استفاقت من نومها متأخرة بعض الشيء عن المعتاد فلم يكن يهمها ان تستيقظ مبكرا اليوم حيث قامت بالأمس بتقديم طلب إجازة وقد تم الموافقة عليه, وقد شفع لها ذلك أنها لم تذق طعم النوم سوى في الساعات القليلة التي تلت صلاة الفجر, فقد ظلت ساهرة طوال الليل ما بين هدهدة ذلك الطفل الرضيع ومحاولة ارضائه بكل الطرق حتى لا يتسبب بكاؤه في ازعاج الجيران وبين تفكيرها في ذلك اللقاء المرتقب والذي قررت هي نفسها أن يكون موعده اليوم,هي حقا تخشى العواقب ولكن لم يعد هناك مجالا لتأخير الأمر أكثر من ذلك, فحفل زفافها من المفترض أن يكون بعد عدة أيام وقد أخذ خطيبها بالفعل أجازة لعمل الترتيبات اللازمة ويجب أن تتفرغ هي أيضا لنفس السبب, كما أنه قد آن الأوان لوالد الطفل أن يتحمل مسئولية ابنه!
بعد أن تناولت وجبة خفيفة وأطعمت الطفل ذلك اللبن الصناعي الذي اعتادت شراءه له منذ أسبوع, بدلت ثيابها وكذلك ثياب الطفل ثم حملته وذهبت به إلى الشركة مقر عملها ولكنها لم تتجه الى ذلك القسم الذي تعمل به بل اتخذت ذلك الطريق الآخر الذي يؤدي إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة, دلفت إلى مكتب السكرتيرة والمعروف عنها برودها التام حتى أن جميع الموظفين يتجنبون التعامل معها, كانت تلك السكرتيرة علا تجلس خلف مكتبها منشغلة بعملها على جهاز الحاسوب, ملامح علا الجامدة رغم جمالها وأناقتها المعهودة عنها دائما جعلتها تتردد قليلا قبل أن تقترب منها وتلقي عليها التحية بصوت مرتبك: السلام عليكم.
لم ترفع علا عينيها عن الجهاز وردت بلهجة باردة وباختصار: وعليكم السلام, أفندم؟
إن كانت تلك هي سكرتيرته بردودها الجافة والمهينة في بعض الأحيان, فكيف سيكون الحال معه؟ ولكن قد فات أوان التراجع, لذا قالت ملك بعد أن صفت حنجرتها: لو سمحتي, ممكن أقابل أستاذ عمرو نصار؟
وظلت السكرتيرة على وضعها حيث بدت أنها لا تعيرها أي اهتمام وهي تسألها: فيه ميعاد سابق؟
ملك بصراحة كان جميع من تعاملوا معها يقدرونها: لا.
ولأول مرة تندم ملك على تلك الصراحة بعد رد علا العملي: استاذ عمرو مشغول جدا ومش هيقدر يقابل حد برة جدول مواعيده.
ثم مدت لها دفتر ملاحظات صغير دون أن تلتفت اليها متغاضية ولو قليلا عن النظر الى ذلك الجهاز أمامها: تقدري تكتبي اسمك هنا وتليفونك وسبب الزيارة, ولما مستر عمرو يحددلك ميعاد هنبقا نبلغك بيه.
تجاهلت ملك اليد الممدودة وهي تقول لها بنبرة متوسلة: لا أرجوكي, انا لازم أقابله دلوقت ضروري.
ثم افترضت أن تعريفها عن نفسها ربما يساعدها, لذا أضافت: انا اسمي ملك عبدالرحمن, موظفة بقسم التصميمات في الشركة هنا.
ولأول مرة تتطلع إليها تلكما العينان الخضراوان مقيمة إياها من أعلى إلى أسفل, وإن كانت ملك تعد نفسها من الجميلات كما أشادت زميلاتها في الدراسة بعينيها الزرقاوين بصفاء البحر تلقي بظلالها عليهما هذه الرموش الطويلة التي كانوا يحسدونها عليها وذلك الوجه الأبيض المستدير يحوي أنفا مستقيمة وشفاه ممتلئة لم تحتج الى لون اصطناعي ليزينها, كل ذلك إلى جانب قوام ممشوق متوسط الطول جعل كل عيون الرجال التي تتطلع إليها تمتلأ بنظرات الإعجاب وهذا كان سببا في كثير من المشاكل التي واجهتها ورغم ارتدائها الحجاب والملابس غير المجسمة إلا أن هذا لم يجنبها تلك النظرات المتطفلة المليئة بالإعجاب من قبل الرجال أو الحسد من النساء عدا علا والتي كانت نظراتها مختلفة والتي لم تستطع ملك فهمها إلى أن سمعتها تقول لها مشككة وقد ثبت نظرها على ذلك الرضيع الذي تحمله ملك باستنكار: لو كنتي حقيقي موظفة بالشركة أكيد كنتي عرفتي ان مستر عمرو مش بيقابل حد من الموظفين غير رؤساء الأقسام, فممكن تعرضي مشكلتك على رئيس القسم بتاعك وهو يبلغه بيها.
طوال الأشهر التي عملت خلالها ملك بالشركة لم تسمع عن شيء كهذا ربما لأنها لم تفكر من قبل بأنه سيأتي اليوم الذي ستضطر فيه الى اتخاذ مثل هذه الخطوة, فقالت محاولة الخروج من هذا المأزق: لا انا مش عاوزة أكلمه في شغل, انا عاوزاه في موضوع خاص.
وما ان تفوهت بتلك الكلمات حتى عادت علا الى عملها من جديد غير مبالية بها وهي تقول بآلية: تقدري تروحيله البيت, أما هنا مكان شغل يا مدام.
مدام! شعرت بقشعريرة فور سماعها هذا اللقب لأول مرة في حياتها ولكنها لم تكن في حالة تسمح لها بتصحيح الأمر لتلك السكرتيرة الباردة, بل انها كانت تفكر في استحالة تنفيذ اقتراحها, فليس من الممكن لها أن تذهب إلى شيطان كعمرو نصار في عقر داره, فماذا سيكون رد فعل زملائها إن وصل إليهم خبر كهذا؟ وماذا سيقول خطيبها الذي بالطبع لن تستطيع أن تقص عليه حقيقة الأمر؟ لذا لم يكن أمامها سوى أن يتم هذا اللقاء هنا في الشركة وان لم تتمكن من تنفيذ هذا الآن فلن يحدث أبدا, لذا قالت لعلا بتصميم وهي تتجه ناحية باب مكتب رئيس مجلس الإدارة: انا آسفة, بس لازم أقابل استاذ عمرو حالا.
وما إن لمحتها علا بطرف عينيها وعلمت بنيتها حتى هبت من كرسيها وأسرعت نحوها لتقف حائلا بينها وبين ذلك الباب وهي تنهرها قائلة: انتي رايحة فين؟ سبق وقولتلك ان دة ممنوع.
ولكن لم تبال ملك بذلك بل انها واصلت تقدمها وهي تنحي علا من أمامها بيد بينما ظلت الأخر حاضنة الطفل وهي تهتف بها: اوعى من طريقي, انا لازم أقابله.
وفي الناحية الأخرى كان عمرو يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الأوراق أمامه غير مبال بتلك الشابة الجذابة التي تجلس أمامه واضعة احدى رجليها فوق الأخرى على حافة المكتب بإغراء زاد من تأثيره تلك الملابس القصيرة والضيقة التي كانت ترتديها والتي بدت أنها من أكبر وأشهر محلات الأزياء, لتقول له بتودد وهي تميل نحوه محاولة جذب انتابه: يبقا خلاص اتفقنا انك هتيجي حفلة عيد ميلادي؟
فقال عمرو وهو ينظر إليها مرغما على رسم ابتسامة خرجت باهتة: مش هينفع يا نانسي, المفروض انك مجرد عارضة أزياء بتشتغل عندي في الشركة وعشان كدة مش ممكن اظهر معاكي ادام الناس ع الاقل في الوقت الحالي.
فمطت تلك المدعوة نانسي شفتيها وهي تقول بتذمر وقد بدأت تمسك برباطة عنقه تتظاهر بأنها تقوم بتعديلها: وياترى بقا هنفضل كدة لحد امتى؟
عمر بتأفف وهو يزيح يدها برفق وينهض من مكانه ليتحرك بعيدا عن المكتب مديرا ظهره لها: نانسي! انا ما ضحكتش عليكي, انتي من الأول وانتي عارفة نيتي ناحيتك كويس وكنتي موافقة, وفي المقابل استفدتي كتير من العلاقة دي وبقيتي أشهر عارضة أزياء معروفة حاليا سواء في شركتي أو في الشركات التانية.
فاتجهت نانسي ناحيته وحاولت الاعتراض على كلامه رغم أنها في الحقيقة تقر بصحته: وانا ما أنكرتش دة يا حبيبي, بس كنت بتمنى.........
وقبل أن تكمل جملتها وهي تحاول أن تضع يدها على كتفه, سمع كلاهما صوت ضجيج بالخارج يتعالى شيئا فشيئا حتى استطاعا توضيح ما يقال والذي يبدو وكأنه مشاجرة بين امرأتين علم عمرو ان سكرتيرته تكون احداهما: قولتلك انا لازم اقابله دلوقت ضروري...... وانا كلامي كان واضح مستر عمرو مش فاضي ولازم تاخدي ميعاد الاول, واتفضلي دلوقت بقا بدل ما ابعت واجيب الامن...... هاتي اللي تجيبيه بس انا مش همشي من هنا الا اما اقابل استاذ عمرو.
وفي اللحظة التي كانت تخطت فيها السكرتيرة عاقدة العزم على دخول ذلك المكتب المحرم حتى فوجئت به يفتح بابه عن آخره فتصبح في مواجهة عمرو ذاته الذي بدا انه قد تجاهل وجودها تماما, فوجه نظره من فوق كتفها الى سكرتيرته يسألها بانزعاج واضح: فيه ايه يا علا؟ ايه اللي بيحصل هنا؟
ملك التي كانت تتطلع الى عمرو لتتأكد من أنه ذاته ذلك الشخص الذي رسمت له صورة في مخيلتها مما سمعته عنه فهو طويل تكاد تصل الى كتفيه فقط ذو جسم عريض رياضي, له شعر شديد السواد بشرته ذات لون خمري وعيناه ضيقتان و رماديتان كالدخان مما أظهر مدى حدتهما فوقهما حاجبان كثيفان وأنفه مستقيمة, كل ذلك أثبت حقيقة واحدة كانت تعلمها مسبقا وأنه رجل قاسي لاتعرف الرحمة طريقا الى قلبه يستخدم وسامته ان لم يكن ماله في الايقاع بضحاياه من النساء مما جعلها تعتقد ان مهمتها ليست بالصعبة وانما مستحيلة, استفاقت على صوت السكرتيرة وهي تجيبه حيث أشارت علا ناحية ملك وهي تقول: يا فندم المدام دي عاوزة تقابل حضرتك وانا حاولت افهمها اكتر من مرة ان دة ما ينفعش من غير ميعاد سابق لكنها مصرة وبتقول اسمها ملك عبدالرحمن وانها موظفة هنا بالشركة.
نظرت الى السكرتيرة بدهشة ممتزجة بالاعجاب فلم تكن تعتقد انها تنتبه اليها أثناء حديثها معها وها هي تثبت لها العكس, حقا فسكرتيرة في مثل صرامتها ودقتها في العمل جديرة بأن تكون في مكان كهذا.
: انتي ازاي تسمحي لنفسك بانك تقتحمي مكتبي بالشكل دة وكمان تزعقي للسكرتيرة بتاعتي؟
صوت عميق صارم اخترق اذنيها جعلها تلتفت اليه مجددا محاولة ان تركز تفكيرها على تلك المهمة التي جاءت من أجلها فقالت مدافعة عن نفسها: أنا حاولت افهمها كتير اني لازم اقابلك ضروري وان الموضوع اللي جاية لحضرتك عشانه ما ينفعش يتأجل لكنها رفضت وهددتني انها هتبلغ الامن.
وللمرة الثانية تجده يتجاهلها ويكلم سكرتيرته ممتدحا اياها بابتسامة لم تصل الى عينيه: برافو يا علا, يبقا فكريني اصرفلك مكافأة.
نعم لقد وصلت رسالته اليها بوضوح, فلقد أراد إخبارها بأن تلك العلا كانت تقوم بواجبها و تستحق المكافأة لا التأنيب على عملها, أعاد عمرو النظر اليها ليسألها باستخفاف: وياترى ايه بقا هو الموضوع دة اللي مش هينفع يتأجل؟
فنظرت ملك حولها بتوجس لتقول له بارتباك وهي تخشى مما ستظنه بها علا او تلك الشقراء التي تتابع المشهد عن قرب, فلقد رأتها ملك من قبل ولكن لا تعلم أين؟ ولكنها لن تشغل نفسها بالتفكير في ذلك الآن: ممكن لو سمحت نبقا لوحدنا؟
تمهل عمرو لحظة قبل ان يجيب ولهجته تحمل تهديدا لها: بس يكون في علمك لو الموضوع اللي هتتكلمي فيه طلع ما يستاهلش كل دة فتقدري تعتبري ان النهاردة هو آخر يوم ليكي في الشركة.
لم يهزها تهديده فلقد كانت بالفعل تفكر في ترك عملها بناء على رغبة خطيبها ولكنها كانت تؤجل الأمر قليلا علها تستطيع اقناعه للعدول عن رأيه, لذلك هزت رأسها موافقة, فدخل عمرو غرفة مكتبه متوقعا منها أن تتبعه ليكون الافتقاد الى الذوق واللياقة صفة جديدة تضيفها الى صفاته.
وبالفعل دخلت ملك خلفه حاملة الطفل ولقد حمدت ربها أنه لم يستيقظ رغم كل تلك الاصوات العالية التي أحاطت به, وما ان دلفت الى الداخل حتى سمعت عمرو يحدث تلك الشقراء قائلا لها: معلش يا انسة نانسي, هنبقا نكمل موضوعنا بعدين.
بدا الغيظ يعلو ملامح نانسي ولكنها لم تستطع الاعتراض لذا أخذت حقيبة يدها وقبل أن تغادر أمالت عليه قليلا لتقول ساخرة: هي دي بقا اللي فضلتها عليا؟ طب كنت خد رأيي وانا اكيد كنت هستنضفلك.
ثم رحلت دون قول المزيد ودون أن يهتم عمرو بتصحيح الأمر لها, فلقد فكر انها ربما كانت الطريقة الأمثل لابعاد تلك الفتاة عن طريقه للأبد فلقد بدأ بالفعل يمل منها.
خرجت نانسي وأغلقت خلفها باب المكتب, وبكل هدوء اتجه عمرو ليجلس على كرسيه خلف المكتب ليسألها بملامح جامدة دون حتى أن يكلف نفسه ويطلب منها الجلوس: هه! أدينا بقينا لوحدنا, اتكلمي انا سامعك.
احتاجت ملك لحظات قليلة تستجمع فيها شجاعتها التي كادت تخذلها وتدعو ربها أن يوفقها في هذا الأمر, لتقول له مدعية الثبات: انا جيت عشان ليك أمانة عندي ولازم أسلمهالك.
نظر اليها عمرو بشك وسألها: أمانة! عندك انتي! ايه هي الأمانة دي؟
تقدمت ملك نحوه وقدماها كادتا أن تخوناها, وما ان وصلت الى مكتبه حتى وضعت عليه الطفل برفق وهي تقول: اتفضل, هو دة الأمانة.
نظرة خاطفة لامبالية ألقاها على الطفل ثم اتجه اليها بامتعاض واستنكار حيث كانت التعليمات واضحة لكل العاملين بشركته ألا يمكنهم اصطحاب الأطفال إلى العمل ثم اتجه الى ملك يسألها وقد اعتلت الدهشة وجهه: ايه دة؟
لاحظت ملك استخدامه لصيغة غير العاقل وهو يشير الى الرضيع وكأنه قطعة أثاث غير مهمة, ولكنها لم تعلق على الأمر فإنه عديم الشفقة فلقد ترسخت تلك الفكرة في عقلها الآن, لذا أجابت على سؤاله وهي تتوقع منه آلاف من ردود الفعل المختلفة لم يكن أي منها مطمئنا على الاطلاق: دة ابنك!
انتفض عمرو من كرسيه فور سماعه جملتها, ونظر اليها بغضب بعد أن اختطف نظرة أخرى ناحية الطفل ليقول لها بلهجة عنيفة متهما: انتي بتقولي ايه؟ ابني ازاي يعني؟ انتي كدابة, ومش بس كدة دة انتي نصابة وانا هوديكي في ستين داهية.
كانت تتوقع كل ذلك, لذا لم تبال بتهديده بل قالت باصرار: انا مش نصابة, دة فعلا ابنك وانت تقدر تتأكد من كدة بنفسك, وافتكر ان في عصرنا دة في وسايل كتيرة سريعة ودقيقة تثبتلك اذا كنت انا نصابة والا الي بقوله دة هو الحقيقة.
لانت ملامحه بعض الشيء ليتساءل متعجبا وقد كان سؤاله لنفسه أكثر من أن يكون موجها لها: طب ازاي؟ ازاي دة يكون ابني ودي أول مرة أشوفك فيها؟ يبقا خلفناه ازاي؟ بالمراسلة مثلا؟
هو يعلم أن عيوبه كثيرة ولقد تعرف على نساء يصعب حصرهم ولكنه لم يكن يوما لينسى وجه فتاة أقام معها علاقة من قبل, وهو على يقين من أن تلك الفتاة التي تقف أمامه ذات الملامح البريئة لم تكن من ضمن نسائه, بل إنه يكاد يجزم بأنها لم تمس من قبل لا منه ولا من أي رجل آخر, اذن فما تفسير ما يحدث الآن؟ وهل هذا الطفل هو ابنه بالفعل أم انها وسيلة فقط لابتزازه؟ ولكن على ما يبدو أنها واثقة تماما في صحة كل كلمة تنطق بها.
*************************
الرواية هتلاقوها كاملة ان شاء الله على موقع دريمي
https://m.dreame.com/novel/XAASfnsM5PpkHAE8KMtCXw==.html
لو اللينك مش شغال هتلاقوها على صفحتي الرئيسية على الواتباد
أنت تقرأ
في شباك العنكبوت✅✅
Mystery / Thriller:ايه دة؟! نظر إلى ذلك الطفل الرضيع الذي وضعته أمامه على المكتب بامتعاض واستنكار حيث كانت التعليمات واضحة لكل العاملين بشركته ألا يمكنهم اصطحاب الأطفال إلى العمل. ردت على سؤاله بقوة دون أن تستلم لذلك الصوت بداخلها الذي يدعوها للتخاذل: دة ابنك!!! انتظ...