في المشفى ..
وصل كلا من ياسر وكاميليا الى المشفى وهما يدعوان الله ان يخيب ظنهما وأن يكون مصطفى بكامل عافيته ،سأل ياسر موظفة الاستقبال عن غرفة المريض مصطفى النشوقاتي والتي اخبرته بمكان وجوده فانطلقا اليه .. رأت كاميليا من بعيد والدتها وهي تبكي بحرقة في حضن فريد فشعرت بخطر ما قادم تجاهها ، ولم تتمهل وانما ركضت الى غرفة مصطفى والجميع يحاول منعها ..
_رقية : كاميليا انتي جيتي امتى ؟؟
_فريد :استنى عندك يا كاميليا !!
_كاميليا : سيبوني انا هدخل اشوف دودي مالو
_فريد :لاااء يا كاميليا استني ...
حاول فريد تقييد حركة كاميليا ليمنعها من الدلوف الى غرفة مصطفى بينما تجمد ياسر في مكانه حينما رأي الممرضة تغطي وجه مصطفى النائم في سلام ، بلى لقد فارقت روحه الحياة وعادت إلى بارئها..
دلفت كاميليا الى غرفة مصطفى و رأى وجهه المغطى فتجمدت اوصالها وتساقطت العبرات انهارها من عيناها الزرقاوتان ، ركضت كاميليا إلى سريره في محاولة فاشلة منها لإفاقته لكنه قدر الله ..
_كاميليا : دووووودي ..فوق يلا يا دودي ..يلا بسرعة ورانا شغل كتير انهاردة ..مصطفى.. لالالا انت لازم تفوق ..جدي ..
_أحد الممرضات :لا حول ولا قوة الا بالله
_ممرضة اخرى : لو سمحتي يا آنسة اخرج......
قبل ان تكمل الممرضة كلامها سقطت كاميليا مغشيا عليها ،فأسرع اليها الطبيب خالد ونقلها إلى سرير في غرفة مجاورة لغرفة مصطفى وأعطاها مهدئا ..
_خالد : انا اديتها حقنة مهدئة ،ضغطها بقا كاام ؟؟
_الممرضة :الضغط والسكر في مستواهم الطبيعي
_خالد :طب كويس ..لما تصحى عرفيني
_الممرضة : حاضر يا دكتور
تم إنهاء إجراءات دفن مصطفى وأسرع موظفي شركة فريد و الكتير من افراد عائلتي النشوقاتي والحديدي لتأدية واجب العزاء ، عادت كاميليا إلى منزلها في حالة يرثى لها ،اما ياسر فحاول ان يتماسك قليلا امام والدته واخته لكنه كان يحترق من الداخل ، فريد ورقية حاولا جاهدين ان يخرجا كاميليا من حالتها واستطاعا بمعجزة ان يحسنوا حالتها ولكن ليس كتيرا ..في أحد شواطئ مارينا
مجموعة من الشباب والفتيات لم يتجاوزوا السادسة عشرة من عمرهم بعد ، سافروا جميعا من القاهرة الى مارينا في محاولة منهم لإدخال البهجة على قلوبهم وقد نجحوا في ذلك...
_هيثم :كانت حلوة اللعبة دي يالا
_وليد :اه والله يا هوثو كانت تجنن
_هيثم :ما قلنا بلاش هوثو دي يا ديدا
_وليد :لا هوثو وإن كان عاجبك
_شخص ما من خلفهم : ولو مش عاجبه يعمل اي ؟؟
التفت كلا من هيثم ووليد لمصدر الصوت ليجدونه واقف امامهم..
أحمد فريد النشوقاتي وهو أصغر فرد في عائلة فريد النشوقاتي حيث انه يبلغ السادسة عشر من العمر ، لم يكت يتمع بالجمال الذي كان يتمتع به كلا من ياسر وكاميليا ؛ بل كان له جزء كبير من جمال فريد الشرقي الجذاب : شعره الأسود الداكن ، عينيه البنيتان ، بشرته الحنطية المميزة ، جسمه الرياضي الذي اكتسبه من ممارسة هوايته المفضلة وهي كرة القدم ، اناقته الدائمة التي كانت سببا كافيا في تجمع الكثير من فتيات سنه حوله وكان هذا يعجبه كثيرا ويزيد من فرصه في التقرب لأكبر عدد من الفتيات فأصبح منظم لرحلات مدرسته الثانوية الخاصة لأن الفتيات ما ان يعلمن بوجوده في مكان ما حتى يجتمعن حوله ،انه الابن المدلل لابيه ولكن كان لكاميليا الجزء الأكبر من الدلال ؛ لهذا عادة ما يسمح له والده بالسفر منعا لحدوث مجادلة بينه وبين شقيقته ..
_هيثم : لالا خلاص طالما أحمد بيه النشوقاتي موجود أنا مش هتكلم
_أحمد وهو يعدل من هندامه : ايوه كدا احترم نفسك
_وليد :اخيرا اتنازلت وهتلعب معانا
_أحمد : انا كلامي كان واضح من الأول .. قلتلكم لما تيجو تلعبوا Football قولولي
_هيثم :اشطا يا عم هنبقى نقولك
_أحمد :اومال يوسف فين ؟؟
_وليد : معرفش هتلاقيه هنا ولا هناك
_هيثم غامزا : أو بيظبط مزة من اياهم
_أحمد : لا يوسف مش بتاع كلام من دا
_وليد : دافع عنه يا ميدو ..ما هو البيست فريند بتاعك
_أحمد ضاحكا : انت قولتها ..بيست فريند مش ناس بترمي بلاها عليا ..
_هيثم بحدة مصطنعة : تقصد مين بكلامك
_أحمد ببلاهة : لا مقصدش
يوسف محمد الموجي هو الصديق المقرب لأحمد النشوقاتي منذ الصغر ، تشاركا في كل شيء حتي ملامحهما وهوايتهما ، فقط يتميز يوسف عن أحمد بالعيون الرمادية ، لم يسلم هو الآخر من ملاحقة الفتيات له لكنه لم يكن يلتفت اليهن على عكس صديقه أحمد .. إن دراسته هي الأهم لديه لأنه لطالما أراد ان يصبح طبيبا ولن يتأخر يوما عن تحقيق هذا الحلم ..
_وليد : اهو يا عم ..سي يوسف جه اهووه
_يوسف من بعيد : احمااااااااااااد
_أحمد : يووووووووووووسف
ثم عانق الصديقان بعضهما عناقا طويلا حمل كل معاني الشوق ..
_يوسف ساخرا : ياااه لحقت وحشتك
_أحمد :طبعا يا غبي هو أنا ليا غيرك
_يوسف : ومش هيكون ليك غيري ..اصلا هو في حد بيطيقك غيري ..
_أحمد ضاحكا : لا وانت الصادق
_هيثم :اول ما انتيمك جه نسيتنا علطول
_أحمد : اه طبها انتو اصلا مش ليكو اي لازمة
_وليد : ٺشُڪر ياسطا ..مردودالك ان شاء الله
_هيثم :احنا هنفضل كدا كتير ..ما تيجو نلعب مع العسليات دول
_يوسف : لا العبوا مع العسليات انتو ..انا جعان
_أحمد بنبرة رجل طاعن في السن :افضل كدا دايما همك على بطنك ..يا ابني انا نفسي افرح بيك قبل ما اموت
_يوسف ضاحكا : انت مالك قلبت على جدي فجأة كدا لييه
_أحمد وكأنه تذكر شيئا هاما :جدي !! ااه صح أنا نسيت اتصل بّـ دودي انهاردة
_يوسف : انت لسه مسميه دودي
_أحمد وهو يخرج هاتفه من جيبه : اه دا اسم حلو و مودرن ..استنى اتصل بيه
اتصل أحمد مرارا على هاتف مصطفى لكنه لم يكن يجيب فاضطر ان يهاتف كاميليا التي جاءت ردها بعد فترة ليست بقصيرة ..
_أحمد : كوكي الحلوة عاملة اي النهاردة ؟؟
_كاميليا : طبعا ما انت ولا على بالك
_أحمد : ايه اللي حصل يا كوكي و دودي مش بيرد ع الفون ليه ؟؟
_كاميليا وقد بدأت تبكي : دودي ؟؟ دلوقتي جاي تسأل على جدك
_أحمد : مالك يا كاميليا اي اللي حصلك و اي اللي حصل لمصطفى ؟؟
_كاميليا بصوت يختنق : مصطفى مات يا أحمد .. مصطفى مات
يتبع...
أنت تقرأ
أهذا هو العشق ؟؟
Romanceمقدمة :: يوم كان للحب معنى ..ما كان له من عيد .. يوم كانت اكبر همومنا لعبة .. يوم كنا نخاف من علاماتنا السيئة في المدرسة .. يوم كان حبنا نقيا مليئا بالبراءة .. يوم كنا أشبالا في عرين آبائنا .. يوم كنا أطفالا ..كان لكل شيء معنى .. يوما لن يعود .. يوم...