٢- مساعدة طارئه

18 0 0
                                    

كانت بضع مكعبات من الثلج كفيله بايقاظ سليم وجعله ينتفض بغضب ليركض خلف صديقة احمد الذي كان يضحك بعبث وهو يدور حول الطاولة في منتصف الصاله ..
قال احمد بمرح " ما بك يا صديق ان مزاجك ناري اليوم "
رد سليم وهو يسرع ليمسك بياقه قميص صديقة " اللعنه هل تظنها مزحة ، لقد كنت منهكا وها انت الان توقظني من اجمل نومه بمكعبات الثلج " ..
نظر اليه احمد باعتذار " حسنا اعلم انني ما كان ينبغي ان افعل هذا ولكني حقا لم اقاوم "
افلته سليم وتدريجيا ظهر شبح ابتسامه على وجهه " حسنا هل حضرت الفطور ؟ "
عقد احمد يديه امامه " الا ينبغي عليك التفكير جدياً في ايجاد فتاه ما ، فانا لن اقضي عمري في اعداد الفطور لك " ..
استلقى سليم على الاريكة البنيه الوثيرة التي شغلت المساحة الاكبر من الغرفه البيضاء الكبيرة ذي اللوحات الزيتيه الصارخة .
قال وهو يتأمل لوحة قد رسمها احد اقربائه " انت تعلم انا والنساء لا نتفاهم عادة " ..
خاطبه احمد في لهجة عابثه " صدقت لهذا اجد كل يوم فتاه مختلفه تحتل غرفتك "
ابتسم سليم في زهو " لا اقصد هذا المجال " ثم انتصب في جلسته وحاول الشرح مستخدما حركات يديه " انت تعلم انا اقصد هذا النوع من الرابط بين الرجال والنساء الذي قد يجرهم في يوما ما للارتباط الابدي "
علق احمد " تقصد الزواج " .
وافقه سليم " نعم ، هذا الشئ ، انا لا افهمه ، لا استطيع ان اصل للنقطه الحاسمه التي قد تجعل اي شخص بعقل مكتمل  يرغب في سجن روحه في مكان واحد ."
فرك احمد لحيته الخفيفه قائلا " هممم انا ايضا لست من انصار الزواج ولكنني لا استطيع الانكار انني اتمناه احيانا ، فعندما تثقل الهموم كاهلك تود لو تجد شخصا ما يمكنه مقاسمتك اياها " ..
نظر سليم الي العلبه الموضوعه بجانبه وسحب منها سيجارة ثم اشعلها وتمهل وهو ينفث دخانها باستمتاع " هذه تقاسمني همي " قالها وهو يرفع بالسيجارة باتجاه احمد ..
هز احمد رأسه بيأس " انت تدمر صحتك بتلك اللعينه بين يديك "
لم يعره سليم اي اهتمام " هيا انني اتضور جوعاً ، الن تطعمنا اليوم ام ماذا "
تنهد احمد " حسنا حسنا اطفئ هذا الشئ وسأقوم باعداد الافطار "
انصرف احمد الى المطبخ بينما ظل سليم ينظر الى الدخان المتصاعد حوله غاب تفكيره في تلك الاشكال التي ترتسم في مخيلته ، يتذكر المره الاولى التي اشعل سيجارة فيها .. ذلك اليوم الذي طرده والدة فيه من منزل طفولته ، اليوم الذي قرر والدة فيه قطع ما تبقى بداخلة من جذور العائله ، فبعد وفاة والدته، علم جيدا ان الحياة لم تكن بالدفئ الذي طالما صورته له  .. تلك المرأه التي طالما عانت من زوج صعب الارضاء غاضب دائما  لا يجيد شيئا سوى التعذيب والاهانات اللانهائيه ، يتذكر يوم موتها عندما قضى ليلته يبكي على فراشها .. وفوجأ بوالدة وهو يحضر عشيقته وابنهما الغير شرعي في اليوم التالي ليقاسمانه بيته الطاهر ..
" هل علمت ان حفل زفاف خالد اليوم "
انتبه سليم الى احمد الذي كان يمسك بصينيه كبيرة وضع عليها اطباق مختلفه من البيض والمربى والخبز المحمص وبعض الجبن ..
سألة وهو يدفن سيجارته في الطبق المملوء باعواد السجائر بجانبه ..
" ممن سيتزوج ؟ "
سحب احمد احد الكراسي ليجلس وتبعه سليم
" ابنه احد رؤساء اكبر البنوك هنا ، يدعى علي ارسلان "
تناول سليم قطعه خبز ووضع عليها بعض المربى " لن استغرب فخالد يركض وراء المال تماما كوالدة "
سأل احمد بتوتر " اما زلت تتجنبهم "
انشغل سليم في تظاهره بمضغ الطعام ولم يرد ..
تابع احمد " انت تعلم سيتحتم عليك يوما ما مواجهتهم "
تجاهل سليم تلمحيه وحاول تغيير الموضوع " ومن اين عرفت انه سيتزوج هل نشر الخبر في الصحف ؟ "
هز احمد رأسه نفياً ، " لا ولكن يونس سيكون مصور ذاك الحفل " قالها ببطئ ليختبر رد فعل صديقه ، ولكن سليم كان كعادته هادئاً
" هل خالد من كلفه بهذا ؟" ..
دافع احمد قائلاً " انت تعرف يونس يحتاج الى المال في الوقت الحالي وخالد عرض عليه نقودا كثيره ، لم يردني ان اخبرك كي لا تغضب منه ولكني اعلم انك ستتفهم وضعه "
أومأ سليم وقام بدون رد .. وقف أمام النافذة التي تطل على الشارع العام ، لم يكن المنظر مغريا ولكنه دائما ما استطاع ان يجد الجمال وسط هذا الضجيج ..
قطع تأملاته صوت رنين هاتفه .. اخرجة من جيب بنطاله الذي غفى به بالامس ، وجد اسم يونس يترأس الشاشه .. تنهد واجاب ..
- يونس كيف حالك ؟
- لست بخير ..
( عم بعض الهدوء )
-سليم انا احتاج لمساعدتك ...

غير قابلة للاصلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن