Ch.1

68 5 8
                                    

انقطع حبل افكاري بظهور يد إيميلي امام وجهي.

ٍ"سيلين, سيل, هل أنتي بخير؟" قالتها ايميلي وهي تلوح بيدها أمام وجهي.

عدت الي وعي "أ-أجل....أجل انا بخير،" حاولت انا اقولها بإتزان، "ان هذا الخطاب من الشركة الإدارية المنتجة لهذه الفرقة الغنائية يريدون العمل معنا."

"اجل اعرف ذلك."

"لن نقبل." قلتها وانا اهز رأسي بالنفي.

"ماذا؟! سيلين!"قالتها وهي تمد الياء في أسمي بمبالغة، "هذه فرصة ذهبية لن تُعوض, كيف لكي ان ترفضيها فقط بسبب اشياء حدثت بالماضي, يجب ان تقبلي هذا العمل." قالتها ايميلي بأنفعال وأعين واسعة.

أنا أعلم أن هذا العمل سيكون بمثابة نقلة كبيرة لمسيرتنا العملية، لكنني لا أستطيع. هذا كثير، كثير للغاية!

"ولكن ماذا عن برلين؟ حتي نتمم هذا العمل يتوجب علينا ان نسافر للندن. لقد بقينا معظم حياتنا هنا. إذا عدت للندن الان، سيكون من الصعب أن أعود الي برلين مجددا. فكيف استطيع ان اتابع بقية اعمالي؟" قُلت انا محاولة إقناعها وإيجاد سبب مناسب لعدم موافقتي.

"هل نسيتي أن لدينا مكتب في لندن؟ يمكننا نقل كل اعمالنا الى هناك!"

"ولكن انا ليس لي اي أحد في لندن." قلتها ببطء كأنني أزن كل كلمة اقولها. نعم، لقد مات والدايّ في حادثة سيارة قبل سفري الي برلين, وعِشت مع خالتي بعض الوقت حتى سفري.

"ماذا عن خالتك؟" قالتها إيميلي كأنها تقرأ افكاري، "يمكنك ان تريها اخيراً بعد كل هذه السنوات, ويمكننا ان نشتري بيتاً معا! ونستقر هناك اخيراً. لقد أشتقت لعائلتي علي أي حال." قالتها بحماس وعينيها كانت تلمع بمجرد التفكير في المستقبل.

"ولكن...ولكن---" قُلتها محاولة إيجاد اي عذر أخر.

"ولكن ماذا سيلين؟ تعلمين ان هذا العمل سوف ينقلنا في مسيرتنا المهنية بشكل كبير. وسوف نعود الي وطننا اخيراً. لقد اشتقت الي انجلترا حقا وانا متأكدة انك تشتاقي لها ايضا, سيلين, هذه فرصة لن تعوض." قالتها بإنفعال ثم تنهدت تنهيدة عميقة وأكملت بهدوء، "سيلي, ارجوكي كوني قوية."

تنهدت بقوة, هي محقة.

"حسناً سوف افكر..."

ابتسمت لي ابتسامة دافئة، "ان هذا هو القرار ألاصح"

"اظن انني سأذهب الي البيت. إن رأسي تؤلمني حقاً وأريد ان ارتاح.." قلتها وصوتي مشروخ.

"حسناً." أمسكت بيدي وضغطت عليها ضغطة خفيفة، ثم خرجت الي مكتبها. بينما انا أخذت حقيبتي ومفاتيح سيارتي وخرجت من المكتب ومن المبنى وتوجهت الي سيارتي.

بينما أقود، سرحت بي رأسي لذكرياتي القديمة واحلامي البعيدة. تذكرت بداية حياتي في برلين ولقائي بإيميلي وكيف اخرجتني من قوقعتي الوهمية التي بنيتها حولي لخوفي من الناس وخوفي من أن أفقدهم مثلما فقدت كل شخص في حياتي.

Walking In The Wind.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن