استيقظ زاك على صوت بكاء منخفض ففتح عينيه وهو يشعر بأن احد يمسك قميصه بقوة فنظر إلى جانبه فرأى ماري ممددةً بقربه تبكي متمسكةً بقميصه فرمى بيده على كتفها بهدوء قائلا بصوتٍ حنون: مابالكِ تبكين وانا هنا؟ فنظرت إليه والدموع في عينيها وهي تقول: رأيت حلما اخافني جدا فلم استطع النوم بعده إلى بقربك فخشيت ان اكون قد ازعجتك بذلك فأنت ابقيتني في بيتك و الان ازعجك ب... فقاطعها قائلا: قال لي السيد جاك ذات مرة عندما تقدمت للوظيفة يائسا من نيلها (الوظيفة لك بني فإن لم نساعد بعضنا بعضا من سيفعل) فنظرت إليه متعجبا ولم اتفوه بكلمة ثم قال لي (هيا ماذا تنتظر؟ اصعد على دراجتك الوقت يداهمنا) وتركني للعمل...... ومن يومها وانا احاول مساعد الجميع... ثم قال بعد صمته الذي لم يدم طويلا: هيا لننهض ونعد الفطور انا اتضور جوعا..فنهظا كلاهما وتناولا الافطار ثم تكلما قليلا عن ماذا يفعلان بشأن مشكلة ماري وبعد نقاش طويل دام لساعات قررا اخيرا ان يذهب زاك لبيت والديها ويستكشف الاحوال هناك فإن كانت قد عادت الامور لنصابها فسيخبر ماري لتعود للبيت و إن لم تكن قد عادت إلى نصابها فسوف يخبر اهلها عن مكانها لألا يقلقوا عليها..وبالفعل ذهب إلى بيت اهلها وكان كل شيء بخير و الكل قلق عليها فاخبرهم بمكانها وانها بخير فطلبوا منه احضارها فعاد إليها مسرعا واخبرها بالانباء السارة فحزمت حقيبتها و بعد انتهائها اخذها بيده إلى بيت اهلها فشكرته هي وعائلتها على لطفه و ابقائها معه..ثم خرج زاك بعد ان تأكد من ان كل شيء بخير وعاد إلى بيته و عندما وصل البيت شعر بالوحشة فالبيت خالي بدونها مع العلم انها لم تبقى طويلا لكنه احب وجودها معه فبدأ بتغير لون المنزل من الرمادي إلى الاخضر و من الاسود إلى الاحمر وغير الديكور الكئيب من الوانه الداكنة إلى الوانٍ اكثر اشراقا و اشترى دراجة هوائية وبات يخرج اكثر وصار لديه العديد من الاصدقاء من المدرسة و من عمال المطعم واستمر الحال هكذا إلى ان كبر زاك واصبح شابا في ال28 من عمره و اصبح طبيبا واما بالنسبة لماري فلم تقطع علاقتها به بل زادتها قوة و اصبحت ماري طبيبةً ايضا ثم تقدم زاك لخطبتها وبالفعل وافق اهلها وبقي كلاهما يترددان على مطعم السيد جاك وهكذا استطاعت ماري ان تغير طباع زاك الانطوائية لتجعل منه شخصا محبوبا من الجميع و يحب الجميع و كل الفضل في ذلك للمشكلة التي وقعت بين افراد عائلة ماري و الصدفة التي وضعت ماري امام باب زاك ذلك اليوم.
_النهاية_
