(مفاجأة في الطريق)

15.6K 590 239
                                    

اتألم ولا أحدَ يشعر بي لذلك اتخذت القرار أنا ثمَّ ذاتي ثمَّ كبريائي ثمَّ لا أحد،
كوني حذرةً في اتخاذ قرارك، ففي كلِّ ثانية يُوضع أمامك خيار بسيط قد يجعل حياتك مختلفة، وفي كلِّ ثانية تؤجلين أخذ القرار خوفًا ستبقين كما أنتِ،
عزيزتي التغيير قرار جريء مطلوب منَّا، ولكنَّه من أين يأتي؟!
بعضهم يقول من القلب، والآخرون يقولون من العقل. القلوب تتغير بلهفتها وشوقها وحنينها، ويبقى العقل صاحب القرار.
إنَّ الزمن أضعف من أن يغيِّر عقلًا، لكنَّه مؤلم جدًّا، والوجع أصبح صديقي، تبكين بغصة وبحرقة وألم، والهدوء يبقى صاحب الأنين الصامت، وجاحظ عينيك الَّذي يدور في غرفة خرساء، وكوب الشاي الدافئ الَّذي أسمع رشفته في أذني، أعود لأتذكر أنَّ هناك ألمًا لا أحسُّ بوجعه؛ لأنَّني هكذا أنا أردت وأخذت القرار.
وأصبح الألم ضمن أحلامي رؤية وذكرى تعيشُ ضمن تفاصيل حياتي، طويت مذكراتي وبدأت اتأمَّل وأعيد ذكريات نهر دجلة العميق الغامض الَّذي يحمل معه أسراري وكلَّ أفراحي وأحزاني، يوم تمشيت على ضفافه وثرثرت معه وإذ سمعت صوتًا يسألني؟!
ما بكِ؟
فقلت قلبي يؤلمني! إنَّه وجعٌ مؤلم لا استطيع تحمله، وجع فاق حجم قلبي.
لماذا الألم؟
خيبة وراء أخرى وموت على قيد الحياة.
ما السبب لم أفهم؟ ولماذا كلِّ هذا!
ببساطة إنَّه وجع فتاة شرقية.
هل لكِ أن تخبريني ما هي أوجاع الفتاة الشرقية؟ وهل الوجع يختلف يا ترى؟!
آسفة، ربَّما في وقتٍ آخر، الآن عليَّ الرحيل.
هل لي أن أعلم من أنتِ؟
أنا حبَّة البندق التي اربكت لهفة السنجاب، أنا وجع فتاة شرقية.

تركته وحيدًا تائهًا بين تلك الأحجار، وأكملت خطواتي إلى المجهول فأنا لا أعلم إلى أين تقودني أقدامي..
عرفت القوي والضعيف، الغني والفقير، الضاحك والعابس، فلكلِّ واحدٍ من هؤلاء الأشخاص حكاية خاصة به، حكاية ببطولة الحياة وإخراج الظروف، فالبشر لا يستطيعون عيش الحياة حسب رغباتهم، بل الظروف تجعلهم يعيشونها حسب رغباتها..
والآن اختارَ القدر أن يروي هذه الحكاية، عنِّي أنا، يولاند ودعونا نتذكَّر دائمًا أنَّ القدر يختار لنا الأشياء الجميلة، بينما الأشياء السيئة نحن من نختارها، إذ إنَّ القدر هو من سيروي المعاناة والألم في مجتمعي الشرقي..
وأكثر ما تعاني منه الإناث في مجتمعنا هذا هو وجود الحبّ، لكن دون أن يكون شريك الحياة..
والأسوأ من ذلك هو وجود شريك الحياة من دون حبٍّ،
فقد أصبح الحبّ لعبةً رخيصةً مفضَّلةً لدى الجميع،
ووسيلةً لتضييع الوقت، وللخروج من الروتين الموجود في حياتنا، ليعيشه الشاب والفتاة العربي في مجتمعنا،
لكن هناك ضحايا وأصبحت أعدادها كثيرة؛ بسبب هذه اللعبة الرخيصة، وقلوب مدمرة، وأرواح مقتولة وهي على قيد الحياة، للأسف هذا هو مجتمعنا الشرقي وهذه هي الأوجاع الشرقية..
فدعوني أروي وأقصُّ عليكم حكايات وآلام سمعت أنين أوجاعها مِمَّن كانوا رفاق العمر، علَّني بهذه الصفحات البيض أمحو سواد العذاب، وتبقى عبرًا لأجيالٍ لابدَّ أن تتحرر من مجتمعٍ دمَّر أجمل أيام الشباب والصبى.
_______________________________

وينهم محبين هاي الرواية؟
مفاجأة في الطريق الكم ♥️

وجع فتاة شرقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن