:: الفصل الخامس و العشرون ::

4.5K 398 205
                                    

(( صديقي ))

سقط كيويا فتصنم ميساكي مكانه من الخوف و لم يعرف كيف يتصرف .. فالقفز من المرتفع امر خطر جداً ... و النزول سيأخذ وقتاً طويلاً مما قد يودي بحياة كيويا !!

شعر بالندم على ما فعله من تصرفات ساذجة و مزاح ثقيل و بمجرد تذكره ابتسامة كيويا حينما قال : " دون أن ندرك ، نمت زهرة الصداقة بداخلنا " ..

قفز من الأعلى للنهر بلا خوف و دون تفكير لانقاذه ، و من حسن حظه لم يصبه مكروه بسقوطه على النهر من ذلك الإرتفاع ، و لأن النهر لا يجري بسرعة فلا بد من أن كيويا سيكون بالجوار ...

غاص و بحث عنه عدة مرات دون جدوى ، تحرك في المنطقة عدة مرات و توسع في البحث حتى اصابه التعب و الإرهاق ..

فاتجه لأقرب حافة لليابسة و خرج من النهر اليها ثم ارتمى على الأرض دون حركة ، ظل صامتاً يلتقط انفاسه بصعوبة ...

و بعد فترة هدأت انفاسه فنطق بحزن : لا استحق أن يكون لي صديق حقيقي ، كل ما سأفعله هو ايذاءه ، لقد تسببت في موت اول صديق لي .. بأكثر شيء يخافه .. الغرق !!

لم يكن له طاقة للحركة لكن صور كيويا لا زالت تدور في مخيلته ... جسده أبى التحرك و شعر بأنه غير قادر على فتح عينيه من التعب فاستسلم و اغلقههما ...

________________________

وقفت سيارة أمام منزل هيباري ، فتحت هيباري الباب و نزلت منها و هي مبللة و متسخة بالطين و الأتربة و شعرها مبعثر ..

حدثها المعلم الذي لم يكن أفضل حالاً : حقيبتك في صندوق السيارة ..

أومأت برأسها ثم اتجهت لصندوق السيارة و اخرجت حقيبتها ثم صعدت الدرجات بهدوء و قرعت الجرس ..

_________________________

كان ميناتو يجلس أمام التلفاز في هذه الأجواء التي اصبحت ماطرة بشكل مفاجئ ، السماء ملبدة بالغيوم و مظلمة بشدة رغم أنها فترة الظهيرة ، سمع قرع الجرس و قبل أن يقف وجد والدته قد اسرعت للباب و بدى القلق واضح على ملامحها و هي تقول : من يا ترى ؟؟

ففتحت الباب لتجد ابنتها مبللة و متسخة للغاية ، فصرخت بفزع : ماذا حصل لك يا ابنتي لم عدتي قبل اكتمال الاسبوع ؟؟ و ما بال مظهرك هذا ؟؟ لم انت مبللة و متسخة بهذا الشكل ؟!

اجابتها هيباري بهدوء : حصلت الكثير من الأمور .. فاضطررت للعودة مبكراً و قد اوصلني المعلم ..

ثم التفتت للخلف لتجد السيارة قد انطلقت فتابعت : و هو على عجلة من امره للذهاب للمشفى ...

ميساكي !! ميساكي !! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن