هل تحتاج حجر ؟

3.4K 215 26
                                    


ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﺳﺎﺋﺮﺍ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ

ﺍﻟﺠﺎﻛﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ،

ﺿُﺮِﺑﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺑﺤﺠﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ

ﺍﻷﻳﻤﻦ ....

ﻧﺰﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻀﺮﺭ

ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ،

ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ....

ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻳﺮﻯ ﻭﻟﺪﺍ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ،

ﻭﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ...

ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﻏﻀﺒﺎ

ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ...

ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ...

ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺟﺎﻫﻞ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﺮﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ

ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ....

ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﻜﻠﻔﻚ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﺑﻮﻙ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ

ﺍﻟﻤﺎﻝ ....

ﺇﺑﺘﺪﺃﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ

" ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄﺳﻒ ﺟﺪﺍ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺩﺭ ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ،

ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ

ﻟﻔﺖ ﺇﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻥ،

ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺃﺣﺪ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻲ "....

ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ،

ﻭﺇﺫ ﺑﻮﻟﺪ ﻣﺮﻣﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ...

ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺎﺋﻼ ....

ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﺃﺧﻲ،

ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺑﺘﺎﺗﺎ،

ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﺸﻠﻮﻻ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻴﺮ ﻣﻌﻪ، ﻭﻫﻮ

ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ، ﺍﺧﺘﻞ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ،

ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻳﻬﻮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ....

ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ، ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺃﺭﻓﻌﻪ، ﻣﻊ ﺇﻧﻨﻲ

ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ...

ﺃﺗﻮﺳﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ، ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻞ

ﺭﻓﻌﻪ،

ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻫﻜﺬﺍ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺋﻒ

ﺟﺪﺍ ...

ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ، ﺑﺴﺒﺐ ﺿﺮﺑﻲ

ﺳﻴﺎﺭﺗﻚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ....

ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ، ﻭﻏﺺ

ﺣﻠﻘﻪ .

ﻓﺮﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻓﻲ

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ،

ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ، ﻭﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻳﻀﻤﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ،

ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ، ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺳﻘﻄﺘﻪ

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ...

ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﻬﺎﺀﻩ ...

ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﺍﻵﻥ، ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ

ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ....؟

ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ...

ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ...

ﻻ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ...

ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻣﺒﻘﻴﺎ

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍ

ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻄﺮ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﺤﺠﺮ ﻟﻜﻲ

ﻳﻠﻔﺖ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻪ

* * * * * * * * * *
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ، ﻛﺜﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻬﻤﻮﻡ،

ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎﺕ،

ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ، ﺑﺈﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻣﻘﺘﻨﺎﻳﺎﺗﻬﻢ، ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ

ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻴﺎ

ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﻬﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻨﺎ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﺘﺒﻪ

ﻓﻴﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ......

ﻭﻻ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﻟﻨﺸﻜﺮﻩ

ﻳﻜﻠﻤﻨﺎ ... ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ

ﻓﻴﻨﺒﻬﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ، ﻭﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻠﻨﺎ

ﻧﻨﺘﺒﻪ ﻭﻧﻌﻮﺩ ﻟﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ

ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﺭﺑﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﺧﺴﺮ ﻋﻼﻗﺘﻪ

ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ؟

ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺤﺴﺐ ﻹﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ

ﻓﺴﻴﺎﺭﺍﺗﻨﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ

ﻭﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ

ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﻣﻴﻦ

ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ؟

ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﺘﺒﻪ ؟

ﺃﻡ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮ ؟؟

قصص و عبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن