الوقوع في الحفرة - fall in the hole

389 9 10
                                    

الابيض و الاسود...
الفجوة بين هذان اللونان لا يمكن سدها و الاختلاف بينهما يكمن في كل شئ و يمكن تحديده بجميع انواع المقاييس و بالرغم من هذا الاختلاف،الا ان كل منا يحمل بداخله كلا اللونين و كل شخص يغلب عليه واحد منهما فمن يملك الصفات الطيبة يطغو عليه اللون الابيض و من يملك الصفات السيئة يطغو عليه اللون الاسود....

ان كان علي ان احدد اي اللونين يملأ قلبي اكثر فساقول انه... الرمادي... ذلك اللون الذي يحمل بياضاً و سواداً متداخلين لون مشتت ليس به خير واضح او شر واضح انه لون قلوب المشتتين من امثالي و لون حياتهم.

انا ادعي ميو.. تسوكاسا ميو، و انا في الصف الاول الثانوي اذا كنت تتساءل عن من كان الكلام السابق فقد كان عني و اذا كنت تتساءل لماذا فانا ساجيبك...

ببساطة لانني لا اجيد فعل شئ انا جيدة فقط في فعل ما اري الاخرين يفعلونه لست مهتمة حقا بما هو الصواب و ما الخطأ بشأن افعالي و افعلها فقط بناء علي ما اذا كنت ارغب بفعلها ام لا.
هذه هي انا و لم اكن ارغب بان اتغير ابداً ليس الي ان جاء ذاك اليوم...

السابع من الشهر العاشر
اليوم هو يوم الرحلة المدرسية انها الرحلة الاكثر مللاً علي الاطلاق، نحن نرتاد نفس هذه الرحلة المملة منذ الصف الاول الاعدادي الذهاب الي المتحف و مشاهدة صور و معلومات و تماثيل عن اشخاص ماتوا منذ مئات السنين و فوق هذا رؤية نفس الاشياء في كل مرة بلا تجديد ، حتي المعلمون المملون شعروا بالملل من هذه الرحلة..

حسنا هذا هو سبب الاساسي لاقرر ان اسير وحدي هذه المرة ساترك المجموعة و اتجول في المتحف وحدي.

... لقد وصلت الحافلة

(بعد ما يقرب النصف ساعة في الحافلة)

ها قد وصلنا.. المرشد هناك علي فقط ان احرص علي ان لا يراني..

(اختبئت خلف احد التماثيل الكبيرة و بعد دقائق كان الجميع قد ذهبوا دون الانتباه لها)

اطلقت ميو ضحكة عفوية قصيرة و قالت بنبرة حماسية: يا الهي لقد نجحت لقد ذهبوا و لم يروني...هذا رائع و الان ستبدأ جولتي الخاصة.

ثم تجولت ميو في المتحف طويلا إلا انها لم تجد ما يثير الاهتمام فكل ما يوجد في المتحف سبق لها ان راته فشعرت بالخيبة و قالت بصوت منتحب : يالي من حمقاء ما الجدوي مما فعلته..إنني اري نفس الاشياء المملة و لكن الفرق الوحيد اني وحيدة و ليس معي صديقتي لاثرثر معها كما نفعل في كل مرة... سحقا! سافكر جيداً المرة القادمة قبل فعل ه...

(التفتت جانبا و نظرت الي احدي قطع المتحف)

قالت بإعجاب: ما هذه المرآة لا اذكر اني رايتها هنا العام الماضي مع انني رايت كل هذه الاشياء في هذا القسم من المتحف قبلاً
و لكنها حقا مرآة جميلة و اطارها لطيف و راقٍ ، من يهتم اذا كنت لم ارها من قبل لربما كانت قطعة جديدة.
سإمت ميو من التجول وحدها و عادت لمجموعتها.

و في صباح اليوم التالي..

استيقظت ميو مع شعور غريب ، ميو تعيش وحيدة لذا جو الهدوء هو الجو الذي اعتادت معايشته كل صباح الي ان ذاك الصباح كان يحمل شعورا مختلفاً كصوت حركات هادئة و انفاس بطيئة و من ان هذه الاصوات من الصعب ملاحظتها الا ان ميو التي لا تسمع في بيتها سوي صوت الرياح التي تعبر من النافذة استطاعت ان تشعر بهذه الاصوات.

بدات ميو تقوم عن السرير بتثاقل و تفتح عينيها ببطء ثم تلفتت يميناً و يساراً الي ان بصرها كان لا يزال مشتتاً حتي اللحظة فلم تستطع ان تري اي شئ اغلقت عينيها لثوانٍ و مسحت عينها بيدها برفق ثم فتحت عينيها من جديد و نظرت يميناً و يساراً لم تكن ميو يقظة بما فيه الكفاية لتدرك انها رات طفلتان علي جانبي السرير و حين ادركت ذلك تلفتت يمنة و يسرة من جديد بسرعة شديدة و قد اتسعت عيناها حتي كادت حدقتاها تسقطان من مكانهما ثم كررت النظر مرات و مرات و حين فهمت ان ما تراه حقيقة نظرت امامها بفزع و اطلقت صرخة مدوية
و لكن..

لم تسمع اي صوت لصرختها، فقالت بصوت مرتعش: ه..هل فقدت صوتي؟

و لكن في هذه المرة استطاعت سماع صوتها فانتابها الذعر و الفزع حتي كادت تفقد وعيها و في لمح البصر وجدت الطفلتين امامها فوق السرير و قد قالت احداهما لها: لم نسمح لصرختك ان تخرج من بلعومك، إن سمعها احدهم سيسرعون بالمجئ الي هنا و هذه ستكون مشكلة.

( لم تكن هاتان الطفلتان طبيعيتان كانت لهما هيئة غريبة احداهما يكسوها البياض في ثيابها و بشرتها و شعرها و الاخري يكسوها السواد كما ان كلتاهما تحملان ملامح ميو نفسها عندما كانت في الخامسة من العمر)

استطردت الفتاة حديثها بلهجة باردة: إن جاء احد إلي هنا مستجيبا لصرختك فهذا سيشكل مشكلة لك وحدك فلا احد يستطيع رؤيتنا سواكِ.

نظرت ميو نظرة تنم عن الاستغراب تساءلت عن السبب الذي يجعلها الوحيدة القادرة علي رؤية هاتان الفتاتان قائلة في ذهنها: لما لا يستطيع احد سواي رؤيتهما؟
و ارادت ان تسالهما عن ذلك
و لكن...

The Black Holeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن