1)(قِطْعَةُ حَلْوَى

240 16 14
                                    


"يا إلهي، حتَّى أنها أوكلت إليَّ مهمة شراء بعض الملابس من محلٍّ نسائي"

زفر بضيق وهو يدسُّ يديه في جيبيه، ضحك صديقه وربت على كتفه "لا تقلق يا آسر، أنا هنا، نستطيع الاستمتاع بينما تنفذ طلباتها"، زفر آسر بضيق للمرة الثانية وتابع طريقه وهو يقول محاولًا إقناع نفسه "حسنًا، أعتقد أنَّ طبق الحلوى الذي ستعده قد يعوضني"، ارتسمت ابتسامة على شفتي صديقه وقال وهو يلحق به "لا تنسى إعطائي البعض منه، فأنا أساعدك!"، أومأ برأسه مبتسمًا "بالطبع، أشكرك، يا عبد"، قطب صديقه حاجبيه "كم مرة يجب عليَّ إخبارك؟ اسمي هو تيم!" ضحِكَ لرؤيته غاضبًا "وما الفرق؟، تيم بمعنى عبد"، دفعه من كتفه "ليس مضحكًا، قولكَ لعبد يجعل الأمر كما لو أني عبدك"، رفع آسر حاجبه بسخرية "أأضفت ياء الملكية؟"، أحس تيم ببروز عرقٍ له بمجرد أن رآه يرفع حاجبه "ومع ذلك، نادني بتيم"، اتسعت ابتسامة آسر "أي أنك تطلب منِّي مناداتك بعبد!"، "لم أقل ذلك" قال تيم بغضب.

كانا يتجوَّلان في المجمَّعِ التجاري بحثًا عن طلباتِ إحدى أخواتِ آسر، حيث أنَّ لديه الكثير من الأخوات، هذا ما يجعله مشغولًا أغلب الأوقات، "حسنًا، أعتقد أن هذا هو المحل الذي تقصده"، قال آسر وهو يوجِّه نظراته من الورقة الصغيرة التي معه إلى لافتة المحل، "وأنا أظن ذلك" قال تيم بابتسامة مرتبكة، حسنًا، المحل ورديٌّ بعض الشيء، ولكن لا بأس، أخٌ يشتري بعض الحاجيات لأخته... ويرافقه صديقه كذلك.

"هي قد أرسلت لي صورةً للقميص بالفعل" قالها آسر موقفًا لصديقه الذي ذهب ليبحث دون معرفة المراد، "لمَ لمْ تخبرني مسبقًا؟" حكَّ تيم رأسه بأطراف أصابعه، ابتسم آسر "العبد متحمس"، "لست كذلك" قالها تيم بعدم اهتمام، "بل كذلك" قالها بسخرية وهو يفتح باب المحل.

"لو سمحت، أيمكنكَ جلب هذا القميص لي بالمقاس المكتوب هنا؟"، سأل آسر عاملًا يعمل هناك فذهب لإحضاره، جلس على كرسيٍّ للانتظار كان بجانبه، ولم تمضِ مدَّة حتى أتاه أحدهم "عذرًا".

رفع رأسه ليحدِّق به، كان شابًّا في مثل عمره، ربما، رقيقُ البُنْيَةِ طويلُ القامة، بتعابيرٍ مرتبكةٍ بعض الشيء "ماذا؟" سأله آسر، حسنًا، كان آسر على النقيض تمامًا، إذ إنَّه كان صحيحَ البُنْيَةِ أقصرَ منه، بتعابيرٍ مرتخيةٍ هادئةْ "اممم، هديَّةٌ لوالدتي، أريد شراء هدية لها، ولكنِّي لا أعلم ما الذي تفضِّله"، ابتسم آسر، ورفع حاجبه "وَ...؟".

علَّقَ ذلك الشَّابُّ نظراته عليه، ثمَّ زفر بضيق، كما توقَّع، لن يستطيع التعامل مع آسر بطبيعيَّةٍ كما تمنَّى "وَ..." كانَ سيكمل، ولكنَّ تيم قاطعه وهو يربتُ على كتفه "وَ... يريد منَّا مساعدته" وجَّه تيم نظراته نحو الشَّاب، وسألَ بابتسامة مرِحة "صحيح؟"، أومأَ الشَّابُّ بابتسامةٍ وهو يحاول إبعادَ يدِ تيم عنه.

"أيُّ شيءٍ سيفي بالغرض"، قالها آسر وهو يوزِّعُ نظراته على جميع ملابس المحلِّ بينما يتَّكِئُ بِيَدِهِ على الكرسيِّ الذي يجلسُ عليه، "لا" قال الشَّابُّ نافيًا وهو يوزِّع نظراته على الملابس كذلك "نحن قد انتقلنا إلى هذه المنطقةِ قبل عدَّةِ أيَّامٍ فقط"، "لِمَ تُخْبِرُنِي بِهذَا؟" سأَلَ آسر لِيُصابَ الشَّابُّ بالإحراج "فقط هكذا".

حَلْوَى، مَا سَيَحُلُّ كلَّ شَيْءْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن