البارت الثامن

323 10 9
                                    

الفصل الثامن:
استيقظت نهله باكرا و نزلت من غرفتها لتجد الجو هادئا, فمن الواضح ان الجميع ما زال نائما, فبيتسى قامت بدورها اليومى و ايقظتها فى السابعه صباحا و هذا الوقت لن يستيقظ فيه احد خاصة و انهم سيبدأون عملهم بعد اسبوع. قررت نهله ان تذهب لتتمشى فى حديقة الفيلا فهذه فرصتها لتكتشفها.
كانت الحديقه كبيره و تقسيمتها جميله لكن تنقصها الروح, فهى غير منظمه بشكل كبير, بها بعض الاشجار و زهور الياسمين لكنها تفتقد لألوان و بهجة الورود الجميله, كما ان اشجارها ليست مقلمة بعناية. اخذت تدور فى كل أرجاء الحديقه ثم جلست على مقعد فى نهاية الحديقه حتى سمعت صوت من خلفها يقول: صباح الخير.
كان صوت حازم. التفتت له قائلة: صباح النور.. كنت فاكره الكل نايم.
حازم: هما فعلا لسه نايمين بس انا متعود اصحى بدرى.. و فى الاجازه دايما بحب اقعد الصبح هنا فى الجنينه. يضايقك لو قعدت معاكى.
هزت نهله رأسها بالنفى فجلس بجوارها على المقعد.
حازم: ارتحتى فى النوم امبارح و لا تغيير المكان ضايقك.
نهله: لا نمت على طول لانى كنت مجهده.
حازم: عجبتك الجنينه؟
نهله: يعنى.
حازم: واضح ان مفيش حاجه بتعجبك بسهوله.
نهله: مساحتها و تقسيمتها كويسه بس مفيش اهتمام بيها.
حازم: بس فى جناينى بيجى كل يوم يسقى الزرع و ينظف الجنينه.
نهله: انا بتكلم على نظامها و الزرع اللى فيها, يعنى لو حد اهتم بيها هتبقى افضل بكتير, متتخيلش ممكن تبقى روعه ازاى.
حازم: طيب و ليه اتخيل, ما تهتمى بيها و تورينا ممكن تحوليها لأيه.
نهله ( بفرحه طفوليه غامره ) : بجد؟
حازم: اكيد.. البيت دا بتاعنا كلنا و انتى مش محتاجه تاخدى اذن حد عشان تعملى حاجه.
نهله ( و الابتسامه تملأ وجهها ): شكرا.
حازم: للدرجة دى اتبسطتى.
نهله: أوى.. دى اكتر حاجه بحبها انى اهتم بالزرع و انت شوفت جنينة البيت عندنا حلوه ازاى.. فاكر؟
حازم: طبعا فاكر.. بس ممكن تخلى الجنينه هنا حلوه زى بتاعتكم.
نهله ( بحماس ): و احلى كمان.. بس محتاجه اجيب شتلات و سماد و اوانى زرع و شوية حاجات.
حازم: و ماله نجيب.
نهله: امتى؟
حازم: دلوقتى لو عايزه.. احنا مش ورانا حاجه دلوقتى و لسه الباقى مصحيوش.. ايه رأيك؟
نهله ( قفزت بفرح ): طيب ياللا.
حازم: اوكى اطلعى جهزى نفسك و انا كمان هجهز و نتقابل بعد نص ساعه.. كويس؟
نهله: هههههههه و كتير كمان.
حازم: هههههههه خلاص اول ما تخلصى انزلى هتلاقينى مستنيكى.
ركضت نهله لغرفتها, و صعد حازم بسعاده إلى غرفته فقد شعر انه كسر اول حاجز بينه و بين ابنة عمه.
بعد اقل من ساعه وصلا نهله و حازم إلى المشتل و اشترت نهله كل ما تحتاج إليه بالإضافه إلى بعض الأدوات التى تساعدها فى الزراعه و كانت فى قمة سعادتها و هى تغادر المشتل.
حازم: مبسوطه؟
نهله: أوى.
حازم: طيب انا جعت بصراحه عشان مفطرتش و حاسس انى محتاج اشرب قهوه. ايه رأيك نروح نفطر فى أى مكان؟
نهله: اوكى.. بس ممكن يكون على النيل.. نفسى ابص للنيل شويه.
حازم: اكيد.
و ذهبا إلى مطعم على النيل و تناولا فطارهما و طلبا قهوه.
حازم: بتحبى النيل.
نهله: بحب النيل و البحر. بحب ابص عليهم بحس انى بغسل نفسى و بنسى كل همومى.
حازم: و طبعا همومك كتير اليومين دول.
خفضت نهله رأسها بحزن و لم ترد.
حازم: انتى ضاغطه على نفسك جامد.. انسى الماضى او حتى تناسيه و ركزى دلوقتى فى انك داخله على تجربه جديده حتى لو خايفه انك تتعبى فيها فبرضو فكرى ان ممكن يبقى فيها جوانب كويسه.
نهله: خايفه.
حازم: طبيعى لانك داخله على حاجه مجهوله بالنسبه لك بس احنا مش اعدائك و هنكون معاكى.
نهله: متفتكرش انك هتضحك عليا بالكلمتين دول.
حازم: و ليه حاطه فى دماغك انى بفكر اضحك عليكى.. و اشمعنى انا ما انتى اتعودتى على ندى و فارس بسرعه.
نهله: عشان انت زيه.
حازم: زى مين؟
نهله: جدك.
حازم: جدنا.. و ليه بتحكمى عليا انى زيه؟ و ليه شايفه انه مش كويس؟
نهله: شوفت اديك بتدافع عنه عشان انت زيه.
حازم: انا مش بدافع عن حد بس مفيش حد وحش على طول الخط و لا فى حد ملاك. هو غلط و غلطه كبيره بس حاول على اد ما يقدر انه يكفر عن غلطته دى بوصيته و ان هو يحاول يقربنا كلنا من بعض.
نهله: مش هقدر اسامحه.
حازم: محدش يعرف الغيب, يمكن تسامحيه فى يوم من الايام.
نهله: استحاله.
حازم: سيبيها للأيام.
نهله ( بسخريه ) : اكيد هتقول كدا ما انت نسخه منه.
حازم: ليه مصره انى زيه او نسخه منه.
نهله: مكنش هيثق فيك ان انت اللى تشرف على كل حاجه و ان انت اللى تدير الشركه لو انت مش زيه.
حازم: مش هرد عليكى و هسيب الايام هى اللى تعرفك عليا و برضو بأكدلك انه مكنش وحش للدرجه اللى انتى متخيلاها.
نهله: ميهمنيش وحش و لا مش وحش على الاقل كان مع اهلى و معايا وحش.
حازم: عارف انك عانيتى كتير بس سيبك من جدو و منى و خلينا لو وحشين لربنا يحاسبنا و متحرميش نفسك انك تحسى ان ليكى عيله.
لم ترد نهله و نظرت للنيل و سرحت فتركها مع افكارها و مناجاتها للنيل بنظراتها الصامته و سرح هو الأخر مع النيل. ظلا على هذا الوضع قرابة الساعه ثم قررا العوده إلى المنزل.
عند دخولهما إلى حديقة المنزل توجها إلى غرفة صغيره فى الحديقه وضعا فيها الأشياء التى جلباها للحديقه.
حازم: هسيبك دلوقتى تعيشى براحتك مع الجنينه و هنتجمع كلنا على الغداء و بليل نبتدى نتكلم انا و انتى فى الشغل.
نهله: اوكى.
بدأ حازم فى التحرك فقاطعته نهله قائله: حازم.
حازم: نعم.
نهله: شكرا.
فإبتسم لها حازم و غادر, و بدأت هى فى عملها بفرحه و حماس.
دخل حازم الفيلا ليجد الجميع قد استيقظ و جلسوا يتناولون الفطور.
ندى: ايه يا ابنى كنت فين؟ و فين نهله انا افتكرتها معاك؟
حازم: كانت معايا فعلا.
ندى: كانت معاك فين و هى فين دلوقتى؟
حازم: قررت يا ستى انها تهتم بالجنينه بنفسها و كانت محتاجه تشترى حاجات للجنينه.
فارس: كويس انها فكرت فى الفكره دى, اكيد هى مبسوطه اوى. بس هى فين؟
حازم: فى الجنينه.
ضحكت نغم بسخريه, فنظر الجميع لها بغضب.
فارس: طيب كويس هفطر و اخرج اساعدها.
نغم ( بسخريه ) : هههههههههه و انت نويت تغير نشاطك من الاخراج للزراعه.
فارس: لأ ناويت ارتاح من القاعده وشى فى وشك طول اليوم.
نغم ( بغضب ): قصدك ايه يعنى؟
فارس: قصدى ان الحمد لله ان نهله جت عشان هتخلى فى البيت حركه و نشاط.
نغم: ليه و هو البيت كان ازاى من غيرها.
حازم: يييييييي خلاص انت و هى بقى افطروا و كل واحد يعمل بعد كدا اللى هو عايزه.
ندى: طيب و انت مش هتفطر.
حازم: لا فطرت على النيل انا و نهله.
فارس ( يصفر ): ايوا يا معلم.. هو دا.
حازم: و النبى تتلهى فى اللى انت فيه.
و ضحك على تعليق اخوه و توجه إلى غرفة المكتب ليراجع بعض اوراق العمل و يجهز ما سوف يشرحه لنهله و يعرضه عليها فى المساء ليعرفها على طبيعة عملها.
#رومـــــــا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 21, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الغريبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن