انتحار فتاة في مقتبل العمر.. و السبب يبقى مجهولا..!!

"المصيبة"

ذهبت "منال" رفقة الفتاتين , إلى غرفة أنيقة و شديدة الإنارة ..فانهالا عليها بالمساحيق و ألبساها فسانا أحمر ضيق و صففا شعرها , لم تفهم "منال" شيئا إنما ظنت أن مثل هاته الفيلا تتطلب مثل هذا اللباس في العمل , بقيت الفتاة قابعة في الغرفة تنتظر زهاء الساعة و النصف إلى أن فتحت السيدة باب الغرفة , أمسكت بيدها و ذهبت إلى صالة رحبة غاصة بالناس , لم تر مثلهم قط , كان يظهر من ملامحهم أنهم من ذوي الطبقة الرفيعة , كانت فتاة بلهاء بحق .. لم تفطن بنفسها إلا بعد أن وجدت نفسها تبكي و تلطم وجهها و تنعي حظها البائس الذي أسقطها في أيدي هؤلاء الناس .

خرجت "منال" من الفيلا مهرولة تاركة وراءها "فيروز" تناديها قائلة :

_لا تخافي فكل الفتيات مثلك مررن بهذه المرحلة لكن لا ترتعبي ستعتادين على الأمر..

كانت "فيروز"  تتراءى أمام "منال" مثل الشيطان الذي يوقع الناس في الخطيئة و بعدها يزين لهم خطواتهم فيتمادى الإنسان في معاصيه .

لم تكن "منال" مستعدة لتكرار غلطتها فهرعت إلى بيتها مصممة على شيء في بالها .

عند وصولها أخذت بيد اخوتها و سافرت إلى المدينة التي يقطنها عمها , رحب بهم العم أحسن ترحابا , كان مسرورا بلقياهم ,  يعمل في احدى شركات البناء , لم تكن فرحة "منال" و اخوتها كبيرة إذ أن زوجة عمها لم تكن لتستحمل وجودهم , فقد كانت قاسية فظة رغم أن "منال" تساعدها في أعمال البيت إلا أن زوجة العم استغلت الفرصة لتثقل كاهل "منال" بالأعمال المنزلية , فمنال كانت مثالا للفتاة الصبورة الراضية بقضائها , لكن صبرها نفذ , فهي لم تعد تستحمل زوجة عمها التي عانت بسببها الأمرين .

خصوصا بعد أن كانت زوجة العم على استعداد للخروج للتبضع , حيث أمرت منال بالقيام بجملة من الأشغال من بينها :  غسل الأطباق , تنظيف المنزل  , كي الملابس  , تهييئ الطعام, تنظيف الزرابي , ثم إكمال خياطة الجلباب الذي أمرتها بإعداده , لم تبد "منال" اعتراضا غير أنها أحست بدوار في رأسها , و ارتفعت درجة حرارتها بشكل مهول , فاستلقت على الأريكة و نامت .

 ما إن عادت زوجة عمها إلى البيت  , و وجدت "منال" نائمة  , و البيت كما تركته , إلا و انهالت على "منال" بالضرب المبرح و السب و الشتم , لم تتحمل "منال" ذلك , فباشرت بالتقيء , و انتابتها نوبات من صداع الرأس , انهالت الزوجة مما حصل لها , فنادت جارتها الممرضة بعدما فحصتها هذه الأخيرة , أكدت لزوجة العم أن "منال" حامل .

صعقت "منال" لدى سماعها الخبر , و ما زاد الطين بلة , هو توعد زوجة العم لها بالقتل إذا لم تخبرها بحقيقة أمرها , لم تستحمل "منال" كل هذا , فقد استغلت فرصة انشغال الزوجة بالحديث مع الجارة و هربت من المنزل .