مخاطرة حياة

178 12 16
                                    


ارتطام امواج البحر بلونهِ الساحر
والاخضرار المنتشر حولهُ المهيج للنفس .. مع الطيور واصواتهم
كانت فتاتنا غارقة فيه من نافذتها المطلة على هذا المنظر الذي لا يستطيع ايُّ بشري مقاومة سحرهِ .. استيقضت من سُكرِها بعد ان عَلىٓ صوت امها بمُناداتها .. فقد كانت مُخدرة العقلِ والجسد .. نزلت لُأمِها ومن دون ان تعرف طلبها اخبرتها برغبتها الشديدة للنزول في البحر واللعب هناك
متناسية اخطارهُ وتحذيرات امها فبالرغم من سحرِ هذا المنظر فهو يخبئ السوء داخله .. اتاها رد امها بخوفٍ ورجاء ان تلزم غرفتها محذرةً اياها بحنان امومي " الا تعرفين ما قد يحصل لك يا لانا "
_بلى اعرف
الا انها لم تستطع كبح رغبتها فذهبت بعد ان طبعت قبلة سريعة على خد امها .. وتطير مع الامواج فاتحة ذراعيها للنسيم لتُسرع ابتسامةٌ خلابة لِتحضى بوجهِها تلتها سيولٌ من الضحكات التي دغدغت كل من في هذه اللوحة 💜 .. وقفت لبَرهة تُحدق بالماء كيف يتسلل بين اصابع قدميها
لتتجرأ وتخطوا خطوة الحرية لتترك لقدميها تَلاعُب الامواج.

ظلت امها تناديها وتدعوها للرجوع الا ان فتاتنا رغم حبها لأمها ونظراتها لها .. الا ان اشباع رغبتها لم يبلغ ذروته من هذا الذي بين يديها او انها هي بين يديه.. لتأتي الفاصلة
ليأتي القرش معلناً اكتمال اللوحة
لينقض عليها ويمزقها 
بكل شراهه بأنيابه الحادة الكبيرة الصفراء
وجسمه الكبير المخيف
فهو ايضا قادته نفسه!
ليحول تلك الضحكات المغدغة الى صرخات مزلزلة ..
من سيول الضحكات الى بحر من الدموع الدامية
...
..
ذبُلَ كلُ شيء .. حتى البحر لم يعُد يرغب في تكوين تلك الامواج فلم يبقى احد ليفتِنهُ بسحرهِ .. غدى لونهُ باهتاً بعد ان كان مبهجاً .. حتى الطيور  هاجرت.. وكأنه كان كل ذلك ليسحبها للهلاك .. ليسرق ضحكاتها وصراخها الجنوني المستمر طولَ النهار مُضفيةَ للوحة نكهتاً خاصاً لاذعة

لتنظر الى ما آلت اليه مخاطبة قلبها بألم " خاطرت بحياتي من اجل لحظات كنت املك نصفها .. الا اني طمعت بالنصف الاخر واتبعت هوا نفسي :( "

_________________
انهيتها والحمدلله
اخبروني عن استنتاجتاجتكم من هذه القصة القصيرة و انيروني بها
❤ . ~ . 💙 . ~ . ❤ ..

أسرار قلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن