Chapter 2

3.1K 196 88
                                    

حزن يغتالني
وهم يقتلني
وظلم حبيب يعذّبني
آه! ما هذه الحياة التي كلّها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع من العيون تجري
جرحت خدّي
أرّقت مضجعي
وسلبت نومي
آه يا قلبي يا لك من صبور على الحبيب
لا تجور رغم ظلمه الكثير
وجرحه الكبير الذي لا يندمل ولا يزول
ما زلت تحبه رغم كل الشّرور
ما زلت تعشقه رغم الجور والفجور
ما زلت تحنّ إليه رغم ما فيه من غرور
قلبي، ويحك قلبي إلى متى، إلى متى؟؟
أخبرني بالله عليك إلى متى؟؟
هذا الصّبر وهذا الجَلَد والتّحمل
إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟
إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟
كُفَّ عن هذا، كُفّ فاكره كما كرهت واهجر ما هجرت وعذّب كما عذّبت واظلم كما ظلمت واجرح كما جرحت
فلقد عانيت كثيراً وصبرت كثيراً وكثيراً على حبيب لا يعرف للحبّ معنى أما آن لك يا قلبي أن توقف كل هذا؟ فبالله عليك يا قلبي كُفّ!

#كلمات_نزار_قباني

جالسٌ على اريكته ينفث الدخان بضجر ..امام التلفاز المهترئ..اصوات مفاتيح... جسدها الرقيق اقبل من الباب الذي يكاد يسقط فوق رأسها .. جلست بجانبه على الاريكة ونطقت بحزن

_ اترك الدخان جيك

_ هل وجدتِ عمل ؟

تنهدت بعمق ومدت بأوراق العمل إليه ونطقت وهي في على قيام

_ وجدت لك عمل في شركة ابن عم خالي

رمى بالسجارة على الارض وصرخ بعصبية

_ هل تحدثِ معه ؟

رفعت احد حاجبيها

_ لو كنت وجدت عملا بنفسك لما اضطررت على التوسل الى الاخرين

كل ما فعله هو رمقها بنظرات بلا معنى حتى نقطت بضيق

_ اختي هي من فعلت ذلك ..لننهي الموضوع ستباشر عملك من الغد ....هيا قم وساعدني في عمل الغداء انني تعبة ولا قدرة لي على الوقوف

اراح ظهره على الاريكة وراح يقلب في القنوات متجاهلا قولها حتى نطق

_ هذا عملك يا زوجتي

قطبت حاجبيها ودخلت المطبخ تعد الطعام البسيط الذي يليق براتب أمرأة..تناولا طعامهما دون ان ينبس احد احدهما بحرف ..اسدل الليل استاره..وقطرات مالحة تتسلل من عينيها ..على جانبها الصغير من السرير المشترك ..سمعت صوته متنهدا..ثم استدار لها ونطق بهدوء

_ سامحيني جوليا لم اقصد قول ما قلته لك فلا تبكي ...من الغد ستستقيم حياتنا وسنبدأ من جديد

حبك دائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن