-3- إعتراف

737 40 10
                                    

بعد سنوات أنَّا أفتقد نفسيّ، ظللتهاَ عِندما سلكتْ ممراَ ما لاأعلم أين!

وعليك السلام أيها الجلاد.

-جميلتي، جميلتي أين أنتِ؟

هُلعت، نبض عِرق في رقبتها ونفر ، إرتبكت ولم تبرح مكانها، اغمضت عينيّها، ظناً منها أنها تحلم وتريد عيش هذا الحُلم بكل حذافيره، فضلت السكوت على الكلام

صمت قاتل يلف المكان ينتظر المتحدث التالي أن يشرفه، لاأحد لاشئ

سواء بياض الجدران وهواء النافذة الخاوي.

توقف الزمن توقف الوقت توقفت هي، منذ سنوات لم تكتب، لم تشعر، لم تبذل، منذ جملة " أنا سعيدة" التي خطت على الورقة الهرمة من دفتر ذكرياتها المهترئ في سن توردها وبجانبها قلب أحمر إصفر لونه واندثر.

تشتاق لتلك المشاعر الغير ناضجة التي كانت تحتضنها كل مساء في غرفتها

- إلهي، كبرت ونضجت ومازلت أشتاقها
نفسي أحبك إرجعي لي، أتوسل إليك.

-حنين انهضي هيا حان موعدك مع الدكتورة، وموعد الدواء، ولديك جلسة كهرباء بعد قليل أيضاً.

-حسنا.

خرجت عجوز متهدلة تجر ورائها ضحكات رمادية كانت، صوت طفلة تلعب بمرح، مُراهِقة تتمشى ببهاء، أنثى ناضجة تبتسم بتغنج.

ماضي سحيق رحل ولن يعود بدوائكم هذا ولا بشئ ولا حتى بموتي!

"هي إمرأة كأن عذاب جيل يأن بصدرها وعويل قرن "

" هي إمرأة غصة قلبها حطمتها ودمعها المنسكب قد حفر مجراه على خدها الخاوي "

" أحلامها الطفولية أحترقت وإحترقت هي وكُلها ولم يبقى الا غصة القلب "

لاشئ يعوضها مدام القلب خذلها، وعقلها تمرد، وجسمها انكسر وانهمك وبرد .

"تعيش في مدينة أخرى في خيالها، بعيدا عن ضجيج العالم "❤

#انتهت

جميلتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن