هل استحق ذلك ؟َ

546 35 72
                                    

انها ستة سنوات قد مضت على تلك الحادثة التي قلبت حياته رائسآ على عقب سجن خلف الأسوار الباردة عاقب بأشد انو العقاب فقد نفسه و قلبه و كل شيئ لم يستطيع اي شيئ خلال الستة سنوات الماضيه ان ينسيه عذابه بل و ان كل شيئ حوله يذكره بطعم الخيانة هو مدرك جيدآ انه قد ارتكب جريمة بلحظة غضب و لكن لو عاد الزمان الى الوراء لكان قد فعلها مجددآ !!

لندن 16 نوفمبر 8:00 Am

انه قصر موحش و بارد كبرودة هذا الشهر لم يبقى به احدآ غير بقايا ذكريات قد ولت و لم تعود نزلت تلك الفتاة ذات الفستان الأسود القصير و الشعر البني من الدرج بخطوات واثقة بجسد ممشوق رائع و بدأت تلقي الأوامر على الخدم بأن يعدوا انواع الطعام حتى فاجئها شخص يحظنها من الوراء هامسآ في اذنها
" هل سيعود الرئيس اليوم "
استدارت له و واجهت عيناه بثقه كبيرة قائله بصوت راكز
" اخي ايان من سيعود اليوم و ليس الرئيس "
تركها خلفه و تقدم عدة خطوات قائلآ بسخرية
" بحق اللعنه هل انتي مقتنعه انه اخاك بالفعل طوال ستة سنوات و جدك يمنع الجميع من ادارة املاكه حتى انتي لا يطلبك الا في التواقيع المهمه لذا دعينا لا نكذب على بعضنا يا عزيزتي ماريس "

نظرت له بأزدراء و قالت بسخرية غطت على ملامحه الساخره
بأبتسامه جانبيه ماكرة
" هل تظن ان جدي مجنون ليسلم امواله بيد رجل سكير مثلك يا زوجي العزيز بوفيان "

لم يتحمل بوفيان ذلك فتقدم و رفع يده ليصفعها كما يفعل دومآ فقد تعودت ماريس منذو اربعة سنوات على ضرب زوجها لها و معاملته السيئه و خيانته المتكرره حتى انها تعرف جيدآ النساء اللواتي يعاشرهن من ورائها الا انها لم تعد ترى ذلك مؤثرٱ لقد تعودت على ذلك
و بعد ان رفع يده ليصفعها تدخل جدها و امسك يده بقوة قائلآ
" اياك و ان تضرب حفيدتي مرة اخرى و الأن اخرج من بيتي حالآ "

ازفر بوفيان بقوة و غضب و خرج من المنزل صافعآ الباب وراءه بقوة شديدة
ثم تقدم الجد بعد ذلك و امسك بكتف حفيدته و قال
" اسف يا ابنتي اعلم انك تتحملين ذلك بسببي "
فحظنته ماريس و قالت
" كلا يا جدي لا تحمل نفسك ذنب ذلك "
بقيت فترة متشبثه به لتستمد من حنانه قدرآ يكفيها ما عايشته ثم ابتعدت و قالت
" يجب ان نحظر كل شيئ بسرعة فأيان سيعود من المانيا اليوم كذلك كاورس سيخرج من السجن اليوم يجب ان نعد كل شيئ لأستقبالهما "
فقال الجد بفرح غامر
" نعم سيعود ابنائي لحظني اليوم "
قالت ماريس بصوت دافئ
" اعلم كم اشتقت لهما و كذلك انا يا جدي ... و الأن سأعود للتحظيرات "

عادت ماريس لعملها الذي كانت تنجزه قبل ان يفسد نهارها بوفيان

استيقظت بنشاط و نظرت نحو ساعتها انها الثامنه
" اللعنه لقد تأخرت كثيرآ "
قالت تلك العبارة مستفزعه فعملها يبدأ عند التاسعه الا انها معتاده على الأستيقاظ و اعداد الفطور لأختاها اصبحت هي المسؤوله عن شؤونهما بالرغم من انهما قد كبرتا الا ان شعور المسؤوليه لم ينبرح عنها منذو ان توفي والدها و قد اصبحت هي بمثابة الأم و الأب لهما اخذت منشفتها الزهرية و دخلت الى الحمام فتحت الدش كان الماء دافئآ يتسلل على جسدها بدأت بغسل جسمها بسرعه ثم خرجت لم تستغرق الا عشرة دقائق ثم فتحت خزانتها و اخرجت بنطال جينز ممزق عند ركبتيها غالبآ ما ترتديه و قميص احمر مخطط بالأسود ثم رفعت شعرها بتسريحة ذيل الحصان ووضعت القليل من احمر الشفاه الزهري ثم نزلت مهرولة على السلم و هي تغني مقطع من اغنية تحبها بدأت بوضع بعض الوجبات في الحقيبة الصغيرة لها و لكريس فهي دائمآ ما تفعل ذلك لأنها تعلم جيدآ ان كريس الطائشة لم تتناول فطورها بعد و ما هي الا دقائق حتى سمعت صوت سيارة كريس في الخارج قد احدث ضجة كما في العادة فخرجت بسرعة كبيرة جدآ و قد نسيت هاتفها في المنزل
" هل تودين ان يطردونني الجيران من المنزل بسببك "
قالتها بضجر
فأجابتها كريس بغضب
" ماذا افعل اذا كنتي انتي من تتأخرين .. اقسم لو تأخرتي اكثر سأذهب و لم انتظرك "
قالت الي بعد ان اخرجت شطيرة من الحقيبة و بدأت بقضمها
" قودي و انتي صامته لقد تأخرنا "
نظرت لها بطرف عينها و قالت
" اللعنه ... حسنآ "
ثم توجهتا بعد ذلك الى ذلك القصر الشامخ الذي قد زارته الي منذو سبعة سنوات و لتعود الذكريات متدفقه الى رأسها ذكريات رسمتها له انه ذلك الوسيم ذو العينان الزمرديتان الثقبتان و الذي رأته لأول مره هنا في هذا المكان انها ذكريات لم و لن تنسها ابدآ ليعود قلبها و ينبض من جديد و هي تجهل السبب وراء ذلك فعلآ الا انها كانت قد دخلت في عالم اخر و هي تتأمل ذلك القصر و تتذكر ذلك الرجل الذي انتظرت لتراه مرة اخرى و لكن دون امل حتى انها لا تعرف اسمه او من هو او كيف يكون كانت تخاف ان تسأل كريس عنه لأنها لربما ستأخذ نظرة سلبية عنها بما ذلك المزل هو منزل صديق كريس المقرب جدآ

معزوفة القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن