم لها آدم و جلس بتكبر.. فلقد تعود ان يتكبر علي الاخرين خصوصا الجنس الاخر فهو يعتقد انهن مجرد دمي في ايده يمكن ان يتقرب منها او يبتعد متي يشاء، و يراهم انهم فقط حثالة لانهم يتقربون منه فقط طمعا في ماله و وسامته.
ماهي : معلش يا آدم هقول بس حاجة اخيرة تخص رقية ، مروان و آدم عندكم في الشركة شغل فاضي يعني محتاجين عمال؟
مروان : هي رقية لسة ملاقتش شغل؟
ماهي : فكيك اوي ، امال انا بتنيل بسال ليه مثلا؟ -.-
آدم و قد خطرت علي باله فكرة اعجبته .. قال لمروان : مروان هي البت الي كانت خدامة الشركة خلاص مشيت صح؟
مروان بتعجب : خدامة ايه؟!
آدم : قصدي يعني البت الي كانت بتنظف مكتبي و بتقدم مشروبات و كدا.
مروان : اهاا ، بس من امتي و احنا بناديها خدامة!؟
آدم بابتسامة و تحدي : من دلوقتي ، ثم نظر لماهي قائلا : زي مسمعتي هو دا الي فاضي عندنا ابقي اعرضي عليها لو وافقت خليها تعدي علي الشركة بكرة.
التقط آدم الجاكيت الخاص به و وقف قائلا لها : يلا بااي ورايا مشوار. و ذهب..
ماهي بشك : انت ياواد هو آدم لسة بيقابل البت الي اسمها مارجريت؟
مروان بضحك : يووه دا سابها و جدد لاتنين تانيين من زمان!
ماهي بغضب شديد : انا مش عارفة هو هيفضل في لعب العيال دا لحد امتي ، بس هو في الاول و الاخر ليا انا و بس!!
_____________________________________
ها انا واقفة هنا متحطمة .. يائسة.. بائسة.. حزينة..
فتحت محفظتي .. لم يتبقي فيها من المال سوي القليل جدا..
اليوم كان اخر فرصة لي لايجاد عمل قبل ان تكتشف امي، لكن سينفذ المال اليوم و ستعلم امي..
نظرت الي السماء الزرقاء و القمر المكتمل.. و تلك النجوم الامعة!
اتسائل لما الحياة علي الارض ليست هادئة كما في السماء .. اتمني لو اعيش بقية حياتي في السماء او علي نجم ما.. و اهرب من كل تلك المشاكل و المسؤوليات التي تحيطني من كل جهة.. اصبحت محاصرة و لا استطيع التنفس..
اتخذت خطواتي الهادئة ذاهبة الي البيت.. اوقفني رنة هاتفي كانت ماهي.
قلت بنفسي : مش فاضيالك ياست ماهي انتي كمان.
تجاهلت مكالمتها و لم ارد و لكن كررت الاتصال مرة اخري.. فقررت ان ارد عليها..
قلت: الو يا ماهي.
ماهي : ايوا يا روكا ازيك!؟
قلت : الحمدلله تمام و انتي.
ماهي : تمام بقولك ايه لقيتي شغل و لا لسة؟
قلت بخيبة امل : لسة.
ماهي : متزعليش انا جبتلك شغلانة و في شركة راقية كمان، اكملت ضاحكة : عدي الجمايل بقا.
رقية بتعجب و صدمة : انتي بتتكلمي جد؟ و هشتغل ازاي في شركة و انا لسة مش معايا شهادة؟
ماهي : لا هتشتغلي نفس شغلتك في الكافيه يعني بتعملي عصاير الخ.. للي في الشركة..
رقية بسعادة بالغة : انا مش عارفة اقولك ايه ياماهي.
ماهي : متقوليش حاجة ! مش احنا اصحاب يلا هديكي بقا عنوان الشركة اكتبيه عندك و عدي عليهم بكرة الصبح و شوفي الوضع وكدا.
رقية : بجد متشكرة جدا جدا ياحبيبتي ، حتي اقرب الناس ليا مكانوش هيهتموا زي مانتي اهتميتي كدا ، متتخيليش اد ايه انتي انقذتيني من موقف مش لطيف كنت هتحط فيه النهاردة.. ربنا يديكي الي تتمنيه ياسكر.
ماهي : يارب يارب يارقية.
تبادلا العنوان و شكرتها رقية ثانية و اقفلا الخط..
رقية قالت لنفسها ( اد ايه ربنا رحيم بخلقه، انا النهاردة اسأت الظن بالله و اعتقدت اني عمري مهلاقي شغل و خلاص الدنيا اتقفلت في وشي و نسيت ان فيه ربنا واقف جنبي احسن من اي حد ، و مع ذلك ربنا فضل واقف جنبي و رزقني بشغل.. و سبحان الله الي ساعدتني كنت اخر واحدة ممكن اتوقع انها تساعدني..
"اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك" ! )
_________________________________
في اليوم التالي صحيت باكرا جدا او بالاصح لم انم في الاصل، عندما يطرأ شئ جديد علي حياتي او مناسبة و ما الي ذلك ابدء بالتوتر و لا استطيع النوم..
كنت اشعر بسعادة عارمة كيف جري الامر بتلك السرعة و حصلت علي عمل!؟.. حتي الان لا اصدق حقا هع!
ها انا الان واقفة امام تلك البناية الفخمة.. يبدو انها شركة راقية حقا كما قالت ماهي..
كانت حقا مبنية علي احدث طراز من الداخل و يبدو علي الموظفين انهم يعملون حقا بجهد..
سالت احد الموظفين اين مكتب مدير هذه الشركة.. لم يفهمني في الاول و قال اي مدير تقصدين المدير العام ام التنفيذي ام ام ام ام..
بينما وقفت متنحة (مش عارفة لفظ متنحة باللغة الفصحي يبقي ايه هع هع هع ) لم اسمع تلك المصطلحات من قبل فقلت اني اريد المدير الاعلي لهذه الشركة.. و اخيرا فهمني الموظف و اخبرني بالطريق..
كلمت سكرتيرة المدير..
السكرتيرة : هل انتي انسة رقية؟
قلت بتعجب كيف عرفت اسمي : نعم انا هي.
السكرتيرة : حسنا فلتتفضلي..
قلت لنفسي ( ايه دا بيدخلونا بسهولة مش زي الافلام تقعد تتفلسف تقولك عندك معاد مسبق!؟ -_- هع هع هع )
دخلت الي مكتب المدير و انا حقا متوترة جدا، كنت انظر في الارض قائلة : السلام عليكم.
جائني صوت تحدي و استفزاز : اهلا بخدامتي.
مهلا لحظة! هذا الصوت سمعته من قبل ، رفعت راسي ﻷاري صاحب الصوت.. و اذ بي اصدم صدمة العمر.
ماذا !؟ مالذي اتي بهذا الكائن هنا ايعقل انه هو ال؟ لا غير معقول.
قلت بصدمة : هو انت!
_________________________

أحببتُ فاسقاًWhere stories live. Discover now