(2)فقدت لقمة عيشي.

793 8 4
                                    




بعد ان انهيت حديثي مع روز توجهت الي عملي كما ترون انه كافيه جميل، نعم فانا اعمل جرسونة هنا و لكم ان تتخيلوا كم الاهانات و المعاكسات التي اخذها من وراء هذه الوظيفة لكن ما باليد حيلة!!
كالعادة الروتين الممل يحيط بي من كل جهة ! -.-
ذهبت كعادتي لاخذ طلبات احدي الطاولات..
كان شابا، قلت له بلهجة رسمية و ادب : بماذا يمكنني ان اساعدك سيدي؟
الشاب بتعجب : أووه يا الهي كم انتي كيوت ايتها الموظفة ،، تفضلي هذا رقمي و اتمني ان نقضي ليلة معا و غمز لها..
اخذت رقية الورقة ببرود ( ولم تسطتع هذه المرة ان تصمت فقد طفح الكيل و قررت ان تواجه هذه المرة) و قطعتها الي قطع صغيرة علي الطاولة و نظرت له بحدة : لن اكرر سؤالي ثانية بماذا يمكنني ان اساعدك سيدي؟
قال لها الشاب بغضب : ماذا!؟؟ كيف تجرأتي علي فعل ذلك حتي؟ اين مدير هذا الكافيه!
جاء المدير والتف الناس حولهم ..
المدير : ماذا هناك سيدي!
الشاب :هذه الفتاة تجرات علي و صرخت بوجهي و كلمتني بحدة اهكذا تعاملون زبنائكم!؟
رقية بهدوء : انا اسفة جدا ايها المدير و لكن اولا لم اصرخ بوجهه ثانيا لقد طلب مني ان اذهب الي بيته و اقضي معه ليلة!!
المدير باستهزاء : و ماذا في ذلك؟ انه امر عادي جدا، انا كنت مخطئ عندما وظفت مسلما متلخفا عندي ، حقا انكم سخيفون جدا.!
رقية لم تسطتع ان تتمالك اعصابها و صرخت بوجهه : ان كنا نحن سخيفون فانتم ماذا!؟ .. والاسلام منعني ان افعل مثل هذا الشئ المقزز بدون زواج لانه يريد ان يحافظ عليا فانا كالاميرة، ارايت اميرة من قبل رخيصة تعرض نفسها لاي حد كان! بالطبع لا فانا هكذا ايضا.. علي كل لقد طفح كيلي .. و خلعت الزي الرسمي للمطعم و قالت بحدة : انا استقيل!
و خرجت من المطعم تاركه الحضور في تعجب شديد..
اخذت اتنفس بسرعة شديدة.. ( ايه الي انا هببته دا ، هشتغل فين بعد كدا يارب ساعدني يارب مليش غيرك!!) ..
و كنت اهم بالمشي لكن استوقفني يد احدهم التي كانت موضوعة علي كتفي..
التفت لاري فتاة شابة لا يظهر عليها الملامح الاجنبية كثيرا..
قلت لها مستفهمة : ماذا تريدين؟
قالت الفتاة بشك : ما هي جنسيتك؟
رقية (وانتي مالك!! ) بشك ايضا : لماذا؟؟
الفتاة بضحك : لا تخافي لن افعل بك شئ سئ ارجوكي فقط قولي لي.
رقية : انا مصرية.
الفتاة بضحك : حبيبتي يابنت بلدي عمري ظني ميخيبش ابداا..
تعجبت فلاول مرة اقابل مصريا هنا!
قلت لها بصدمة و تحولت لهجتي للمصرية : ايه دا انتي مصرية؟
الفتاة بضحك : اها ياستي شوفتي بقا الظرووف جمعتنا ازاي!؟ انا نودي وانتي؟
قلت لها " وانا رقية " و انا انظر لمنظرها لم اصدم فلقد تعودت علي هذه الازياء القصيرة هنا و لكن بالتاكيد انها ليست مسلمة.
ماهي : اهلا بيكي يارورو ، بصراحة كنتي جريئة اوي جوه اول مرة اشوف حد يهاجمهم كدا، بس يعني عقدتيها شوية.
قلت لها بحزم : لا معقدتهاش ابدا، لما امر يتعلق بشرفي و ديني يبقي لا يمكن اسكت.
ماهي : عادي ياستي مانا بردو مسلمة زيك بس يعني خليها ايزي شوية.
رقية و قد صدمت بانها مسلمة : لا ياحبيبتي الاسلام مفهوش ايزي الاسلام فيه قواعد و حزم!
ماهي : ايوا طبعا بس بردو يعني الاسلام مقالش اننا نخنق نفسنا اوي كدا و نبقي معقدين، عموما فكك من الحوار دا انا فرحانة اني لقيت حد مصري زيي هنا.
قلت لها ببرود نوعا ما : اه و انا كمان.
ماهي : طيب ممكن اعزمك في كافيه تاني و نتكلم شوية و اهو نتعرف علي بعض.
رقية بتردد : مم..مم.. ط..طيب!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانتا تجلسان في احدي الكافيهات الفخمة المشهورة في اميركا.
ماهي : تحبي تشربي ايه ياسكر؟
قلت لها علي استحياء : متشكرة مش عايزة.
ماهي بابتسامة : عادي بقا متتكسفيش ، بجد بقا هتشربي يعني هتشربي.
قلت لها : طيب ، عصير لمون.
طلبت ماهي لكلا منهما عصير.
ماهي : قوليلي بقا ، انتي هنا من قد ايه؟
قلت : من ساعت متولدت و انا هنا.
ماهي : امم انا بردو ، انتي في سنة كام؟
قلت : في سنة تانية كلية فنون جميلة، وانتي؟
ماهي : وااو يعني بتعرفي ترسمي وكدا!؟
قلت بابتسامة : اه بعرف الحمدلله ، الرسم اكتر شئ بعشقه في حياتي لان بقدر احط فيه مشاعري كلها.
ماهي : ياعم ياعم ، انتي لازم بقا توريني عينة من رسوماتك!
قلت : ان شاء ال..
قبل ان اكملها جاء شاب يظهر علي ملامحه انه مصري ايضا ، كان تقريبا في متوسط العشرينات.
الشاب : ماهي حبيب قلبي، ايه يابت غيرتي مكان قعدتنا ليه!
قلت لنفسي ( اكيد دا اخوها يعني.)
ماهي بتردد : مم..ممم..مروان، مش الاول تسلم علي ضيفتنا.
نظر لي ذلك الشاب بصدمة نوعا ما ، لا اعلم لما كل تلك الصدمة البادية علي وجهه.. ثم ابتسم لي و قال : و الجميل اسمه ايه بقا؟
نظرت له بغضب و قلت : افندم؟
قال لي : مالك اضايقتي كدا ليه انا قلت حاجة غلط؟
تجاهلته و قلت لماهي : عن اذنك بقا ياماهي عشان اتاخرت.
ماهي : ليه بس لسة بدري!!
قلت لها : بدري ايه ياحجة الساعة 9 ، يلا بقا اشوفك مرة تانية .. فرصة سعيدة.
ماهي : انا اسعد ياقلبي طيب اديني رقم الفون.
ترددت هل اعطيها رقمي ام لا.. بعد التفكير لعدة ثواني قررت ان اعطيها اياه.
تبادلنا الارقام و ودعنا بعضنا البعض بينما ذلك الشاب ينظر لي نظرات لم ترحني.

______________________________________________


أحببتُ فاسقاًWhere stories live. Discover now