ميساكي !! ميساكي !!

:: الفصل الثالث عشر ::

(( اللحظات الأخيرة ))

استيقظ ميناتو من نومه و لم يجد الفتاتين ، لم يشغل نفسه بالبحث عنهما بل دخل لدورة المياه ، بعد دقائق خرج متجهاً للصالة فوجد الفتاتين تجلسان على الأريكة و انظارهما قد استقرت عليه مباشرةً حين رؤيته ، اصيب بالفزع فنطق : ماذا هناك ؟؟

نظرت إليه إيملي بمكر و قالت : لقد عرفنا عنك سراً لطيفاً !!

بينما امسكت اكي ذقنها بتفكير : لكنني فعلاً مندهشة ... لمَ تحاول إخفاء هذا الشيء البسيط عني ؟؟

ازداد ارتباكه و نظر إليها بتساؤل فأكملت : أنت تخاف المرتفعات ... لذلك رفضت بالأمس الصعود معنا على الألعاب في مدينة الملاهي !!

زفر ميناتو و قال بارتياح : أهذا كل شيء ، افزعتماني !!

ثم تابع و هو يحك رأسه بخجل : في الواقع ... أنا أخجل من هذا الأمر لذا أخفيته ...

ضحكت الفتاتان بخفة ثم قالت إيميلي : إنها ليست مشكلة كبيرة ... و ليس عيباً فكل شخص لديه رهاب من شيء ما لذا لا تخجل !!

كان ميناتو واقفاً فتحرك و اراح نفسه على الأريكة بينما قالت إيميلي بحزن : ستسافرون في الغد أليس كذلك ؟

حرك ميناتو رأسه نفياً : لا ... سنسافر بعد غد ...

- هكذا إذاً ...

تحولت نظراته لنظرات جدية ميناتو قال بصوت جاد : هناك أمر يحيرني ... لمَ هربتِ من دار الأيتام ؟

اعتدل في جلسته و اردف : لقد كذبتي في موضوع الطعام ... سألت عن الدار الذي يقع في المنطقة ... إنهم يقدمون للأيتام كل ما يحتاجونه ... و يعطونهم الكثير من الطعام حتى يكفيهم و يزيد أيضاً ...

ابعدت ايميلي نظراتها عنه و قالت بحزن : أجل ... إنهم لا يقصرون في شيء لكن بعض المربيات تعاملهن سيء ...

ثم نظرت إليه و تابعت : و لبعض الأسباب تشاجرت مع إحداهن و أخبرتها أنني سأخرج من دار الأيتام و لن ترى وجهي مجدداً ..

احكمت اغلاق قبضتها على ثوبها و اكملت بصوت حزين : سخرت مني و ضحكت بشدة ، و قالت لي : " و أين ستذهبين ؟! أنتِ لا تملكين عائلة !! " !!

اغمضت عينيها و تابعت : شعرت بأنها تسخر مني ... تسخر من كوني يتيمة و سأبقى في النهاية فلا مكان لي ، لذا هربت بالفعل ...

اخذت نفساً : و لم يكن معي أي مال و بعد يوم كنت أشعر بالجوع الشديد ففكرت بالسرقة ... هذا ما حصل ...

تنهد ميناتو و تحدث بنبرة هادئة : رغم كل شيء ، هذا التصرف سيء ... سيقلقون عليك كثيراً !!

تدخلت أكي قائلة : معه حق إيميلي ، فهم اسرتك و هروبك سيصيبهم بالهلع !!

حرك ميناتو نظره إلى الأرض و قال : ستبقين معنا اليوم و لكن في الغد مساءً سنعيدك إلى الدار ...