الفصل الثاني(الموت هو البداية)

65 2 0
                                    

بعد ان اتمت سلمى السنتين حدد لها الأطباء المختصون موعد العملية الجراحية.
ولكن قلب سلمى الصغير لم يشأ أن يصمد امام الأطباء والأجهزة والأدوات،فشاء الله جل وعلى أن يجعلها شفيعة لوالديها يوم القيامة،وبعد ان خرج الطبيب من غرفة العمليات واخبرهم بذلك،ملأت اصوات البكاء والنحيب المستشفى.
وحتى مع استمرار الحزن في قلب الأبوين يوسف ولمياء قررا الإنفصال لأن حياتهما اصبحت مستحيلة، ولم يكن قرار الإنفصال صعبا على اي منهما ، لأن زواجهما كان تقليديا جدا.
بعد الطلاق ترك يوسف إبنه ( احمد ) يعيش مع طليقته ، ورجع يوسف ليعيش مع والدته في بيتها ، ذلك البيت الذي شهد قصة حبه مع ابنة الجيران وفاء التي لم تكتب له وكانت لغيره.
أكمل يوسف حياته الطبيعية وكان يزور ابنه وطليقته بإستمرار.
اما وفاء فكانت تعيش حياة مريرة مع زوجها محمد ، على الرغم من انه كان يحاول كثيرا إرضائها بسبب حبه لها ، ولكنها لم تستطع ان تنسى حبيبها الأول والأخير يوسف.
وبعد مرور ثلاث سنوات فوجئت وفاء بخبر حملها الذي لم تكن تتوقعه.
فرحت وفاء كثيرا بخبر الحمل وكذلك محمد زوجها فهو من كان ينتظر هذا الخبر على احر من الجمر.
بعد مرور خمسة اشهر من حمل وفاء توفي والدها ومرت بفترة عصيبة فكانت حالتها النفسية سيئة واصبحت تتنقل بين طيب أمراض النساء والولادة وما بين أطباء الأمراض النفسية حتى تتحسن حالتها ويستمر الحمل ويولد الطفل بحالة جيدة.
وبعد مرور أربعة اشهر اخرى وبعد ان أتمت وفاء أشهر حملها التسعة رزقت بقطعة من البدر رزقت بفريدة.
فرح محمد كثيرا بهذه الطفلة ، ولكن فرحته لم تدم طويلا حيث فاجأته وفاء بطلبها الطلاق.
تردد محمد قليلا قبل أن ينفذ لوفاء ما طلبته ولكنه خضع لما طلبته أخيرا.
اخذت وفاء فريدة ابنتها بعد الطلاق وأقامت في شقة المرحوم والدها تلك الشقة التي نشأت فيها منذ الصغر ، الشقة المقابلة لشقة ابن الجيران يوسف الذي سرعان ما قابلته وسرد كل منهما ما لديه من حكايات ونشب الحب من جديد بعد أن خمدت نيرانه فترة من الزمن.
وبعد مرور خمسة عشر عاما عانا فيها الحبيبين من نيران الشوق قررا ان يتزوجا .
فاتحت وفاء ابنتها بهذا القرار فتفهمت فريدة قرار والدتها  وقررت أن تنتقل للعيش مع والدها .
اما احمد ابن يوسف فقد غضب من قرار والده في البداية ولكن سرعان ما اقتنع بقرار والده وانشغل بالدراسة والجامعة .
وتزوجت وفاء أخيرا من يوسف الذي عوضها عن تلك التي السنين الماضية .
اما عن فريدة ابنة وفاء فقد انتقلت للعيش مع والدها في قصره الكبير برفقة المربية والخدم وأكملت دراستها في المرحلة الثانوية .
اما احمد ابن يوسف الذي تربى مع والدته منذ الصغر فقد اتم دراسة المرحلة الثانوية ودخل كلية الطب .

اوتار الكمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن