١- تجهيزات

45 0 0
                                    

تسللت الشمس في استحياءٍ من بين الستائر البيضاء معلنة ان اليوم المنشود قد اتى، او كما اسميه اليوم المشؤوم ..
تململت في السرير في محاولات فاشله لاستدعاء وضع مريح يساعدني على النوم لساعه اخرى .. ولكن النوم مجدداً كان اقرب للمستحيل .. عدة طرقات على الباب جعلت حواسي تتنبه ،
تبعها صوت مألوف يقول " فريدة بنيتي الم تستيقظي بعد ؟ "
سحبت الوسادة لاغطي بها وجهي ، لعل هذا يجعل ذلك الكابوس يختفي .. بعد ثواني قليله سمعت صوت مقبض الباب المزعج يتحرك وبعدها صوت دخول مادلين ( زوجة ابي) ..
شعرت باقترابها وتأكدت منه عندما سحبت الوسادة عنوة وتابعت بنبرة صوتها العاليه الاقرب للازعاج " اما زلت نائمة ! "
اجبتها باستخفاف " ماذا ترين !" .. لم ترد واتجهت نحو النافذة وقامت بفتح الستائر فتسرب الضوء حتى امتلأت الغرفه ،
نظرت الي وهي تضع يديها على خصرها النحيل " يجب عليك ان تتعلمي الاستيقاظ باكراً ستصبحين ربه بيت قريبا ويجب عليك ان تكوني نشيطة لتلبيه احتياجات ذلك البيت "
تأففت في ضجر وغيرت وضعيتي لاجلس القرفصاء وقلت بعناد
" أولا ، انا لا اريد ان اكون ربة بيت ، وثانياً انا لم اخبركم انني سأتزوج من هذا المعتوه "
رمقتني بنظرة غاضبه ورفعت يديها نحوي محذرة " اياكي ان تتحدثي عن زوجك بهذه الطريقة "
قلت بذات النبرة الغاضبه " هذا ليس زوجي ! "
تنفست مادلين ببطئ وانحنت لترفع بعض الكتب التي تناثرت على الارض بجانب مكتبي الصغير ، " حسنا الى الان هو ليس زوجك ولكن الليله سيكون ، فمن الان وصاعداً حاولي ان تتعملي كيف تتصرفين كمرأة عاقله متزنه وتخلي عن كونك مراهقة طائشه "
زفرت باستسلام " مادلين " ..
كانت في طريقها للخروج من الغرفه عندما سمعت ندائي ..
عادت وجلست على طرف سريري " ماذا هناك ؟ "
حاولت استجداء عطفها " ارجوكِ انا حقاً لا اريد الزواج من هذا المدعو خالد ، انا  لا احبه "
عم الصمت قليلا الى ان تكلمت اخيرا " الوقت كفيل بان ينبت هذا الحب بينكما ، انتِ فقط كوني فتاه جيدة واعطه فرصه "
قلت في اعتراض " لن اعطه فرصه ، ومازلت معترضه على اجباري على الزواج من هذا الشئ المدعو خالد "
وقفت مادلين بصبر نافذ " كفاكي تدللاً ، لقد قرر والدك ان العرس سيتم اليوم ، من الافضل ان تهيئي نفسك "
وعندما وصلت الي الباب اردفت " ومن الافضل ان يمر العرس بلا مشاكل ، انتِ بالطبع لا تريدين لوالدك ان يغضب "
ثم ذهبت وتركت وراءها الصمت ..
ذلك الشئ المقيت الذي يستنزف روحك ببطئ ..
لو فقط كانت أمي هنا ..
لم اشعر يوما اني افتقدها كما اليوم ..
وقفت بتعاسه واتجهت الى النافذة كانت التحضيرات لحفل الزواج قائمة على قدم وساق  ، رأيت الخدم وهم يصفون الكراسي البيضاء حول الطاولات وآخرون يتفقدون المنصه التي شيدت بالامس لتكون مكانا للمغنيين والعازفين ..
كان منزل والدي فارها جدا يعم الترف ارجاءة ، واظن هذا كان احدى الاسباب التي دعته لاقامه الحفل هنا .. طلاما احب والدي التباهي ..
اتجهت الى الحمام لاستحم لعل بعض الماء الساخن يزيل عني ذلك التيبس الذي دب في اوصالي ..
بعدما غسلت شعري جيدا وقمت بتنظيف اسناني بعنف ،
تأكدت اني استغرقت كل الوقت الممكن هنا .. اتجهت الى المرآه لأمشط شعري البني الطويل . كان هو ما يميزني دائما ، ناعم واملس ذي خصلات تنتهي بتموجات لطيفه ، اقتربت من المرآه لاجد بعض الحبوب تنتشر في اماكن مختلفه من وجهي ، تنهدت بضيق وتذكرت علبه الشوكولا التي قضيت عليها بالامس ..
ولكن ماذا بوسع الفتيات ان يفعلن ، فالكحول غير مسموح بها والتدخين عادة قد احتكرها الرجال لبني جنسهم فقط ..
فما تبقى لنا سوا تلك القوالب البنيه ذات الطعم الرائع والسعرات الكثيرة ..
سمعت خطوات مسرعه تأتي نحو غرفتي ، ثم انفتح الباب فجأه
كانت تلك ريما اختي الغير شقيقه .. دلفت للغرفه بحماسه وهي ترتدي فستانا ازرق يصل الي الركبه مزين بالورود
" فريدة " صاحت بها وهي تمنحني عناقاً ودوداً اكثر من اللازم ..
قلت بصوت مدهوش " ماذا يجري ؟"
قالت بحماس " لن تصدقي ان تجهيزات العرس بدأت منذ الصباح اصبح المنظر بديعا في الاسفل ، سيكون اجمل حفل على الاطلاق ، لقد دعوت كل صديقاتي " ثم احمرت وجنتاها قليلا واضافه بصوت منخفض " ودعوت كريم ايضاً " ..
كريم هو صديق ريما المفضل والذي علمت مؤخرا انها معجبه به .
كان يكبرها فقط ببضعه اشهر وقم اتم عامه الثامن عشر منذ عدة ايام ..
حاولت الابتسام ولكن هذا لم يفلح ..
سألت بقلق " ماذا بكِ ؟ لماذا لستِ سعيدة ؟"
تنهدت " من قال هذا " وفتحت ذراعي مشيرة الي كل شئ حولي
" انني في منتهى السعادة الا ترين ، بيت رائع وعرس ضخم على وشك الحدوث وعريس وسيم ذي رأس فارغ واموال طائله هل يوجد اسعد مني ! "
اقتربت ووضعت يدها على كتفي " لقد اعتقدت انك وافقت على خالد"
هززت رأسي نفياً ، كعادتها حاولة ايجاد الجزء الجيد من القصه فقالت في امل " ولكن خالد يحبك يا فريدة واظنه سيكون زوجا جيدا لك "
قلت باستهزاء " يحبني ! "
تابعت في هدوء " لا عليكِ يا ريما ، استمتعي الليله وانا سأتدبر اموري "
قالت بأسف " كنت اتمنى حقا ان تتزوجي من تحبين يا اختي "
أومأت انا الاخرى " وانا ايضاً كنت اتمنى " ..

غير قابلة للاصلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن