كانت السيارة تهتز بشدة ..فهي ليست مناسبة لهذه الطرق
لان ارتفاعها منخفض جدا ..وفي كل دقيقة تمر بها شاحنة
من جانبنا تحجب رؤية الشمس الصعبة يهدء السائق من
سرعته هذا أن اعتبرت أنها تمشي بسرعة!
...
عدت واتكأت على النافذة وغفيت من دون مقدمات!
..
بعد مرور ساعات !!
)استيقظ أيها الاخرق! )
فزعت من نومي على صوت ذلك الرجل الذي كان يجلس بجانب
السائق. .كان غاضبا جدا !! رفعت رأسي لأخذ نظرة سريعه
على المكان حولي إلا أنه سحبني بقوة من يدي لآخرج من
السيارة ..التفت إلى حولي ..كان المكان شبه صحراوي ولكن
كانت هنالك أشبه بالشركة للمعدات الثقيلة !!
" لما انا هنا !؟ "
التفت إلى الرجل ولكنه كان يتحدث مع رجل اشعث يقف بانحاء
كان يبدو السبعينات من عمره !! يرتدي زي العمال الأزرق
مفتوح 4 أزرار من الأعلى لتظهر بجامته الرمادية القطنية.
كان يتحدث معه باللغة المكسيكية. .لم أفهم كلمة قالها إلا
"روسيا" اذا فهو يقصدني! يتحدثان عني !؟ التفت
الرجل الاشعث الي وأخذ ينظر لي نظرات تفحيصية.
ثم أخذ يحك ذقنه وهو يهز رأسه بالموافقة. .ثم التفت الرجل
الي وأردف بالروسية :
)هذا مااقصده بموطنك الجديد يا غابريال )
ثم التفت إلى السيارة ليصعدها ..استوعبت كلماته ثم لحقت به
وانا اردف:
)موطني! ؟ مهلا لحظه !)
ثم بدأت بالصراخ خلفه وانا أجري خلف السيارة وهي تمشي ..لم أشعر إلا بالغبار الذي انتثر علي:
)مهلا لحظة انتظر !! انتظر قليلا !! مالذي تقصده اعدني إلى
روسيا أيها الساااافل !!!)
ثم انقطع صوتي بسبب اختلاطه بانفاسي التي تلهث بتعب شديد
ثم سقطت على ركبتي يأسا !!
..
كان الهواء باردا جدا وقوي لدرجة أنه يعبث بشعري المموج
ويحركه ليدخل الهواء البارد بمسامات راسي فيؤلمني!
ارتعشت من شدة البرد ولكن كان هنالك بركانا أشد حرارة
بداخلي ..
" سأقتلك حقا ..سأجعلك تندم ي هذا "
)انت هييي! )
التفت إلى الخلف لأرى ذلك المسن يقف خلفي وهو يقطب
حاجبيه تعجبا!
وقفت من جلوسي لاتقدم خطوات إليه ..وقفت أمامه واردفت:
)لما انا هنا ؟!)
)مالذي تعنيه؟!)
كان يتحدث الانجليزية. .هذا جيد ! وجدت من يفهمني!
) أقصد ماهذا المكان !؟)
)اسمعني ي هذا أنا لا اعرفك ..طلبت عاملا وجائوا بك الي..ولا
تثرثر كثيرا فأنا لا أتحدث الانجليزية جيدا. .اتبعني)
يأست. .!
شعرت بتثاقل بجسدي. .وبشعوري ..وبكل شيء داخلي..
كنت اتلاشى تدريجيا. .شعرت أنني كوب زجاجي سقط
على أرضية رخام وانتشرت شظاياه بكل مكان ..
وكان من المستحيل أن يعود لهيأته الأصلية!
..
تقدمت خطوات لاتبعه. .كان المكان ليس مكتمل البناء !
هو أشبه بشركة للمعدات الثقيلة والضخمة. .يتوسط في
شبه صحراء ..واسعه وفارغة!
..
بقيت أمشي خلفه إلى أن وصلنا إلى الباب ..كان بابا ضخما
وحديديا. .دفعه بقوة ودخل ونظر لي فدخلت خلفه ..
كان أشبه بالممر الطويل الكئيب. .فارغ ولكن كان يسمع بعض
الأصوات من الداخل ..أصوات رجال لم أفهم لغتهم!
أعتقد أنها المكسيكية! ! ياللحظ! !
..
تقدم ثم فتح باب آخر لالحظ كل هؤلاء الرجال الذين يعملون
بجد وبترفيه أنفسهم باحاديثهم التي باتت مسلية من ابتساماتهم
البادية على وجوههم المتعبة!
وقفوا فجأة عند رؤيتي وأخذوا يتهامسون فيما بينهم بتسائل!
تقدم الرجل المسن وتحدث بصوت عالي ليسمع كل من في المكان
عندما انتهى عادوا إلى عملهم إلا أن بعضهم لم يغض بصره عني
التفت المسن الي وامأ رأسه الي لاتبعه!
فعلت هذا وانا بكامل جهلي عما يحدث لي !!
كانت نصف الوجوه تنظر إلي بتعجب والبعض بضحكات خفيه
والبعض لم يهتم لوجودي بل عاد لعمله بكل جد ..
دخلت خلف المسن إلى غرفة أشبه بالمكتب! تقدم وأخذ
زي كزيه الذي يرتديه الأزرق ورماه باتجاهي. .مسكت به وسألت :
)ماهذا ؟؟)
)زيك (