~روحي أم جسدي الجزء الثاني~

64 6 1
                                    

*السابع من ديسمبر الساعة العاشرة مساءً، بعد الحادث بساعتين*
سورا: آه.. اين اضعت هذا الدفتر؟ {رفعت وسادة عن الاريكة} ايشش ليس هنا .. اين هو؟
كانت قد حولت غرفة المعيشة الى حظيرة و هي تبحث عن الدفتر الازرق.
سورا: يا الهي لا يمكن ان اكون اضعته خارج المنزل.
جلست على الارض بانهيار، ثم قررت ان تراجع ما فعلته اليوم في ذهنها.
سورا: ذهبت لزيارة قبر والدتي، ثم صعدت بالحافلة و قد كان معي، ثم ذهبت لمنزل السيد كيم و بعدها لم اخرج. {بعثرت شعرها} ايششش.. {اعتلت الصدمة وجهها} كان على الطاولة الخشبية عندما خرجت من الحمام، ثم وضعته في جيب سترتي عندما نزلت لاتخلص من النفايات.
ركضت بسرعة البرق نحو غرفتها، فتحت الخزانة، و بحثت بها كالمجنونة عن السترة، إلى أن وجدتها.
بحثت في جيوبها اكثر من مرة و لم تجد أي آثر للدفتر.
سورا: لا بد أنه سقط مني عندما كادت تصدمني تلك السيارة البارحة.
ركضت نحو باب المنزل و خرجت بملابس رقيقة، تحت قطرات المطر لتبحث عن ذلك الدفتر الازرق.
مشت الى حيث كادت تصدمها السيارة، و بقت تبحث لكن الوقت كان متأخر و لا شيء يضيء طريقها إلا ضوء القمر الخفيف.
بحثت بعيناها جيداً، حتى لمحت شيئاً بجانب عمود الكهرباء، شيء يبدو كدفترها.
مدت يدها ببطئ لتمسك به و تسحبه، و حقاً كان دفترها.
لم تستطع اخفاء سعادتها، و بقيت تقفز بمكانها كالفتاة الصغيرة.
ركضت نحو العمارة. لكن، سعادتها اغفلت بصرها عن تلك الحجرة الصغيرة المدببة التي أمامها.
داست عليها لتطلق صرخة آلم خفيفة ثم تقع على الأرض. نظرت لقدمها التي جرحت من أسفل و أصبحت تنزف بشدة. انزعجت بشدة و ظهر هذا على ملامح وجهها، لكنها نست آلمها و انزعاجها و اصبحت ملامحها هادئة للغاية عندما نظرت نحو الحجرة الصغيرة.
كانت تلمع بشدة، و بدت كأنها قطعة مكسورة من شيء ما. مسكتها و بقيت تنظر اليها بهدوء. لكن، صوته العميق جعلها تستيقظ من شرودها.
تشان-يول: يااا ! كوينشانايو؟؟(هل انتي بخير؟؟)
انخفض لمستواها و امسك بكتفها ثم نظر اليها ليتفقد ان كانت قد تأذت، حتى رأى قدمها المجروحة و التي كانت تنزف.
تشان-يول: بحق السماء!! ما الذي تفعلينه بهذا الوقت و بهذا الجو و بهذه الملابس الرقيقة؟ {وضع يده تحت رقبتها و الأخرى تحت ركبتيها ثم حملها برقة} هااه، هل فقدتي عقلك؟
لكنها بقت تحدق بالحجرة الصغيرة، و كأنها بعالم آخر.
تشان-يول: هيه، هل انتي بخير؟ ما بك لم انتي صامتة؟
سورا: تشان .. ما الذي حصل؟
تشان-يول: ما بك، لم هذا السؤال هل انتي بخير؟
سورا: اوه.. ممم انا بخير
ثم دخلا للشقة ووضعها تشان-يول على الاريكة.
تشان-يول: ابقي هنا، سأحضر علبة الاسعافات الأولية.
أومأت له و هي تنظر نحو قدمها بملامح باردة.
عاد تشان للغرفة و بيده علبة الاسعافات الاولية.
تشان-يول: قد تتألمي قليلاً، لكنني بحاجة لتعقيم الجرح. {أومأت له بينما أمسك بقطعة قطن بيده و باليد الأخرى أمسك بقدمها بخفة ليضع عليها المعقم}
سورا: آآآآه .. إنه يؤلم، أيها المغفل من يراك هكذا يظن أنك تعلم ماذا تفعل.
تشان-يول: أنا اعلم ماذا افعل ايتها الحمقاء، أثبتي قليلاً. {ثبت قدمها بقوة لكي لا تتألم أكثر}
بعد أن ضمد تشان جرح سورا، أعاد العلبة لمكانها ثم جلس بجانب سورا التي بدأت بمشاهدة التلفاز.
تشان-يول: ما الذي كنتي تفعلينه بالأسفل، هااه؟ اتعلمين ماذا كان ليحل بك لو لم اراك..
سورا: اعلم، أرايت القدر ارادك ان تأتي و تنقذني. {احاطت ذراعه بيديها و هي تبتسم}
تشان-يول: ايشش، هذه الفتاة. {ضرب جبهتها بأصبعه} هيا شاهدي التلفاز
سورا: شيرو (لا اريد).. أريد أن أنام {وضعت رأسها على كتفه}
تشان-يول: هل تريدين أن احملك للغرفة؟؟
سورا: اني .. ابقى هكذا فقط. {ثم اغمضت عيناها}
لم يرفض لها طلبها، و اطفئ التلفاز لكي لا يزعجها.
نظر اليها و كانت قد غفت بسرعة، مد يده ليزيح خصلات شعرها عن وجهها الطفولي. ابتسم بخفة و هو ينظر اليها.
تشان-يول: توقفي عن جعلي اقلق عليكي. {اغمض عينيه و اراح رأسه على رأسها}
تعمق كلاهما في احلامهما تلك الليلة، لكن هل جمعينا نحلم بأحلام سعيدة، بالتأكيد لا.
بالحقيقة احلامنا أحياناً تكون احدى الطرق التي يتخذها ضميرنا ليذكرنا بماضي مؤلم، أو خطأ فادح قررنا أن نخفيه للأبد، أو قد تكون وسيلة للتخاطر في ما بيننا بدون ان نعلم حتى، أو مجرد خيال اخترعه عقلنا الباطني لننعم بنوم عميق و نحن مرتاحي البال.

روحي أم جسديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن