عزف الرحيل
15
صعدت السيده نهى لتنادي على الجميع (استيقظوا ... هناك مفاجئة في الأسفل ولابد أن تكونوا جميعكم متواجدين ) فطرقت كل الأبواب ما عدا باب غرفة زينب ،حين مرت بجانبها أصبحت تقول :(أنها ليست فرداً منا ، لن اجعلها تحظى بشعور العائلة معنا )
أما عن ساره فتحت الباب بتكاسل وعادت إلى سريرها مغمضة عينيها :
_أمي مابك هكذا تصرخين فمازال الوقت مبكراً.
_تأدبي يا فتاه وانهضي لكي تشاهدي المفاجئة ( توجهت نحو النافذه لتفتحها وهي تقول ) و ما هذه الرائحة الكريهه هنا فلترحمي حالك وتدعي الخدم تقوم بتنظيف غرفتك.
ساره من تحت الغطاء متضايقه من أشعة الشمس :
_أنت تعلمين بأني لا احب أن يلمسها أحد غيري .
_دعينا الآن من كومة الفوضى التي تعيشينها ولنهتم لأمر المفاجئه فأنا أريدك في الأسفل خلال دقائق.
خرجت السيده نهى ولم تترك المجال لساره ان تعترض وعندما انتهت من الأعلى ذهبت إلى غرفة السيد خليل :_عمي استيقظ فهناك أمر مهم لابد أن تأتي كي تشاهده .
فأردف من خلف الباب :
_أنا مستيقظ يا نهى وسأكون معكم حالاً .
توجهت بعدها إلى آدم ...أخبرته بأنها نادت على الجميع ، وأول من كان متواجداً منهم السيد خليل ليقول بدهشه : آآآدم.
توجه آدم نحو جده ، أنساهُ الشوق والحنين بأن جده سبب خسارته لحبيبته فرمى بجسده في أحضانه ليطوقه جده بشوق أكبر :
_أشتقنا لك يا بني.
_وأنا ايضاً يا جدي.
وما كانت إلا ثواني معدوده حتى يقف والده وعمته صفيه وبين ذراعيها عبدالله وأما عن ساره التي سمعتهم وهي في أعلى السلم يتهافتون عن قدوم آدم أسرعت في خطواتها كالمجنونه لترتمي في أحضان أخيها :أخي حبيبي لقد اشتقت إليك كثيراً .
_أيتها الشقيه وأنا ايضاً اشتقت إليك.
ألتم الجميع حول آدم والفرحة تغمرهم لوجوده بينهم ، أما عن آدم فكان محلقاً بإحساس السعادة في وجدانه لكن مالفت انتباهه الطفل الذي بين يدي عمته لذا قال لها :
_عمتي!! متى حملت لتجنبي طفلاً جميلاً فأمي لم تخبرني عن ذلك.
ابتسمت تخبي ألم الفقدان وتحاكي بإبتسامتها سعادتها لوجود عبدالله لديها :
_أنه ليس أبني يا آدم .
خجل آدم لأنه لم يقصد إحراجها فلم يسألها من يكون لكنها استطردت قائله :
_أنه ابن عمك أحمد.
قال آدم متحيراً:
_عمي أحمد !!!!!!هنا أنتبه السيد خليل لغياب زينب فقال لنهى :
_نهى ألم تنادي زينب كي تكون معنا.
تلعثمت السيده نهى وتداركت نفسها بقول : _خفت يا عمي أن أزعجها فهي لا تعرف آدم كي تتحمس لرؤيته.
_لكنها فرداً من العائله ولابد أن تكون معنا.
آدم علم أنهم يتحدثون عن تلك الفتاة المحجبه فأخذه الفضول عن معرفة مالقصه لذا سألهم مرة اخرى:
_من هو عمي أحمد وما قصة الفتاة المحجبه في المنزل ؟؟؟
قالت ساره بغرابه:
_متى رأيتها لتعرف أنها محجبه.
ارتبك آدم وهو يتذكر الموقف معها فتدارك ارتباكه بقول :
_عندما وصلت فجراً ذهبت إلى ما كنتُ اعتقدها أنها غرفتي وانا على أعلى السلم رأيت فتاة محجبه تدخلها لذلك ابتعدت عن الباب وجئت إلى هنا لأرتاح قليلاً حتى تستيقظوا ، والآن أخبروني مالقصه ؟؟
صفيه وهي تقف لتغادر قالت له :
_ستعرف القصة لاحقاً والآن سأذهب لأنادي زينب كي تجلس معنا.
.........
فتحت صفيه باب غرفة زينب فوجدته مقفلاً ، طرقت الباب فقالت زينب من خلف الباب:
_من الطارق.
صفيه مازحه :
_استيقظي يا كسوله أنا عمتك صفيه.
فتحت لها الباب بإبتسامه :
_تفضلي يا عمه.
_هيا ارتدي حجابك لتتناولي الفطور معنا ، فاليوم جاء آدم ليفاجئنا جميعاً و والدي يريدك معنا .
زينب بخجل لما حدث لها :
_عمتي لا أشعر بالرغبة في تناول الأفطار .
_ لا يهم ان تتناوليه المهم أن تكوني معنا.
_اعتذري منهم لا أستطيع أن أكون معكم .
صفيه بغرابه :
_ مابك ، هل ضايقك أحداً ما.
_لا ...لا ، بل العكس تماماً الجميع لطفاء معي .
_إذاً هيا تعالي معي ولا أريد أي اعتذار .
رضخت أمام إصرار عمتها و وافقت على النزول معها.
#يتبع#