.
.
.
زاد سرعة السيارة 'سانت' والابتسامة لم تفارقه ..
أرخيت ظهري على المقعد وانا أغلق عيني ..أشعر أن
الحياة تسخر مني ..تُضحكني ثم تخيفني لتفاجئني
بما هو أفضل منهما !
أنزلت الرشاش إلى الأسفل ونطقت :
)هل ستسافر انت ايضا ؟!)
نظر لي ثم عاد نظره للامام وقال :
)همممم لا أظن ذلك ! ، سأبقى هنا قليلا ثم سأرى )
)آه ..جيد ..)
)أجل صحيح ! ..أحضرت المال !)
)جيد ..شكرا لك !)
)أهلا بك ..لا تنسى أن تعيده !)
)أكنت طول تلك الفترة عند صديقك الذي حدثتني
عنه ؟!)
)تقريبا ..ذاك السافل الطماع! )
ضحكت ثم سألته :
)لما ؟!..)
)يُقنعني بأن آخذ أكثر ..أنسى أمره فهو معتوه ..
كدنا نصل )
التفت إلى النافذة ،
اتضح لي المطار الضخم بإزدحام سياراته ..
دخلنا البوابة إلى موقف السيارات ..وقف 'سانت ' و
قال وهو ينظر اتجاهي :
)أن وصلت إلى روسيا عليك أن تبلّغ عن ذلك الاصلع
اللعين ، وخذ أحضرت جوازك وأشيائك من جثة
شاحنتي العزيزة 😭 آآآه كم أفقدها !!! اللعنة !!)
أخذت مابيده والبرود يطغى على وجهي ..نطقت :
)شكرآ لك سانت ..لن أنسى معروفك هذا ابدا ..)
)لا عليك ، هيا أنزل )
فتح الباب وفعلت المثل ونزلت ..
اقتربت منه إلى أن أصبحت بجانبه ، اتكأ هو على
السيارة وهو ينظر إلى الناس القادمة والذاهبة ..
اتكأت بجانبه وتنهدت لأنطق :
)آآآه كم انا خائف ومتشوق ولا أعلم ماشعوري اتجاه
عودتي ..شعور يصعب فهمه !)
)أتفهم شعورك جيدا ..لا تقلق ..تقبل الواقع مهما كان
مرًّا أو حلوًا ، بالنهاية سيدوم معك ..)
التفت ناحيته ..كيف له أن يتغير بلحظة واحدة ؟!
كم هو شخص غريب ولو أصف غرابته إلى غد لن
أصل لها !
صرخ فجأة وجعلني اقفز من مكاني :
)والاااااان حان الوداع أيها الروسي الاخرق !!!😃)
