الجزء السادس

2.3K 125 35
                                    




استيقضت بذعر، كان كابوسًا.. تنفست بإنتظام لأهدئ قليلاً، لم تراودني اي كوابيس مؤخرًا ولست معتاد عليها، حاولت تجاهل الكابوس كما افعل مع اغلب امور حياتي لكنه عالق بذهني.. كاللعنه عالق.

ارتديت روب النوم فوق سروالي القصير، اردت شرب كأس ماء ربما سيخفف ذعري، جلست على احد الأرائك بذهن مشغول، من المفترض ان تراودني افضل الاحلام، فأحد اهم اهدافي من الممكن ان يتحقق، لا اعلم ربما بسبب معاملة الاخرين بسبب جريمة الإرهابيون؟ لا اعلم لما يسمونهم مسلمون، هذا خاطئ هذا ليس دينهم الصحيح، الجريمة دين هؤلائك.. فالإسلام سلام، اي مسلم حقيقي لن يضر اي شيء، هذا ما كتب في القرآن وهذا ما يجب علينا فعله، وما يجب على الجميع فعله.

تنهدت بحزن واردت الخروج من المنزل، الساعه اصبحت الثالثه فجرًا، لكنني حقًا لا اهتم فأنا احتاج هواء اكثر نقاء، او ربما مشاهدة البركه.. فهي تجلب لي الاسترخاء

ادرك انني لا ارتدي سوى شورت وروب نوم، انا لا اظن بأنه من الممكن مقابلة اي شخص في هذا الوقت.

اخذت اشق طريقي نحو المكان الوحيد الذي لا زال كما هو منذ زمن طويل، جلست امام البركه تمامًا، اخذت الماء بيدي ثم اعدت سكبه في مكانه، كل شيء بقدرة الله اصبح ماهو عليه، نحن لن نكن ما نحن عليه الا بسببه، الماء لن يكون ماء الا بقدرة الله ، السماء التي لا تملك نهايه.. النجوم التي لا تحصى، الارض، الحياة.. المشاعر! انا فقط انذهل كل يوم واتأمل كم هو كبير ، وكم هو قادر، واتسائل ايضًا كيف للبعض عدم التصديق بالله؟

ابتسمت وانا اشعر بشعور جيد، الحياة لا تزال بخير، وبعض الامور لن تعيقني، لكن.. دائمًا ما توجد "لكن"، انا لا انكر بأنني استطيع افراغ ما بداخلي للورق، لكن.. انا احتاج هاري في بعض الاحيان، حقًا احتاجه.

من العدم، ظهر!! كنت لا اصدق عيناي وصعقت، كيف له ان يظهر؟ أأنا ساحر؟ بمجرد ان فكرت به اتى لهنا.. إلهي ما هذا؟!

"مرحبًا" قال وجلس بجانبي

"م-مرحبًا" رديت له التحيه برهبه وهو رفع حاجبه

"ما بك؟ " سأل ببساطه، لا اعلم ما الذي سأقوله، كنت افكر فيك وفجأه ظهرت؟ ام اقول لم اعد اعرف كيف احادثك صديقي العزيز؟

"لا شيء" اختصرت بأكبر قدر وهو قضم شفته السفلى، هو حزين.. احزنته مجددًا

"زين" نده علي ونظرت له

"هل تكرهني؟" سألني بجديه تامه وصعقت من مدى غبائه هذا الفتى

"وهل انا مجنون؟" اجبته وتنهد، لما اصبح غامض بشكل لا يطاق؟

"اتعلم هاري.. قد جئت هنا بعد ان زارني كابوس، كان مريع..مريع جدًا" احتلت طبقه شفافه على عيناي ، نظر لي بإهتمام

"هل انت بخير الان؟" سأل بعد ان اقترب قليلاً

"لا اعلم" اجبته وشعرت بلمعة عيناي بم تعد مجرد طبقة شفافه، بل دمعه صغيره انزلقت

"انا ابكي!" قهقة بصدمه وانا امسح دموعي، انا مصدوم لم ابكي منذ زمن وبالطبع ليس امام احد

"انا ابكي..." قلت بهمس وامسح دموعي

"لا بأس بذلك زين، تستطيع البكاء، انت تحتاج لذلك" قال وحضنني وشعرت براحة افتقدتها كثيرًا

"اشتقت اليك هاري.. هذا صعب" احتضنته اقرب لي وبشكل اقوى وشعرت برأسه يرتخي على جزء من كتفي ورأسي

"الامور جميعها تتفق لتصدمني مره واحده، وكأن كل شيء يريد ان اقع، ارجوك هاري لا تبتعد مجددًا، ولا تدع قلبي يحترق مجددًا.. لا تدع اي شخص يبعدك عني، انت تعني لي الكثير" رفع رأسه ليقابل رأسي، ارخيت عناقنا ليسهل عليه التحرك

"حسنًا، انا اعدك لن ابتعد" قال وابتسمت رغم دموعي الجافه، لا اعلم لما فعلت ذلك لكنني قبلته، هي كانت قبلة ترحيب به بالعوده، هذا ما اظن انني اقصده

دون اي كلمه قررنا العوده لمنازلنا، وكنت سعيد.. سعيد ومرتاح ولست خائف، انا حقًا احب هاري.

طيفي اللطيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن