القطة والجزار

350 33 7
                                    

ذهب ليؤدي عمله اليومي والمعتاد بكل رضا وسرور .. فهو يعمل جزاراً بالقرب من منزله الذي ترك به أبناؤه وذهب للعمل ..

وكالعادة دخلت عليه المحل تلك القطة التي ظلت ترمقه بأنظارها وتموء .. وبما أنه عطوف فقد رحب بمجيئها الذي أعتاد عليه بأن قذف لها قطعة لحم من التي كانت بيده .

أكلتها القطة بسرور ثم انصرفت من عنده لتأتي إليه في اليوم الذي يليه ، فيعطيها قطعة اللحم المعتادة برضا لاسيما عندما لاحظ إنتفاخ معدتها وثقل وزنها مما يدل على أنها حامل !

ظلت تأتي إليه ويعطيها ، ويحسن معاملتها إلى أن جاء اليوم الذي غابت فيه تلك القطة ولم تأتي !!

أصبح اليوم عدة أيام لم تزور خلالهم تلك القطة الجزار الذي تعجب من أمرها ، فلقد طال غيابها حقاً لآيام كثيرة !!

وذات يوم .. عندما كان الجزار يعمل بالمحل دخلت عليه إمرأة شديدة الحسن ، أنيقة الثياب ، حسنة الهيئة وأقتربت منه لتلقي عليه التحية فيرد عليها التحية أيضاً وقد ترك ما بيده ليستمع إلى طلبها ..

لم يكن طلباً ، بل كان سؤالاً .. سألته تلك المرأة : هل تعرفني ؟؟

وعندما جاء رده بالنفى فاجئته الحسناء بقولها : أنا القطة !

تعجب الرجل مما سمعه فأعاد قولها سائلاً في تعجب : القطة ، ماذا تقصدين ؟!!

ابتسمت مجيبة عليه بأنها القطة التي كانت تزوره بالمحل يومياً فيعطيها قطعة اللحم ويكرمها ، ولقد كانت حاملاً .. فما إن وضعت مولودها حتى قررت بإن تأتي إليه وتشكره على معروفه !!

تعجب الرجل كثيراً مما ألجم لسانه ، بينما أكملت هى بأنها من الجن الطيب وقد حضرت إليه لتعطيه مكافأة مقابل ما قدمه لها من إحسان وعطف ..

ثم أعطت له تلك المحفظة التي لا تخلو من المال أبداً مهماً أخذ منها طيلة عمره ، وآخيراً إستأمنته على سرها قبل أن تختفي من أمامه .. وترحل للأبد .

فلم تعد تأتي إليه ثانية على أى من الهيئتين .. بعدما تركت له ما يذكره بها وبصنيع معروفه طوال حياته .

لن تصدق أنها واقعية !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن