Prologue.

119 12 6
                                    

وقفت في مكتبي امام نافذتي الزجاجية الواسعة التي تسمح لي بمراقبة شوارع برلين المزدحمة بكل شفافية وتفصيل من الدور الخامس والعشرون والاخير، لقد اخترت هذا الدور بالذات حتي استطيع مراقبة الناس منه. اراقب الشوارع المزدحمة والسيارات السائرة. لربما انه ليس بالمنظر الذي يسارع الناس علي ان يروه ولكن بالنسبة لي كان منظراً مثالياً. فرؤية كم هم الناس ضئيلين وعاجزين نسبة الي هذا العالم الكبير، وان كل واحد منهم له حكايته الخاصة التي لا تشبه الأخر، يجعلني أقف عاجزة عن الكلام. اراقب هذا المنظر كل يوم في نفس الوقت والساعة ولكن بأفكار مختلفة في عقلي. أدع مخيلتي تسبح بي بعيدا الي الماضي او الحاضر او حتي المستقبل. أنه كالسحر.

بينما انا اقف كعادتي امام نافذتي الواسعة في تأمل، تدخل علي صديقتي العزيزة وشريكتي، إيميلي. تتقدم إيميلي في حماس واشراقة كعادتها، إيميلي كانت من النوع الذي بأمكانه ان يجعلك تبتسم بمجرد النظر اليها.

"ايميلي لقد قلت لك ألف مرة ان تطرقي الباب قبل الدخول!" قُلتها بيأس.

"حسنا، لقد قلتي لي ألف مرة وانا لم اسمع. ألم تملي؟" قالتها هي بأبتسامة عريضة.

تنهدت بقوة، "ماذا تريدين؟ لقد قاطعتي تأملي."

" انا حقاً لا استطيع رؤية ما هو الذي تتأملين به في هذه الشوارع المملة،" قالتها بسخرية، "ولكن لدي خطاباً مهم جداً لكِ."

نظرت الي يدها فوجدت ظرف كبير نسبياً، يظهر عليه الرقيّ، مكتوب عليه أسم مكتبنا وتحته أسمي وأسم إيميلي بخط مهندم ومنمق.

"خطاب؟ مٙن لازال يستخدم هذه الاشياء حتي الان؟ ألا يوجد ما يُسمى بالبريد ألكتروني أو حتى الفاكس؟" قُلتها انا بتعجب ممزوج بالسخرية.

قلّبّت عينها "فقط افتحيهء انه مهم جداً." قالتها بحماس مبالغ.

"من الواضح انك فتحتيه إذن."

"بالطبع ايتها الحمقاء، لما لا افتحه؟" قالتها هي بتعجب صادق.

تنهدت مجدداً.

فتحت الظرف بهدوء وأخرچت ما به من ورق ونظرت لإيميلي بشك قبل ان اقرأه بينما هي فقط نظرت بترقب.

قرأت ما به ببطء، وكلما قرأت اكثر تصدم الذكريات عقلي بقوة كشاحنتان ضخمتان اصطدموا بشراسة. ذكري وراء الاخري كلهم يخطرون في بالي بسرعة الضوء.

كم ان هذا الخطاب اضافة مثيرة جدا الي يومي.

_______________________________________________________________________

هاي شباب

Walking In The Wind.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن