he's the same but not the same- انه مثلي و لكنه ليس كذلك

247 6 2
                                    

انطلق الجرس ليعلن عن نهاية الحصة، و بادر الطلاب بالخروج من الصف، إلا ميو التي تسمرت علي مقعدها منتظرة خروج الجميع، دعاها اصدقاء للخروج و سالتها احداهن: ميو هل ستخرجين ام ماذا؟ اجابت ميو بتصنع: لا ساستريح هنا قليلاً اليوم.

فقالت صديقتها: لا باس كما تشائين.
و ما إن غادرت صديقتها حتي قفزت ميو بنشاط عن المقعد و نظرت للفتاتان (البيضاء و السوداء) نظرات تحرٍ و فضول و قالت لهما: لا تخبراني ايتها الصغيرتان انكما لم تسمعا ذلك الصوت، لقد كان مرتفعا لدرجة انني شعرت ان مصدره يسير امامي.

قالت الفتاة البيضاء بهدوء كالعادة بعد اطلقت تنهيدة ملل: مجددا تسالين السؤال الخاطئ نحن سمعنا ذلك الصوت بالطبع فنحن انعكاس روحك سنسمع كل ما تسمعينه و لكن السؤال هو، هل سمعه احد غيرك؟

جميع الطلاب بدوا طبيعيين و لم يشعر اي احد منهم باي صوت و شعروا بالغرابة عندما التزمت الصمت هذا يعني انك الوحيدة التي سمعت ذلك الصوت.

قالت ميو بصوت مرتفع: و هذا يعني ان هذا الصوت كان يصدره انعكاس روح شخص اخر
عندها نظرت الفتاة السوداء نظرة احتقار و قالت: هذا صحيح، اول شئ صحيح تقولينه...يبدو ان عقلك جيد عليك ان تبداي باستخدامه.
عندها غضبت ميو و صرخت بها قائلة: اصمتي يا شبيهة الشياطين.

قالت ميو في ذهنها صاحب انعكاس الروح هذا لا يمكن ان يكون زميلي في الصف والا كنت ساتعرف عليه...الصوت كان صادرا من خلفي هذا يعني ان الشخص الذي يصدره يمكن ان يكون في الصف المجاور.

و بدون ان تقول كلمة هرولت للصف المجاور و دفعت الباب بقوة و صاحت : هل من احد هنا؟
لم يكن في الصف سوي صبي واحد كان ينظر للنافذة بهدوء و الضجيج الذي احدثته ميو لم يؤثر عليه كثيرا ، فقط التفت اليها في هدوء و حركة بطيئة نظر اليها لثوانٍ ثم عاود النظر للنافذة مرة اخرى
عندها غضبت ميو و اقتربت منه و ضربت بيدها بقوة علي مكتبه و قالت: انت الم تسمعني اتحدث؟

لم يتكبد عناء النظر اليها و نظر نظرة احتقار الي يدها التي ضربت بها المكتب و قال: كنت تسألين اذا وجد احد هنا، اظن انك عرفت الاجابة بنفسك.

احمرت ميو خجلا و لم تدر بماذا يجب ان ترد، و المسالة الاكبر كيف لها ان تساله اذا كان يحمل انعكاساً لروحه ام لا.

و ميو ليست من ذلك النوع الذي يصمت عندما لا يجد ما يقوله بل بدات بالتهتهة و قالت: ح..ح..حسنا ا..ا..انا كنت اري..اريد ان اسال...
و قبل ان تنهي جملتها تلك شعرت بشئ يصطدم بقدمها فقطعت جملتها و نظرت لاسفل.

عندها وجدت صبيا في السابعة... بشرة سوداء و شعر اسود.. ثياب سوداء و نفس ملامح هذا الفتي الجالس علي المقعد.

و قبل ان تصدر ميو واحدة من ردات فعلها المجنونة كان الفتي قد سبقها و قال : اااه ترينه، اذن لقد نظرت في الثقب الاسود ايضا.

قالت ميو ببعض الثقة: اجل هذا ما جئت من اجله اردت ان اعرف اذا كان هناك احد مثلي هنا.
فقال الفتي بانزعاج: حمقاء...انا اري الصغيرتان من خلفك منذ ان دخلت كان بامكانك سؤالي عن هذا ان اردت معرفته بهذه الشدة.

(قالت ميو في ذهنها اذن فقد عرف اني اردت ان اسال عن هذا منذ البداية و لكنه لم يقل شيئا و انتظر حتي الاحظ الفتي بنفسي حتي يتخلص مني )

ملأت وجه ميو علامات الاحباط و قبل ان يتفاقم الامر قال لها ذلك الفتي: ها قد عرفتِ ما اردته هل تستطيعين الخروج من هنا.

(اشار باصبعه نحو الباب)

ثم تابع: الباب هناك اذا كنت لم تلاحظيه ايضا.
قالت ميو باندفاع: مهلا لحظة، الست مهتماً بمعرفة شخص يمر بنفس حالتك، اذا كنا معا قد نتخلص من هذا او علي الاقل نستطيع مجاراته.

اجاب الفتي بنبرة حزينة: لا... لست مهتما... اذا كنت انت مهتمة فانا واثق ان هناك غيري قد نظروا خلال الثقب الاسود... لقد وجدتني بسهولة تستطيعين ايجادهم.

ثم ادار وجهه الي النافذة من جديد، ترك ميو خلفه في حالة من الغرابة، لقد شعرت بشئ بشانه شعور لم تعتد ان تحمله لاحد، شعور يجعل القلب ينقبض بحدة، و يجعل العقل مشغولا لمدة لا يعلم احد اجلها... قد يفكر الكثيرون في الحب..

و لكنه ليس كذلك، لقد كان شعور الاسف... نبرة الحزن في صوته و رفضه لكل ما حاولت عرضه بعثا بتلك الرسالة لقلبها... الشعور بالاسف.. لفشلها او لوضعه.. لم تستطع ميو ان تحدد و لكن ذلك الشعور لم يتركها سريعا.

كان ذلك الفتي المقابل تماما لطباع ميو، ميو تتحدث بصخب و هو يتحدث بهدوء بالغ... ميو تثرثر كثيرا.. و هو يتحدث قليلاً ... ميو مجنونة ولا تفكر...و هو يفكر قبل كل كلمة يلفظها...ميو محاطة بالاشخاص دائما... و هو وحيد تماما.

القاسم المشترك الوحيد الذي جمع بينهما هو نظرهما عبر الثقب الاسود.

بعد نهاية الدوام المدرسي...

خرجت ميو من المدرسة و مشت ببطء و انظارها متوجهة نحو الارض، الشرود لم يفارقها حتي اللحظة، و عندما كانت تعبر الطريق شعرت بدفعة من خلفها و سقطت علي وجهها.

نهضت بسرعة و اعتراها الغضب و صرخت بالشخص الذي دفعها : من انت ايها الاحمق، و لما فعلت هذا؟
و عندما امعنت النظر وجدت انه نفس الفتي من المدرسة فتحولت ملامح غضبها الي ذهول و لم تنطق بكلمة، بينما بادر هو و قال : هل تحبين ان تدعسك السيارات لهذه الدرجة، الحياة ليست مزحة و ان فقدتها فلا يوجد فرصة ثانية.

ثم ذهب و ترك ميو وراءه و هي عاجزة عن الكلام و ظلت تنظر اليه حتي اختفي من امام ناظرها.

The Black Holeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن