~{ المقدمة }~
ويومي مشرّد تجتاحه رياح ثلجية باردة تكدّرني وكأنني طفلة جالسة في العراء الموحش بلا مأوى ولا يدا حانية لتنسيني مرارة الحياة و..ولكن!؟.
تأتي نفحة تسمى الأمل تعطيني طوقاً أنتجي به و كلما أفلَتُّ هذا الطوق عاد ممسكاً رافعاً يدي نحو شاطئٍ يرسو عليه قصراً أسميته
"متى أمسك الأمل".
أحياناً أدخل ذاك القصر لأجد مرساة الإنتظار قد أفلتته ضاع في بحرٍ أطلقت عليه
"أشياء تزعجني أرجوكم أوقفوها"
أصبحت أخاف أن أذهب لأجده تداعى وعندما أحاول أن أعيد ما ارتكبه الزمن أدرك أنني لم أستطع أن أفرّق بين رملٍ بنيته قصراً ورملٍ تركته منثوراً لست بحاجةٍ إليه بتُّ أخاف
أخاف كثيراً!..
ثمّ لا أدري وأنا آسفة على قولي هذا ولكن نعم لا أعلم ماذا أريد؟..أو من أكون؟..أو كيف أتصرف؟..
آخر خيار قد أرهقني كثيراً خاصّةً عندما يكون المستحيل هو الخيار المضمون!..
تلك كانت بداية استلخصتها لقصّتي وعبارات كثيرة كانت تحيك مواقفاً
"أتعبتني عبثاً معها"***********
لم أكن لأتخيل يوماً أمنيةً أتمتمها في كل ليلة معانقةً وسادتي المبلّلة ناظرةً إلى نجوم النافذة الخافتة التي إمّا أنّ بريقها قد عجن من سحرِ حزني و انتثر أو أنّ دموعي باتت تسيطر على جمال كل شيء.
أصبحت أغفو على إحباط بيديّه يخنقني و هدوء بات يخبرني بأن ألزم سكوتا يبقي نوم أختي الملائكيّ على حاله فبعد سواد لسعةِ ذاك اليوم لم يكن لبشري عاقل أن يقتنع بأنه لا دخل لي في أداء تلك الأحداث وكتابتها فحتّى أقرب الناس كانت لإدراك الأمور وتفهّمها قد برهنوا بأنّهم لا يفقهون شيئاً فهم بعيدين كلّ البُعدِ عن ما اعتقدت ومع كلّ تلك المشاعر التي قد بُخِّرَت بكافور الألم مايزال هنالك تماماً نعم هنالك في ذاك الطريق المنحدر المخيف ضوء يتلفَّظُ بصَرَخاته الأخيرة منادياً بأعلى صوته المنخفض ليسمعه كلّ شخص أصمّ ويؤمن بدلائله المرئية كلّ متعمّد أعمى فهذا الضوء كان معيني الأخير في
فترة الألم والعزلة هذه!..
فهو التجسيد الفكري الوحيد الذي كان بكلّ حواسه وأركانه يخبرني حتى ولو اضطر أن يحبو لي زاحفاً بأنّ الحقيقة التي تشبّثت بها دائماً وأخذت باستمرار أحضن تفاصيلها وهي محاولة الابتعاد عني والهرب بأشلائها المتبقية منّي بأنها أعظم دليل يوضّح برائتي ويفرّج همي وكضوئي الأخير الذي أنرته بألم لم يكن بإمكاني سوى تقبّل إرشاداته بابتسامات زائفة فعندما يغدو الضعف و الانكسار رفيقاً دائم لن يكن أمامك سوى هذا المنعطف لتخفيف أوجاع القدر عن نبضات تلك الإنارة و بالرغم من كل ما كان يحدث بين طيّاتِ هذه السطور إلّا أنني وجوارحي لم نفرغ من قول و استشعار جملة واحدة لا غير!...
بلى هي قد كانت حروف قلّة ولكن المشاعر التي اجتاحتها لم تكن لتعد فما كان مفادها ليخرج إلّا من صميم السقم الذي ما انفكّ يخبر الجميع بصوتٍ مرفوق بتواقيع صداه خارجاً عن جهاتي الرسميّة
بأنّ نوبة مقتل أمّي لم تكن لِتصدُرَ من صرخاتِيَ الأَخيرة!..*************
حقوق الطبع محفوظة للمؤلفة
يمنع طبع هذه الرواية أو جزء منها بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من الحقوق......
أنت تقرأ
هويّتي تولد من جديد
Romanceفي وقت يختفي الأمل من دقائقه وتضفي ثواني التشاؤم على ساعاته شتات لا مخرج منه فتصبحين حبيسة الأوهام و الضجر وقد تصابين ببكمٍ قاتل يزرع فيكِ البغض والكراهية لتجدين في وقت غير مناسب انفجاراً يتولّد من حرمانك وضعفك يصرخ من دون تحكم ولا سيطرة كحصان بريّ...