الموت هو ذلك الوحش الكاسر الذي يتنقل بين الناس بسلاسة فإن مر بجماعة اخذ أحدهم دون أن يدركه الباقون قبل فوات الاوان و لا يدركه الفرد إلا و هو يكشر عن انيابه ليأخذه او يأخذ أحد احبابه دون رحمة.
سيارة فخمة سوداء يبدو علي ركابها الثراء الفاحش من مظهرها،يجلس بداخلها زوجان و طفلة صغيرة علي فخذ الزوجة و كان عمرها لا يتعدي الثلاث سنوات تنظر لوالديها باهتمام بينما يتحدثان.
"ألن تخبرني أين سنذهب؟ثم تبدو متعباً يمكننا الخروج في يومٍ اخر"تحدثت الزوجة ملك بعطف و ابتسامة حنونة و هي تربت علي كتف زوجها "لا بأس عزيزتي لم نخرج منذ فترة لابد انكِ و وعد تشعران بالملل"اجاب الزوج مالك بابتسامة تحمد الله علي تلك الزوجة المحبة و الابنة الرائعة و هو يمسك بيد ملك و يشبك اصابعهما معا،ًأما وعد الصغيرة فكانت هادئة مستكينة تشعر بالأمان في وجود والديها بجانبها و بين الحين و الاخر ترفع رأسها لتنظر الي والدتها و تعبث بحجابها برفق و هي تتمتم بكلمات تلك الاغنية التي تغنيها لها والدتها لتنام ليلاً او تمد يدها ناحية والدها ضاحكة فيأخذها لتجلس علي فخذه و تعبث بربطة عنقه بينما تتحدث بكلام لا يُفهم نصفه بينما هو يحاول أن يفهم الغازها و أن يجاريها بالحديث.
كان الطريق خالي من السيارات و كانت ملك تنظر الي خارج السيارة فالجو جميل الهواء رطب و السماء صافية و جميلة رغم أنها سوداء بحكم ان الليل قد حل و لكن فجأة و من بعيد لاحظا شيء ممدد بعرض الطريق يمنع المرور.
"ما هذا لا يبدو ككمين شرطة و إنما يبدو ك.."خانت الكلمات ملك في وصف ذلك الشيء و لكن هذا لم يحدث مع مالك "تبدو كسيارة؟غريب".
اقتربا أكثر بحذر حتي تبين لهم انها بالفعل سيارة فخمة فأوقفا سيارتهم امامها و نزل مالك ليطلب من صاحبها أن يحركها قليلاً حتي يستطيعوا العبور و إكمال طريقهم بينما ملك و وعد جالستان بالسيارة و لكنها سمعت مالك ينادي أسمها و يطلب منها الخروج من السيارة ففعلت و علي كتفها وعد.
مشت الي مالك -الذي كان يقف أمام السيارة الاخري بابتسامة مجاملة بسيطة-و وقفت بجانبه لتنظر للمرأة علي الجانب الاخر من السيارة و تبتسم بحلاوة رغم انقباض قلبها الغير مُفَسر فور رؤيتها.
وجدت ملك أن تلك المرأة كانت فريدة صديقتهم منذ الجامعة و هي الآن سيدة أعمال مشهورة كانت تتردد علي بيتهم من حين لآخر لإلقاء التحية.
"فريدة مرحباً كيف حالك؟"سألت ملك مبتسمة "بخير و انتما كيف حالكم و حال الصغيرة؟"اجابتها و اعادت سؤال ملك و هي تشير بيدها ناحية وعد التي لوحت لها قائلة مرحبا بابتسامة طفولية"نحن بخير حمدا لله و لكن استئذنكِ أن تحركي سيارتكِ حتي نستطيع إكمال طريقنا"تحدث مالك و هو يبتسم بينما ينظر لها.
"حسناً و لكن أولا اريد التحدث معكما قليلاً"تحدثت فريدة و هي تشير للزوجان "هل من خطبٍ ما؟ تفضلي في سيارتنا حتي نتحدث"تحدثت ملك مشيرة بيدها نحو السيارة في نهاية كلماتها.

أنت تقرأ
وعد||waad
Acak"كيف حالكِ؟". "كما أنا أعمل متسولة لحسابهم بعد رحيلك لم يزدد الامر إلا سوءاً فقد ظنوا ان احدنا ساعدكِ لتهربين و كانوا غاضبين لرحيلك و يفرغون غضبهم هذا علينا". "اعتذر عما تسببت لكم من متاعب حقا". "لا بأس و لكن عليكي أن تكوني ما تستحقين و لا تجعلي تجر...