بعد ان غادرت فريدة النادي رجعت للمنزل وتناولت عشاءها مع والدها ثم ذهبت الى غرفتها وذاكرت محاضراتها وخلدت للنوم .
عانت فريدة هذه الليلة من الأرق كانت تتقلب يمينا ويسارا وتتذكر ما حصل هذا اليوم لم يفارق احمد ذاكرتها لحظة ولكنها نجحت في طرده من ذاكرتها ونامت.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في هذا الوقت احمد كان عند صديقه حازم في منزله .
حازم خاطب احمد قائلا:
هل ما زلت تفكر بها.
احمد:
من؟؟
حازم:
فريدة.
احمد بإرتباك :
ولماذا أفكر بها .
حازم:
من الواضح جدا انك معجب بها .
تنهد احمد وقال:
او احبها انا لا اعرف .
حازم:
لا تعرف؟؟
احمد:
نعم لا أعرف ، فأنا اشعر بشعور لا يوصف عندما اراها .
حازم يضحك بسخرية ويقول:
لابد ان السهر اثر على عقلك.
نظر احمد الى حازم بإستخفاف وضربه بالوسادة ثم نام .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي استيقظت فريدة و ارتدت ثيابها و تناولت فطورها مع والدها فخاطبها قائلا :
صباح الخير .
فريدة:
صباح النور.
والدها :
لا تنسي ان تقومي بدعوة اصدقائك وزملائك لعيد ميلادك ستكملين واحد وعشرين عاما.
قالت فريدة بحماس :
بالتأكيد.
و أنهت فريدة فطورها ثم غادرت .
في الجامعة وبعد المحاضرة الأولى جلست فريدة وياسمين وعندها خاطبت ياسمين فريدة قائلة:
بماذا تفكرين .
فريدة:
لا شيء .
ياسمين :
بلى تفكرين .
فريدة:
فيما بعد يا ياسمين فيما بعد.
بعد ان أنهت فريدة محاضراتها دعت جميع الأصدقاء والزملاء لحضور عيد ميلادها ثم ذهبت الى مسرح الجامعة ، هناك اخبرهم المدرب بأن اول حفل لهم سيكون في اليوم السابع والعشرين من الشهر الجاري.
دعت فريدة المدرب والزملاء لحفل عيد ميلادها وبالتأكيد دعت احمد فقال احمد:
هل أنتي من مواليد ٢٥ اكتوبر .
فريدة:
نعم.
احمد:
اذا انت برج العقرب .
فريدة:
نعم بالضبط ، هل ستحضر ؟؟
احمد:
اكيد ، امممممم فريدة .
فريدة:
نعم.
احمد بتوتر وارتباك:
هل يمكن ان تعطيني رقمك.
فريدة :
اكيد.
لم يتصل احمد بفريدة الا يوم عيد ميلادها ليأخذ منها العنوان.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في يوم عيد ميلاد فريدة كان والدها مشغول بالتحضيرات بينما هي كانت مشغولة بتحضير نفسها .
ارتدت فريدة فستانا أبيضا حريريا قصيرا ، وتركت شعرها الأسود الطويل يتدلى على ظهرها مرورا بكتفيها وزينته بطوق من ازهار الجوري البيضاء .
اما رقبتها فقد زينتها بعقد من اللؤلؤ .
وارتدت حذاء أبيضا ، كانت تشبه العروس في ليلة زفافها .
بدأ الحفل ووقف فريدة ووالدها لإستقبال الضيوف ، طبعا انبهر الجميع بجمالها.
اما والدتها فقد كانت تستقبل السيدات وتجلس معهم.
فريدة كانت مشغولة بعدم حضور احمد ولكنه ظهر اخيرا وقد كان غاية في الجمال ، كان يرتدي بدلة سوداء و قميصا أبيض و حذاء اسود ، اما شعره فكان رائعا.
ما ان إلتقت فريدة و احمد وقف كليهما شاردان احمد كان ينظر الى فريدة ويتأملها وهي ايضا كانت تتأمله ، ظل الصمت بضع دقائق الى ان قطعه احمد قائلا:
عيد ميلاد سعيد ، تفضلي هديتك.
ابتسمت فريدة لأحمد وشكرته ثم قالت له:
تعال معي سأعرفك على امي وابي.
ذهب احمد مع فريدة .
قالت فريدة:
ابي امي هذا احمد حداد زميلي في فرقة الغناء الشرقي .
سلم والد فريدة على احمد بحرارة .
اما والدة فريدة فقد عرفت احمد من اللحظة الأولى هو أيضا عرفها لأنه رآها عدة مرات بعدما تزوجت والده.
ارتبك احمد وتسارعت دقات قلبه ، ولكنه لم يظهر ذلك.
بعدها طلبت فريدة من احمد ان يغني معها امام الحضور وافق احمد وغنى مع فريدة انبهر الجميع بهما و بإندماجهما معا.
بعد ان انتهى الحفل وغادر الجميع ، تحدثت والدة فريدة قائلة:
اين تعرفتي على احمد .
ردت فريدة بشيء من المرح:
انه زميلي في فرقة الغناء الشرقي في الجامعة ، كما ان ظروفه تشبه ظروفي كثيرا .
شعرت والدة فريدة بالإرتياح قليلا ثم غادرت.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي كانت فريدة شاردة طوال المحاضرات
فاستنتجت صديقتها ياسمين انها تفكر في احمد
قالت ياسمين :
كل هذا التفكير في احمد.
قالت فريدة بغضب:
ولماذا أفكر فيه ؟؟
ياسمين :
لأنك تحبينه.
قالت فريدة :
امممممم حب؟؟ لا وجود للحب إلا في الأفلام والروايات
الحب مجرد خرافة لا وجود لها ، وانا لا أؤمن بالخرافات.
![](https://img.wattpad.com/cover/64516744-288-k952314.jpg)